محرر الأقباط متحدون
القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأن احتدام العدوان واشتداد حدة الحرب انما تستهدف شعبنا كله وكذلك الاشقاء في لبنان الذين نحييهم ونتمنى لهم القوة والعزيمة والصبر وان ينتهي هذا العدوان الذي يتعرض له لبنان الشقيق وكذلك العدوان الذي يتعرض له اهلنا في غزة الابية.

ان هذه الحرب تستهدف شعبنا كله ولا يستثنى من ذلك احد على الاطلاق ، ولكننا نود ان نضيء وبشكل خاص على الاخطار المحدقة بالحضور المسيحي في بلادنا المقدسة حيث نلحظ في الاونة الاخيرة ازديادا في ظاهرة هجرة المسيحيين ومغادرتهم لبلدهم وخاصة من منطقة بيت لحم وذلك بسبب الحرب وتداعياتها وبسبب الاغلاقات وانعدام الامن والامان لا سيما ان الغالبية الساحقة من سكان بيت لحم يعتمدون على السياحة المتوقفة حاليا بسبب الحرب .

اننا ندق ناقوس الخطر مجددا ونقول بأن افراغ فلسطين من مسيحييها انما هي مصلحة اسرائيلية بامتياز ووجب العمل وبكافة الوسائل المتاحة من اجل الحفاظ على ما تبقى من مسيحيين وهم قلة في عددهم وهجرتهم قد تؤدي الى غياب كلي للحضور المسيحي العريق والاصيل في هذه البقعة المباركة من العالم .

لا نبرز هذه القضية من منطلق طائفي ضيق بل من منطلق وطني لان استمرارية الحضور المسيحي في هذه الديار انما هي مصلحة وطنية بامتياز وقد تميزت فلسطين دوما بهذا التنوع وبهذا التلاقي بين كافة مكوناتها ولذلك فإن مسألة الحفاظ على ما تبقى من مسيحيين في هذه الديار انما تقع على عاتقنا جميعا بما في ذلك الكنائس وكذلك السلطة الوطنية الفلسطينية والمرجعيات الدينية الاسلامية التي نتمنى ان يكون دائما خطابها خطابا وسطيا يدعو للتسامح والعيش المشترك وتأكيد اهمية الحضور المسيحي الاسلامي المشترك .

وهذا الخطاب مطلوب ايضا من المرجعيات الدينية المسيحية فنحن نرفض اي خطاب اقصائي يعزز الفتن والكراهية والطائفية لان الذي يستثمره ويستفيد منه انما هم اولئك الذين لا يريدون الخير لشعبنا ولقضيته العادلة .

ولكن تبقى المعضلة الكبرى هي الحرب وتداعياتها وما يتعرض له الفلسطينيون من تنكيل حيث بات عدد كبير منهم عاطلا عن العمل بسبب الحواجز العسكرية التي تمنع الفلسطيني من الانتقال من مكان الى مكان وخاصة الى اماكن العمل في مناطق ال48 والتصاريح التي يطلبها الكثيرون باتت هنالك تعقيدات جمة من اجل الحصول عليها حيث انها لا تقدم بسهولة وهنالك سياسة تعجيز هدفها الامعان في اذلال المواطنين والنيل من معنوياتهم وحرمانهم من لقمة عيشهم ورزقهم .

نمر بأوضاع في غاية التعقيد والصعوبة ولكننا سنبقى متفائلين ولن نستسلم لثقافة الاحباط واليأس والقنوط على امل ان يكون المستقبل افضل من اليوم وهذا يحتاج الى الصبر والحكمة والرصانة فالمستقبل يصنعه الانسان والفلسطينيون قادرون ان يصنعوا مستقبلا افضل لهم ولابناءهم بوحدتهم وحكمتهم ورصانتهم ووطنيتهم الحقة.