اكتشف باحثون أن اختبار الحمض النووي الذي صُمم في الأصل لقياس الشيخوخة البيولوجية من الخلايا الموجودة داخل الخد يمكنه التنبؤ بدقة بخطر الوفاة، حتى عند تطبيقه على عينات الدم.

 
وتشير النتائج إلى وجود علامات بيولوجية مشتركة للشيخوخة في أنسجة مختلفة في الجسم، وهو ما قد يفتح آفاقاً جديدة لتقييم المخاطر الصحية وتطوير التدخلات المضادة للشيخوخة.
 
تركز الدراسة على أداة تسمى «CheekAge»، وهي عبارة عن «ساعة وراثية» من الجيل التالي تم تطويرها في وقت سابق من هذا العام بحسب ما ذكره تقرير لصحيفة «The sun» البريطانية.
 
تعتمد هذه الأداة على عملية تسمى مثيلة الحمض النووي، حيث ترتبط علامات كيميائية صغيرة بحمضنا النووي، تعمل هذه العلامات كمفاتيح، تعمل على تشغيل الجينات أو إيقاف تشغيلها.
 
وكانت أغلب الساعات الجينية السابقة تعتمد على عينات الدم، مما يجعلها أقل عملية للاستخدام على نطاق واسع.
 
صُممت ساعة «CheekAge» كما يوحي اسمها، للعمل مع خلايا الخد التي يمكن جمعها بسهولة. وما يجعل هذه الدراسة الجديدة مثيرة للاهتمام بشكل خاص هو أن ساعة أثبتت فعاليتها في التنبؤ بخطر الوفاة حتى عند تطبيقها على بيانات عينات الدم.
 
لاختبار ذلك، لجأ الباحثون إلى مجموعة بيانات فريدة من اسكتلندا تسمى مجموعات مواليد لوثيان، وقد تابعت هذه الدراسة الطويلة الأمد مجموعتين من الأشخاص الذين ولدوا في عامي 1921 و1936، وجمعت معلومات صحية مفصلة وعينات بيولوجية على مدى سنوات عديدة.
 
وباستخدام عينات دم من 1513 مشاركًا (712 رجلاً و801 امرأة) تتراوح أعمارهم بين 67 و90 عامًا، طبق الفريق خوارزمية CheekAge.
 
ورغم أن CheekAge صُممت لعينات الخد ولم يكن ما يقرب من نصف علامات الحمض النووي الخاصة بها موجودة في بيانات الدم، إلا أنها لا تزال تُظهر قدرة قوية على التنبؤ بخطر الوفاة.
 
وعلى وجه التحديد، فإن كل زيادة في الانحراف المعياري في الفرق بين عمر الخد وعمر الشخص الفعلي، تزيد من خطر وفاته بنسبة 21%.
 
ولوضع هذا في المنظور الصحيح، قسم الباحثون المشاركين إلى ثلاث مجموعات بناءً على نتائج عمر الخد لديهم. ووصلت نسبة الوفيات لدى المجموعة ذات العمر البيولوجي «الأكبر» إلى 50% قبل حوالي 7.8 سنة من المجموعة ذات العمر البيولوجي «الأصغر».
 
والأمر المثير للإعجاب بشكل خاص هو أن أداء CheekAge كان أفضل في التنبؤ بالوفيات مقارنة بالعديد من الساعات الجينية الأخرى المعروفة. بل إنه نافس ساعة متخصصة تسمى DNAm PhenoAge، والتي تم تصميمها خصيصًا للتنبؤ بالوفيات باستخدام عينات الدم.