في مثل هذا اليوم 8 اكتوبر 1973م..
في مثل هذا اليوم 8 اكتوبر 1973م.. في الساعة 05 :2 بعد عبور طائراتنا القناة بخمس دقائق بدأ التمهيد النيراني بالمدفعية ( 2000 مدفع وهاون) بالإضافة إلى لواء صواريخ تكتيكية أرض – أرض.. استمر التمهيد النيرانى لمدة 53 دقيقه على أهداف محدده في خط بارليف وتجمعات دبابات العدو ومراكز قيادته.. كان معدل القصف شديدا، ففي الدقيقة الأولى سقط على المواقع الإسرائيلية أكثر من عشرة آلاف دانة مدفعية بمعدل 175 دانه في الثانية الواحدة.. كان لهذا التمهيد المدفعي دور هام في منع العدو من دفع دباباته لاحتلال الساتر الترابي، وإطلاق النيران على قواتنا أثناء عبورها في القوارب. وتحت ستر نيران المدفعية عبرت أول عناصر من الصاعقة حتى تسبق العدو في احتلال مصاطب الدبابات التي تقع خلف خط بارليف 1 –2 كم.. ومع التمهيد النيراني بدأ عبور اللواء 130 مشاة أسطول بقيادة العقيد/محمود شعيب عند الطرف الجنوبي للبحيرات المرة، وكذا سرية مشاه عند بحيرة التمساح مستخدمين مركبات برمائية. في الساعة 20 :2 بدأ عبور 720 قارب تحمل 4000 مقاتل مصري يهتفون من قلوبهم" الله أكبر".. وفى نفس التوقيت بدأ العدو محاولة دفع دباباته لتدعم قوات خط بارليف، لكن قوات الصاعقة سبقته واحتلت المصاطب وبدأت الاشتباك على الفور ودمرت عدد من الدبابات المتقدمة غربا..
كما وأن دباباتنا التي احتلت المصاطب غرب القناة ( والتي وصفها ديان بأن المصريون مغرمين ببناء أهرامات) أخذت تدمر الدبابات المتحركة شرق القناة الواحدة تلو الأخرى.. وصلت الموجه الأولى من المشاة إلى الشاطئ الشرقي واحتلت أجزاء من الساتر الترابي في الفواصل بين النقاط الحصينة.. وكان على المجموعة الأولى هذه أن تقوم بفرد وتثبيت سلالم الحبال (1440 سلم) على الساتر الترابي.. كذا تثبيت علامات إرشاد لأرقام القوارب ( مسلسل من 1 حتى 720 ). كانت الخطة المصرية تصل إلي أدق التفاصيل .. وبدأت عناصر المهندسين العسكريين العمل لفتح الثغرات في الساتر الترابي بقوة 70 فصيلة معهم 350 مضخة مياه .. وفى الساعة الثانية والنصف رفع علم مصر على الضفة الشرقية للقناه فوق أرض سيناء.
