محرر الأقباط متحدون
شارك الكاردينال سيلفانو ماريا تومازي، مراقب الكرسي الرسولي الدائم سابقاً لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف، شارك في حفل تدشين المعهد الكاثوليكي للاعنف، وشدد في المناسبة على ضرورة التعرف على المواقف الدينية الحقيقية، والسعي إلى تحفيز الحوار بين مختلف المذاهب في العالم.
قال نيافته إنه لا يسعنا أن نتحدث عن مناهضة العنف بعيداً عن البحث عن ذهنية وثقافة تعانقان القدرة على العيش معاً، دون إلحاق الضرر ببعضنا البعض، وهذا الأمر يعتمد كثيراً على القدرة على الحوار مع أشخاص يختلفون معنا بالرأي، ولديهم نمط عيش مختلف. جاءت كلمات الكاردينال الإيطالي في مقابلة أجرتها معه وسائل التواصل الفاتيكانية على هامش مأدبة غداء أقيمت للمناسبة التي تخللها لقاء نُظم عصر الأحد شارك فيه الكاردينال شارلز ماونغ بو، رئيس أساقفة يانغون، والكاردينال والتر ماك إلروي، أسقف سانديغو بالولايات المتحدة الأمريكية.
وقد افتُتحت الأعمال برسالة للبابا فرنسيس قرأت على المشاركين، تمنى فيها الحبر الأعظم أن يتمكن المعهد الكاثوليكي الجديد من توجيه خطوات العالم عندما يعيد الأشخاص اكتشاف أنهم أخوة وأخوات. الكاردينال ماك إلروي توقف عند الرسالة العامة للبابا فرنسيس Fratelli Tutti وقال إن هذه الوثيقة تشكل الدرب الواجب اتّباعها من أجل تعزيز اللاعنف في العالم، مؤكدا أننا مدعوون جميعاً لممارسة المحبة حيال الأخوة والأخوات خلال الأوقات الصعبة التي يمر بها العالم، خصوصا إزاء الصراعات المسلحة.
في حديثه لموقعنا الإلكتروني حاول الكاردينال تومازي أن يتوقف عند المفاهيم التي يشدد عليها البابا فرنسيس، مشيرا إلى ضرورة تغيير ذهنية الأشخاص كي يقتنع حكام الدول والشعوب بسلوك درب اللاعنف والتقدم، على الرغم من أن هذه المهمة ليست سهلة. واعتبر نيافته أيضا أنه لا بد من اتخاذ مواقف تعتبر اللاعنف نمط حياة، وهذا موضوع تحدث عنه البابا فرنسيس في رسالته العامة Fratelli Tutti. ولفت تومازي إلى أن هذه الوثيقة تقترح نظرة كونية للإنسان تسلط الضوء على الطبيعة البشرية المشتركة لدى الجميع، وهذا ما يؤكد أننا نتقاسم كلنا الحقوق والواجبات نفسها. واعتبر نيافته أيضا أنه من الأهمية بمكان أن يُصب الاهتمام على كرامة الشخص البشري وعلى ضرورة أن نتعايش مع بعضنا البعض على الرغم من الاختلافات القائمة.
رداً على سؤال بشأن مفهوم اللاعنف والذي يتخطى مجرد غياب العنف، قال الكاردينال تومازي إن هذا المفهوم لا يتحقق بدون ذهنية أو ثقافة تشمل القدرة على العيش مع بعضنا البعض دون إلحاق الضرر بالآخرين. ورأى أنه لا بد أن يقترن المفهوم النظري للاعنف مع خطوات عملية وملموسة تحول دون اللجوء إلى ممارسة العنف. وعاد ليؤكد أن هذا الأمر يتحقق فقط من خلال حوار لا يعرف التمييز، ويعتمد أيضا على قدرة تقييم الأشخاص والأوضاع جيداً، دون التسرع واستخدام العنف.
ولم تخل كلمات المسؤول الفاتيكاني من الإشارة إلى أهمية الحوار بين الأديان، لافتا إلى أن مقاسمة مثل اللاعنف تتطلب أن تؤخذ في عين الاعتبار المفاهيم التي تُلهم أشخاصاً ومجموعات وبلداناً على اللجوء إلى العنف. واعتبر أن ثمة ذهنية سائدة ترى في الإسلام ديناً يقترح العنف ويحض على ممارسته كتعامل مع الأوضاع الصعبة. ومع ذلك، مضى قائلا، لا بد أن يدرك الأشخاص أن نبي الإسلام عقد اتفاقات ومعاهدات مع المسيحيين سمحت بالتعايش السلمي. واعتبر أن هذا الانفتاح يمهد الطريق أمام تعايش بين أتباع الديانتين يتميز بالاحترام المتبادل. ختاماً شدد الكاردينال تومازي على أهمية التقارب بين الديانات الذي يرتكز إلى المفاهيم الدينية لا إلى مصالح السياسيين المتمسكين بالسلطة.
+