Oliver كتبها
من العليقة تكلم الله.سأله موسي ما إسمك فأعلن لأول مرة إسمه (أهيه الذى أهيه) أو بالعبري القديم أى الأرامى (أهية أشير أهيه) أى (أنا الذى أنا هو ) أو (أنا الكائن و الذى يكون).
الله تدرج بفكر الإنسان و قلبه.سار معه الآباء من آدم حتى موسي .كلهم عرفوه أنه الإله القادر خر6: 3 لكن الله لم يشأ أن يخبر بإسمه (أهيه الذى أهيه) لأنه أراد أن يستعلن للإنسان جزئياً حتى يتأهل للخلاص و أما بعد الخلاص فقد إستعلن أهيه بذاته متجسداً من مريم العذراء.كانت أول مرة يخبر البشر بإسمه حين سأله موسي عن إسمه المبارك.
كما بدأ تعارف الآباء مع الله على أنه القادر على كل شيء ثم تطور التعارف بدءاً من موسي النبي لنتعلم أن الإله القادر هو أهيه.أى الكائن والذي يكون هكذا صار هذا التعارف تسبحة للملائكة التى تتابع تدبير الخلاص لذلك تردد فى تسابيحها أن الله هو القادر رؤ1و5و6و11و15و19 ثم تنتقل فى تسبحتها إلى أهيه الذى أهيه و هذا ما يساوى في اللغة العربية (الكائن و الذى كان و الذى يأتى) رؤ1: 4 ,رؤ1: 8 رؤ 4: 8 رؤ11: 7 رؤ 16: 5.كأن هناك نسخة سماوية للخلاص الذى يحدث للبشر.تسبحة الملائكة صدى لتدبير الخلاص لأجل جنسنا.كأن السمائيون من فوق يوثقون لنا مراحل إعلان الله شخصه للإنسان و مراحل تعرف الإنسان على الله.
كان لقاء تعارف.نادى الرب موسي بإسمه و نادى موسي الرب بإسمه.عرف يومها مهابة إسم الله.أخبر الرب بإسمه و دخل موسي قرب النار الإلهية.خلع نعليه أى تخلص مما يلتصق بالأرض فإقترب من صانع السموات. ليس للرب مثيل أو شبيه لذلك وصف إسمه بإسمه.أهيه الذى هو أهيه.
لما سأل موسي الرب عن إسمه جاءت عطية الرب سريعة.أجاب أنا يهوه الذى هو يهوه و فتح الرب بهذه الإجابة قدامنا كل الآفاق.انتقلنا من معرفة أعماله إلى معرفة شخصه.لأن أهية أو يهوة هو الكائن.الذاتى الوجود, الذي يكون دوماً .هذه صفات شخص الله و ليست أعماله.بهذا دخلنا العمق الجديد إنفتحت اللا نهاية للتعرف على الله.لقد إقتربنا كثيراً من المسيح المخلص بهذه الإجابة.أهيه هو المسيح.الكائن الذى كان الذى قدم نفسه للإنسان.
هذا الإنتقال المبهر من تقديم الله لأعماله إلى تقديم الله لشخصه القدوس كان منهجاً واضحاً في لغة الرب يسوع فى السبع مرات التى أوردها يوحنا في إنجيله التى قال فيها المسيح أنا أهيه أو أنا هو . يقول مثلاً :أنا هو خبز الحياة ثم يقدم نفسه لنا قائلاً : من يأكلني يحيا بي. يو6 .يقول أنا هو الباب يو 10: 9 و يقدم نفسه وهذا الباب هو الوحيد الذى من يدخل به يخلص.يقول أنا أهيه الراعى الصالح.و يقدم نفسه أنه كراع صالح يبذل نفسه عن الخراف.و هكذا كلما نطق يسوع المسيح (أهيه الذى أهيه) واحدة من عباراته الذهبية التى تبدأ ب أنا هو ,نراه يجعل نفسه العطية الممنوحة لنا.
ما أعلنه الله لنا عن شخصه القدوس كان يعكس علاقته بنا.فهو القادر من أجلنا.و هو الرحوم المحب الغافر الماحى الذذنوب و غيرها من صفات إلهية معلنة لخدمتنا نحن البشر.أما إسم أهيه الذى أهيه فهو لا يتعلق بالإنسان.هو إسم يصف ذات الله.يصف أزليته و أبديته.يصف تفرده و وحدانيته.يصف ذاته من قبل أن خلقت الأشياء و المحسوسات.إسم أهيه هو إسم لا يتعلق بمعاملات الله مع البشر بل يتعلق بالله منفرداً مع ذاته.إنه إسم اللاهوت المجيد.أنا الكائن هكذا وصف الرب نفسه.إنه الموجود قبل الوجود.هو كائن من قبل كل الأشياء.
كل إنسان كائن. و الكون كله كائن.فهل بهذا الوصف نتساوى مع أهيه الكائن ؟ حاشا . لأن أهيه هو الكائن الذى كان (الأزلى) و الذى يأتى( الأبدى) أما أى كائن غيره فلا يملك صفة الأزلية.أى لم يكن موجوداً فى البدء. الوحيد الذى كان منذ البدء هو الله الكلمة .الذى عن شخصه المجيد قال : قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن يو8: 58 كل كائن أخذ كينونته من الله أهيه لكنه لم يأخذ الأزلية .و حين ينشد يوحنا ترتيلته الخالدة أن الله هو الكلمة و هذا الكلمة كان منذ البدء و لأنه كائن منذ البدء فكل شيء به كان و بغيره لم يكن شيء مما كان يو1: 3 يوحنا الحبيب كان يناجى يهوه فى مقدمة إنجيله.متشبعاً بفكر عميق من يهوة, لا يخاطب يهوة فى العليقة بل أهية الذى أهية المتجسد الذى على صدره يتكأ..و نلاحظ أن جميع الشواهد لهذا المقال تعود إلى إنجيل يوحنا الذى صار لنا كأنه موسي ما بعد الخلاص يكتب سفر تكوين العهد الجديد.
إلهنا أهيه.الذى قدم نفسه لنا و نحن لم نكن نعرفه.لكن الروح االذى يسكن فينا يعرفه و يجعلنا نعرفه.فندرك صفاته المعلنة و ندرك بعضاً مما تعنيه لنا أسماؤه المقدسة . بالروح القدس نفهم كيف أن أسماء الله هى إعلانات الله للإنسان .لندرك من هو أهية فى رسالة خاصة جداً أي كتابه المقدس.
و مع إسم آخر لله نلتقى بنعمة الروح القدس.