الساعة 45: 2 بدأت المجموعة الثانية من المشاة عبور القناة، ثم توالى عبور الموجات بفاصل 15 دقيقة بين كل موجة واخري... المعركة بالنيران مستمرة بين العدو وقواتنا.. قاتل الإسرائيليون بعنف من داخل حصونهم التي توفر لهم حماية فائقة، واندفعت دباباتهم للقضاء علي قواتنا لكن المفاجأة كانت في انتظارهم فوجدوا رجال المدفعية المسلحين بالمقذوفات المضادة للدبابات توقف تقدمهم وتدمر منهم الكثير.. ارتبكت القيادة الإسرائيلية فهذه أول مرة تقف دباباتهم عاجزة أمام أفراد وليس أمام دبابات. الساعة 30 : 3 اصبح لنا شرق القناة 14000 أربعة عشر آلاف مقاتل. تقدمت قواتنا حوالي 200 متر شرق الساتر الترابي.. بدأ طيران العدو هجومه علي قواتنا في الثالثة عصرا لكن دفاعنا الجوي تمكن من إسقاط 7 طائرات .. بدأت قواتنا تحاصر نقاط العدو في خط بارليف، وسقطت أول نقطة في منطقة القنطرة شرق.. تم فتح أول ممر في الساتر الترابي.. بدأت وحدات المهندسين بإسقاط براطيم المعديات والكباري وتركيبها فوق القناة.. تم عبور القادة علي ، قادة الفصائل والسرايا عبروا مع الموجات الأولى، قادة الكتائب خلال 15 دقيقة قادة اللواءات خلال 45 دقيقة قادة الفرق خلال ساعة ونصف. الساعة 30 : 4 موجات المشاة تستمر، لنا علي الضفة الشرقية 1500 ضابط و22000 جندي. قاموا باحتلال 5 رؤوس كباري قاعدة كل منهم 6-8 كم وبعمق 2كم شرق القناة .. في الساعة الرابعة استأنفت إذاعة إسرائيل إرسالها(تتوقف في عيد الغفران) فأصدرت أمرا مفتوح لقوات الاحتياط للتوجه إلى مراكز التعبئة.. القصف المدفعي اكثر دقة لأن ضباط مدفعية يقومون بتصحيح النيران من الشرق. الساعة 30: 5 اصبح لنا شرق القناة 45 كتيبة مشاه قوامها 2000 ضابط و 30.000 جندي..اصبح عمق رؤوس الكباري 3-4 كيلو متر.. بدأ استيلاء قواتنا علي بعض نقاط خط بارليف..ووصلت خسائر إسرائيل إلى 13 طائرة، فاصدر قائد القوات الجوية الإسرائيلية أمرا للطيارين بعدم الاقتراب أكثر من 15 كم شرق القناة.. قوات الشرطة العسكرية المصرية في الشرق بدأت في تحديد الطرق وترقيمها لمساعدة وتوجيه الدبابات والمركبات التي ستعبر حتى لا تضل الطريق إلى أماكن قتالها.. إبرار كتائب الصاعقة في أماكن متفرقة في سيناء.. وكان لقوات الصاعقة دور هام في نجاح العبور،
كان عليهم تأخير وصول المدرعات الإسرائيلية لأطول فترة ممكنة.. ولابد أن نذكر هنا أحد أبطال مصر الرائد/سمير زيتون قائد كتيبة الصاعقة الذي قاد ضباطه وجنوده في عمق سيناء ونفذ المهام المكلف بها، بيده اليسرى فقط بعد أن أصيب عام 70 في التدريب بعجز كامل في يده اليمنى لكنه أبى إلا أن يشارك مع زملائه في تحرير التراب المصري. الساعة 30: 8 مساء أصبحت معظم نقاط خط بارليف محاصرة.. قوات المهندسين نجحت في إنشاء أول كوبري ثقيل ، ومستمرة في تركيب باقي الكباري، واصبح لنا 21 معدية تعمل بين الشاطئين بدأت في نقل بعض الدبابات والأسلحة الثقيلة.. تم عبور أول دبابة علي الكوبري.. اصبح لنا 80000 مقاتل علي الضفة الشرقية..
سقطت 15 نقطة حصينة في أيدي قواتنا.. المشاة تسيطر وتعزز مواقعها علي الشاطئ الشرقي. الساعة 30 : 10 مساء أتم رجال المهندسون العسكريون فتح 60 ممر في الساتر الترابي وتم إنشاء 8 كباري ثقيلة و4 كباري خفيفة وتشغيل 30 معدية.. لم يتم إنشاء الكباري المخصصة للفرقة 19 مشاه في قطاع الجيش الثالث في التوقيت المحدد لاختلاف طبيعة التربة التي كانت تكوّن" روبه" عند اختلاطها بالمياه، حتى أن دبابة غرزت في هذه الروبه. على الفور أمر قائد الجيش بإلقاء الدبابة في القناة، واستعان بشركات المقاولات والطرق المدنية التي كانت موجودة على القناة للخداع. وتمت تغطية الفتحات بالحصائر المعدنية وتم استخدام الكوبري متأخرا عدة ساعات.. وصلت خسائر العدو 27 طائرة. واستطاعت الفرقة 19 فى اليوم الثالث للحرب ان تقيم اول كوبرى ثقيل ..