ياسر أيوب
ليس من الضرورى أن تحب سباقات السيارات وتتابعها أو تصبح أحد أبطالها حتى تصبح مثل فرناندو ألونسو.. يكفى فقط أن تعيش حياة لا تشبه تلك التى حلمت بها وكنت تريدها.
أو تمشى فى طريق كل ما فيه يسعدك وتبقى رغم ذلك تتخيل لو سمحوا لك بالسير فى طريق آخر.. أو تظل وسط من تحبهم ويحبونك لكنهم ليسوا من كنت تتمنى أن يقتسموا معك أوقات الفرحة والحزن والفوز والخسارة.. أو تمارس مهنة فرضتها عليك ظروفك وأيامك وتنجح لكن ليس النجاح الذى كنت تفتش عنه حتى لو كان أقل.. فقبل أن يصبح الإسبانى فرناندو ألونسو أحد أبطال العالم فى السيارات والفائز بكثير من سباقات فوروميولا 1 ونجم أكثر من فريق لشركات السيارات الكبرى.. أحب كرة القدم وتمنى أن يصبح أحد لاعبيها أو أحد نجومها.. وتلقى بالفعل فى صباه عرضا من نادى سالتا فيجو للانضمام إليه كحارس مرمى إلا أن والده رفض ولم يسمح له بالذهاب.
فالأب خوسيه ألونسو إلى جانب عمله بأحد المصانع الخاصة بمستلزمات واحتياجات المناجم كان يهوى سباقات السيارات، وأصر على أن يتعلم أولاده هذه الهواية.. وقام الأب بصنع نموذج مصغر لسيارة سباق حقيقية وبدأ يعلم ابنته الكبرى لورينا قيادتها على أمل أن تقع مثله فى غرام السباقات.. ورفضت لورينا مشاركة أبيها هوايته وغرامه بالسيارات فلم يبق أمام الأب إلا الابن الأصغر فرناندو.. وتعلم فرناندو القيادة بسرعة لكنه بقى يحب كرة القدم وأدرك الأب أن فرناندو يمكن أن يصبح من الأبطال الكبار فى سباقات السيارات.. ونجح بالفعل فى إقناع ابنه الصغير بأن لاعبى كرة القدم كثيرون جدا فى العالم بعكس أبطال السيارات.. واستمر فرناندو فى رياضة السيارات وفاز فى 2005 ببطولة العالم للفورميولا 1 وهو فى الرابعة والعشرين من عمره.. وتوالت بعدها البطولات والانتصارات والجوائز فى مختلف السباقات ليصبح فرناندو أحد أهم وأشهر أبطال سباقات السيارات فى العالم.. ولم ينجح كل ذلك فى أن ينسى فرناندو غرامه القديم بكرة القدم.. ولم تكن سعادة فرناندو بأى بطولة سيارات يفوز بها أكبر من سعادته حين استقبله فلورنتينو بيريز رئيس نادى ريال مدريد فى 2017 ليمنحه العضوية الشرفية للريال.. فمنذ طفولته وفرناندو من عشاق الريال، وحين سئل يوما عن أسباب غرامه بريال مدريد قال إنه لا يملك أى تفسير أو أسباب لكنه منذ طفولته يحب ريال مدريد وينتمى له رغم أنه ليس من أبناء مدريد، حيث ولد وعاش سنينه الأولى فى مدينة أوفييدو شمال شرق إسبانيا.. وهناك بالتأكيد كثيرون مثل فرناندو عاشوا وعرفوا الحب الضائع والحلم المستحيل.
نقلا عن المصرى اليوم