محرر الأقباط متحدون
عُقد أمس الجمعة المؤتمر الصحفي اليومي للتعريف بأهم ما تم التطرق إليه خلال جلسات اليوم للجمعية العامة للسينودس. وقد تم التطرق إلى مواضيع عديدة في طليعتها دور النساء والعلمانيين في الكنيسة والإصغاء بدون أحكام مسبقة والتأمل في مفهوم السينودسية كأسلوب.
بدأت جلسات الجمعية العامة لسينودس الأساقفة الجمعة ٤ أكتوبر بتوجيه المشاركين التهنئة للبابا فرنسيس لمناسبة عيد القديس فرنسيس الأسيزي. وتَضَمن برنامج العمل استماع الحاضرين، والبالغ عددهم ٣٥١، إلى ملخص أعمال الطاولات اللغوية الخمس والتي تطرقت إلى مواضيع عديدة من بينها مفهوم السينودسية كأسلوب، دور المرأة، حضور العلمانيين وما وُصف بالإصغاء الفاعل لمن لا يتماشون مع قواعد الكنيسة.
ومن بين ما تمت الإشارة إليه خلال المؤتمر الصحفي اليومي الذي يُعرِّف بأعمال الجمعية العامة للسينودس توقُّف المشاركين عند صورة الكنيسة باعتبارها جسد المسيح والتي توحد أعضاء كثيرة أي خدمات وكاريزما عديدة في جسد واحد. ومن هذا المنطلق تم التأمل في دور النساء والعلمانيين في الكنيسة. ومن بين ما ذُكر أن للمواهب كلها أهمية إلا أنه ليس من الضروري أن تكون كلها خدمات. وتم التشديد في هذا السياق على ضرورة التأمل بدون مواقف ايديولوجية أو أحكام مسبقة، وتقييم إن كانت بعض القضايا تُطرح انطلاقا من موضة أو من ايديولوجيات أم أن هذا هو ثمرة تمييز كنسي حقيقي. تم من جهة أخرى تأكيد المساواة بين المعمَّدين جميعا في الكرامة وفي المسؤولية، وعلى هذا الأساس يمكن التأمل في دمج النساء والعلمانيين والشباب في مسيرات اتخاذ القرارات في حياة الكنيسة. وتحدث بعض المشاركين عن ضرورة تشخيص حالات التخوف التي تكمن خلف بعض المواقف، وذلك من أجل المداواة وبالتالي التمييز.
ومن بين الملاحظات التي تم الإصغاء إليها كانت هناك الإشارة التي اعتبرها البعض قليلة إلى العلمانيين في وثيقة أداة العمل، ما ينطبق أيضا على العائلة ككنيسة بيتية. تم الحديث أيضا عن ضرورة التعمق في العلاقة بين الكنائس المحلية والثقافة، وتم التطرق في هذا السياق إلى اللغة المستخدمة والتي يجب حسب ما جاء في الملاحظات أن تكون بسيطة، كما ويجب تغيير بعض الصيغ التي هي حسب البعض ثمرة رؤية أوروبية وغربية. وُجهت من قِبل البعض أيضا دعوة إلى الانطلاق من الخبرات الرعوية الواقعية وذلك لأن الحياة هي أهم من النظرية. كانت هناك أيضا دعوة إلى النظر إلى وجوه الفقراء التي مزقتها الحروب والعنف والانتهاكات. ومن بين ما ذُكر في هذا السياق أن حضور هؤلاء الفقراء الرقيق والحساس وطلباتهم وأسلوب حياتهم يمكنها أن تقودنا إلى التجرد مما يستعبدنا ويُبعدنا حسبما ذكر البعض.
هذا وعقب الإصغاء إلى التقارير الخمسة تم، حسبما ذكر أمس خلال المؤتمر الصحفي باولو روفيني عميد الدائرة الفاتيكانية للاتصالات، فسح المجال لمداخلات حرة وقد بلغ عددها ٣٦، وتطرقت إلى المواضيع التي تم طرحها وخاصة دور العلمانيين والنساء. ووُجهت الدعوة في هذا السياق إلى إشراك نساء في مجموعة الدراسة حول الخدمات والكاريزما. هذا وتوقفت بعض المداخلات عند أهمية تطوير روحانية سينودسية تقوم على الإصغاء الفاعل والقرب والمساندة بدون أحكام مسبقة إزاء مَن هم مختلفون ومن لا يشعرون بارتياح. وقال البعض إن الإصغاء لا يتم لفهم إن كان هؤلاء الأشخاص يتفقون معنا بل لمعرفة ما إذا كان لديهم ما يمكننا أن نتعلم منه. تمت الإشارة أيضا إلى النزعة الإكليروسية، وشدد البعض على أن في الكنيسة ليس هناك سادة وأتباع، فالمعلم هو واحد ونحن جميعا أخوة.
هذا وقد تَضَمن جدول أعمال جلسات الأمس الاستماع إلى مداخلات لكلٍّ من الكاردينال كريستوبال لوبيس روميرو رئيس أساقفة الرباط ورئيس مجلس أساقفة شمال أفريقيا، المطران أنطوني رانداتسو رئيس اتحاد مجالس أساقفة أوقيانيا، المطران ماتيو روجيه رئيس أساقفة نانتير الفرنسية، وكسيسكيا لوسيا فالاديراس باغواغا من نيكاراغوا خبيرة وسائل التواصل الاجتماعي والكرازة الرقمية. وقد تحدثوا عن الخبرة السينودسية في أوساطهم على صعيد الرعايا والأبرشيات والدول والقارات.