المقال اليوم بمناسبه اعصار فلوريدا
د. أمير فهمى زخارى المنيا.
هل سمعت عن إعصار «كاترينا او ريتا او ساندي او إرما او سانت ماريا او يلما أو "نانسي" أو "إيدا" أو "أليس"»

لكن المثير للغرابة لهذا العام، هو إطلاق أسماء جديدة لهذه الأعاصير لفتت الأنظار بشدة، منها إعصار "بلبل"، الذي يجتاح حاليا الخط الساحلي فى الهند وبنجلاديش، وأيضا إعصار "مها"، الذي ضرب دول بحر العرب منها الإمارات والسعودية وسلطنة عمان وباكستان، والعاصفة "هبة" وهي عاصفة ثلجية ضربت مصر من بلاد الشام، وهو الأمر الذي أدى لانخفاض ملحوظ في درجات الحرارة لتصل لأقل من معدلاتها الطبيعية.

مما جعل البعض يتهكم عليها ويسخر منها، وجعل البعض الآخر يتساءل من يضع أسماء هذه الأعاصير؟

كانت الأعاصير في الماضي تُسمى بنفس تاريخ العام التي ظهرت فيه، مثل 1983، أو أن يُطلق عليها اسم المنطقة التي اجتاحتها، كأن نقول إعصار فلوريدا وهكذا، ولكن في عام 1953 قررت دوائر الأرصاد الأمريكية إطلاق أسماء أعلام على الأعاصير، واختارت الأرصاد أسماء مؤنثة...

فسبب تسمية الأعاصير بأسماء نساء لم يكن بمحض الصدفة بل هو اختيار مقصود:
- يقال إن الإسترالي «كليمنت راج» كان يطلق على الأعاصير أسماء لنساء يكرهن.

- هناك من يذهب في اتجاه آخر فيقول إن الأسماء في البداية كانت مؤنثة، وذلك لأن كلمة إعصار باللغة الإنجليزية (Hurricane)  مؤنثة، مثلها مثل «سفينة» مما جعل السياق اللغوي يحتم وضع "أسماء أنثوية" لجميع الأعاصير المتوقعة.

- خلال الحرب العالمية الثانية طوّرت القوات المسلحة الأميركية تسمية الأعاصير، حيث كانت القوات الجوية والبحرية الأميركية تقوم بعملية متابعة ورصد دقيقة للأعاصير في شمال غرب المحيط الهادي ولمنع تعدد الأسماء والاختلاف حولها. حيث كان خبراء الأرصاد الجوية يمزحون ويطلقون على الأعاصير بأسماء زوجاتهم وحماتهم وبناتهم وصديقاتهم، وكانت هذة الأسماء رنانة ولا تنسي.

وبعد الحرب العالمية الثانية أعدت الأرصاد الجوية الأمريكية قائمة أبجدية بأسماء الإناث، ارتكزت على فكرة رئيسية هي استخدام أسماء قصيرة وبسيطة وسهلة التذكر.

- بعد ذلك قررت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بتسمية العواصف بأسماء الذكور والإناث معا، ووضعوا نظام تسمية كامل حيث اختار علماء الأرصاد الألفبائية اللفظية.

- لكن رفض الناس تلك الفكرة لأنها كانت معقدة جدا، فتم العودة إلى تسمية الأعاصير بأسماء الإناث وقالوا إن إطلاق أسماء نسائية على العواصف والأعاصير تجعل الأشخاص أقل خوف لأنهم يفترضون أنها أقل خطورة من تلك التي تحمل أسماء ذكور.

- وهناك رأي يقول إن اختيار الأسماء النسائية للأعاصير لان هناك توافق بين الأعاصير والعواصف والنساء، فالمرأة يصعب التنبؤ بعنفها وصاحبة أمزجة متقلبة وذات بطش عندما تكره وتظهر غضبها ولا تكتمه كحال الإعصار.

 - وهناك قولا آخر بأنها جاءت بدافع الأمل وطمعًا في أن تكون أعاصير المستقبل ناعمة ولطيفة غير مخربة كحال النساء.

ممكن أعرف ايه رأى حضراتكم فى سبب إطلاق أسماء نساء على الأعاصير... تحياتي.
د. أمير فهمى زخارى المنيا.