محرر الأقباط متحدون
الرئيس الأوكراني في لقاء خاص في الفاتيكان بعد يومين عند الساعة ٩:٣٠ صباحًا. هذه هي المرة الثالثة التي يستقبل فيها البابا فرنسيس الرئيس الأوكراني، حيث كان آخر لقاء بينهما في شهر أيار مايو ٢٠٢٣. ومن ثمَّ لقاء ثنائي خلال قمة مجموعة السبع في بوليا. على مدار هذا الوقت، كانت هناك اتصالات علنية وخاصة، إلى جانب مناشدات، بالإضافة إلى مهمة الكاردينال زوبي التي شملت مرحلة في كييف ولقاء بين رئيس الدولة وأمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بارولين.
يعود الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى الفاتيكان للمرة الثالثة في لقاء خاصة مع البابا فرنسيس. هذا ما أعلنت عنه دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي، مشيرة إلى أن اللقاء سيعقد يوم الجمعة، ١١ تشرين الأول أكتوبر، عند الساعة ٩:٣٠صباحًا. يأتي هذا اللقاء بين البابا وقائد الدولة "المعذبة" نتيجة لصراع مستمر منذ أكثر من عامين ونصف بعد سبعة عشر شهرًا من آخر لقاء لهما في قاعة بولس السادس الصغيرة، في ١٣ أيار مايو ٢٠٢٣. حينها، دام اللقاء أربعين دقيقة، وأكد فيه البابا على صلواته المستمرة من أجل البلاد التي لم ينسها في نداءاته العامة ودعواته المستمرة للسلام.
ذكرت مذكرة فاتيكانية آنذاك أن كلا الطرفين اتفقا على ضرورة مواصلة الجهود الإنسانية لدعم الشعب، وأكد البابا بشكل خاص على الحاجة العاجلة لـ "تدابير ومبادرات إنسانية" تجاه الأشخاص الأكثر ضعفًا، ضحايا الصراع الأبرياء. أما زيلينسكي – الذي عقد في ذلك اليوم أيضًا محادثة مع المطران بول ريتشارد غالاغر، أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول والمنظمات الدوليّة – فقد أعرب عبر منشور على منصة X عن امتنانه للبابا على "الاهتمام الشخصي بمأساة الملايين من الأوكرانيين"، وأكد أنه تحدث مع البابا حول "عشرات الآلاف من الأطفال الأوكرانيين الذين تم ترحيلهم"، معربًا عن بذل "جميع الجهود" لإعادتهم إلى وطنهم. كما أضاف أنه طلب من البابا "إدانة الجرائم الروسية في أوكرانيا"، وأنه ناقش معه "صيغة سلام" وصفها بأنها "الخوارزمية الفعالة الوحيدة لتحقيق سلام عادل"، مقترحًا الانضمام إلى تنفيذها.
كانت أول زيارة لزيلينسكي إلى القصر الرسولي الفاتيكاني في ٨ شباط فبراير ٢٠٢٠، عندما كانت تهديدات جائحة فيروس الكورونا قد بدأت بالظهور في أوروبا، بينما كانت الحرب تبدو كخطر مقتصر على منطقة شرق أوكرانيا. منذ أول قصف روسي على كييف، كانت هناك اتصالات متواصلة مع البابا عبر رسائل ومكالمات هاتفية، أحدها تمّت في ٢٨ كانون الأول ديسمبر ٢٠٢٣ لتبادل التهاني بعيد الميلاد وتكرار التمنيات بـ "سلام عادل للجميع". وبعد مرور عام ونصف على اندلاع الصراع، لم يعد زيلينسكي منعزلًا كما كان في الأشهر الأولى، وعاد للسفر، وفي شهر أيار مايو من العام الماضي قام بجولة شملت عدة عواصم أوروبية، بما في ذلك روما ودولة حاضرة الفاتيكان. وفي هذا العام، في شهر حزيران يونيو، شارك الرئيس الأوكراني في قمة مجموعة السبع في بورغو إينيازيا في بوليا، حيث عقد في تلك المناسبة لقاء ثنائيًا خاصًا مع البابا.
ومنذ لقاء أيار مايو ٢٠٢٣، أطلق البابا العديد من النداءات، ولاسيما من أجل تبادل الأسرى وإيجاد حل سلمي لأوكرانيا. كما كانت هناك أيضًا مهمة الكاردينال ماتيو ماريا زوبي التي كانت تهدف إلى "تخفيف التوترات في الصراع الأوكراني"، مع الأمل المستمر من قبل البابا في أن يُطلق هذا الأمر مسارات سلام. بين شهري حزيران يونيو وتموز يوليو، قام رئيس مجلس أساقفة إيطاليا بزيارة كييف كمبعوث للبابا، حيث التقى بزيلينسكي شخصيًا، ومن ثم زار موسكو وواشنطن وبكين، والتقى بممثلين سياسيين ودينيين. إن مهمة زوبي، كما أكد الكاردينال بييترو بارولين، أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان، عدة مرات قد أطلقت "آلية" لتبادل الأسرى وإعادة الأطفال إلى أوطانهم. على الرغم من أن هذه العملية تسير ببطء، إلا أنها تحقق تقدمًا، وأدت إلى نتائج ملموسة مثل إطلاق سراح راهبين من الكنيسة الكاثوليكية الأوكرانية إيفان ليفيتسكي وبوغدان هيليتا، اللذين تم اعتقالهما في تشرين الثاني نوفمبر ٢٠٢٢ وأفرجت عنهما روسيا في صفقة تبادل أسرى مع أوكرانيا في ٢٩ حزيران يونيو الماضي. وقد شكر زيلينسكي الكرسي الرسولي، على "الجهود" التي تمَّ بذلها لإعادة هؤلاء الأشخاص إلى أوطانهم.
هذا وقد وأعاد الزعيم الأوكراني التعبير عن امتنانه أيضًا للكاردينال بارولين خلال رحلته إلى أوكرانيا في شهر تموز يوليو الماضي، بمناسبة الاحتفالات في مزار السيدة العذراء في برديتشيف. كما زار كييف، حيث استقبله زيلينسكي، وأكد له "قرب البابا والتزامه بإيجاد سلام عادل ودائم لأوكرانيا المعذّبة". وخلال اللقاء، منح الرئيس الأوكراني الكاردينال بارولين وسام الاستحقاق الوطني الأعلى.