بقلم : زهير دعيم
منذ سنوات عديدة اتخذتُ قرارًا ؛  قرارًا لا رجعة فيه ، وليقل محبّو التّاريخ كلّ ما يريدون ، حتّى ولو فيه عظة وألف درس ... 
 
 نعم لن أنظرَ الى الوراء ، سأنظر فقط الى الأمام كما الحرّاث الماهر البارع الذي يضع يده على المحراث ، فيأتي حرْثُه مستقيمًا جميلًا ومُجديًّا .. 
 
 سأرمي خلف ظهري الماضي  " الجميل " بكلّ ألوانه وأشكاله ومحتواه ، وسأنسى كلّ الإساءات والاهانات وتقصيرات الاهل والأصدقاء والجيران والقريبين والبعيدين ، وسأفتح صفحةً جديدة ....... بل فقد فتحتها فعلًا كما سبق وقلت منذ سنوات عديدة ، فكُنتُ أنا الرّابح  ، فاطمأنت نفسي وهدأت روحي كما الطّفل الرّضيع في حضن أمّه ، ونلت رضى ربّ السّماء .
 
 يأتيك أحدهم وأنت تناديه وتدعوه لمصالحة أخيه ، فيقول بصلف : " لا .. لا .. لن أحضر عرس ابنه الوحيد ولو انقلبت اليابسة في البحر ، رغم أنّه دعاني ، وكيف أفعل ذلك وقد فاز بحصّة من الميراث أكبر من حصتي !!!
 
 ويأتيكَ ثانٍ ويقول : لا لن أغفر  لجاري ولن أسامحه وقد أساء اليَّ قبل سنين عديدة ، " والأسى لا يُنتسى" كما كانت تقول جدّتي . 
 
  ويأتيك ثالثٌ ورابعٌ والكلّ يحكي عن الماضي الجميل !!! الذي عكّرته غيمةٌ هنا وغيمة هناك ، فنحمله على أكتافنا همًّا وغمًّا ،  ولا نريد أن نتخلّى عنه ، فيتخلّى عنّا المجتمع الحضاريّ ، ونروح نعيش الفرقةَ والضّياع والانقسام والتشرذم والبغضاء والعداوة . 
 
حان الوقت – منذ زمن بعيد ٍ – أن نطويَ صفحة الماضي، ونفتح صفحةً جديدة ملآنة بالرّجاء والأمل والنّوايا الحَسَنة ،  والأهمّ الغُفران والمسامحة عالمين أنّنا كلّنا بشر وكلّنا يُخطئ.
 
   تعالوا  أحبّتي نزرع المحبّة في التلال والروابي والدّروب خاصة في هذا الزمن العصيب ( الحرب)  فنحصد حتمًا الطمأنينةَ وهدأة البال  ورضا الربّ ..