محرر الأقباط متحدون
استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم الخميس في الفاتيكان رأس كنيسة الروم الكاثوليك في أوكرانيا رئيس الأساقفة سفياتوسلاف شيفشوك، وقد جاء اللقاء على هامش أعمال السينودوس الذي يشارك فيه الأسقف الأوكراني، والذي لفت إلى أنه أراد أن يحيط البابا علماً بكارثة الحرب وبالتحديات التي يواجهها المواطنون، لاسيما مع اقتراب فصل الشتاء، مشيرا إلى وجود زهاء ستة ملايين شخص يفتقرون إلى الطعام ومطالباً الجماعة الدولية بالتضامن معهم.

في أعقاب لقاء رئيس الأساقفة شيفشوك مع البابا أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الأسقف الأوكراني لفت فيها إلى أن اللقاء شكل مناسبة روحية تميّزت بالتعزية والتأمل، خصوصا أنه جاء عشية زيارة الرئيس زيلينسكي إلى الفاتيكان، وقال سيادته: نشكر الله لأن رئيسنا سيأتي لكي يصغي إلى البابا. ومن خلال مشاركته في أعمال السينودس حول السينودسية الملتئم في الفاتيكان شاء رئيس الأساقفة شيفشوك أن ينقل إلى أساقفة العالم صوت المواطنين الأوكرانيين الذين يعانون من تبعات حرب يبدو أنها لا تعرف نهاية، وهو يريد أيضا أن يعبر عن مخاوف الكنائس الشرقية عموماً التي تواجه خطر الزوال في العديد من البلدان التي تشهد حروباً وصراعات مسلحة.

في معرض حديثه عن لقائه مع البابا فرنسيس قال شيفشوك إنه أراد أن يُطلع الحبر الأعظم على الأوضاع الراهنة في أوكرانيا، وعلى كارثة الحرب التي تعيشها البلاد، وحيث يواجه السكان تحديات كبيرة، خصوصا مع اقتراب فصل الشتاء. وأضاف أن البابا فرنسيس قلق من الوضع الراهن هناك، إنه قلق على مصير السكان المدنيين وعلى الأشخاص الضعفاء الذين يعانون أكثر من غيرهم بسبب كل ما يجري في أوكرانيا.

تابع سيادته حديثه لموقعنا الإلكتروني لافتا إلى أنه حدّث البابا أيضا عن حياة الكنيسة الأوكرانية في ظل الظروف الصعبة الراهنة، كما تطرق مع الحبر الأعظم إلى سينودس الأساقفة الأخير الذي تناول موضوع الكرازة بالإنجيل، وهو موضوع جوهري. وسلط رئيس الأساقفة شيفشوك الضوء على أهمية إعلان البشرى السارة، كلمة الله، التي هي كلمة رجاء موجهة إلى شعب يائس. وأضاف أنه سلم البابا برغوليو رسالة كتبها الأساقفة الأوكرانيون بشأن الحرب والسلام العادل، وهي بمثابة تأملات قام بها رعاة الكنيسة المحلية انطلاقاً من الوضع الذي تعيشه أوكرانيا.

هذا ثم أوضح سيادته أن البابا شكره على الخدمة البطولية التي تقوم بها الكنيسة المحلية، مع الأساقفة والكهنة، وأكد أنه يصلي من أجل الكنيسة ويباركها. بدوره عبر شيفشوك للحبر الأعظم، كما فعل في مناسبات عدة، عن امتنانه الكبير على المداخلات والنداءات المتكررة التي أطلقها متحدثا عن أوكرانيا الجريحة. هذا فضلا عن دعوته للإفراج عن الكاهنين ليفيتسكي وهيليتا، وقال إنه يشكر البابا شخصياً ويشكر الكرسي الرسولي على جهود الوساطة الهادفة إلى التخفيف من معاناة الأسرى والإفراج عن الكاهنين اللذين اعتقلتهما القوات الروسية في نوفمبر تشرين الثاني ٢٠٢٢، وأفرجت عنهما في التاسع والعشرين من حزيران يونيو الماضي في إطار اتفاق لتبادل الأسرى مع أوكرانيا. وكان الرئيس زيلينسكي قد عبر عن امتنانه للكرسي الرسولي على الجهود التي بذلها من أجل إطلاق سراح الكاهنين الأوكرانيين.

لم تخل كلمات سيادته من الإشارة إلى لقاء البابا مع الرئيس زيلينسكي، يوم غد الجمعة، والذي هو اللقاء الثالث من نوعه في الفاتيكان، واللقاء الرابع بين الرجلين إذا ما أخذنا في عين الاعتبار لقاءهما في إقليم بوليا في حزيران يونيو الماضي على هامش قمة مجموعة السبع. وقال رئيس الأساقفة شيفشوك في هذا السياق إن الرئيس الأوكراني يحترم البابا ويرى فيه صوتاً وسلطة أخلاقية عالمية، مؤكدا أن الدعم الذي يقدمه البابا والكرسي الرسولي لأوكرانيا يشكل مسألة حيوية بالنسبة للبلاد.

في نهاية اللقاء وقبل أن ينضم إلى جلسات النقاشات والتأملات ضمن الحلقات المصغرة لسينودس الأساقفة، شاء رأس كنيسة الروم الكاثوليك في أوكرانيا أن يطلق نداء، من خلال موقعنا الإلكتروني، إلى الجماعة الدولية طالباً منها التضامن مع المواطنين الأوكرانيين والصلاة من أجلهم. ولفت إلى وجود حوالي ستة ملايين مواطن يعانون من النقص في الغذاء، وقال: لا بد من توفير الطعام لهؤلاء الأشخاص الجياع، كما ينبغي أن توفَّر وسائل التدفئة لمن يعانون من البرد. صلوا من أجل أوكرانيا.