بقلم جُورج حَبيب
جَاءني العصفُور بَعدما غَاب طويلاً
وَكُنت قد يَئست أن أراه قَريباً
ألعل قد أصابه مَكروهُ وأصبح ذَليلاً
وَوَجدتُه في حضُوره ليسْ سعيداً
وسألت مَاذا يا صَاحبي ولما أنت حَزيناً
وَتنهد تَنهداً وَتنفس الصَعداء كَسيراً
قَال هَرِمتُ ولمْ أعد عَلي الطَير قَديراً
وَقل تَقديري مِن صِغار العصَافير كَثيراً
وَأنا كم كُنت صَاحب كَلمةٍ ولي التَقديرا
واليومُ إذا تَكلمتُ وَجدت همساً وتَهزيئاً
فَكلماتي لمْ تعد تَعجبهم ولا الكلاَم مُثيراً
وَكثيرين يتركُوني ولا أحد لي سَميعاً
وإذا أبديت رأيا فَالعكس هُو الصَحِيحاً
وَمنهم مَن يُناديني وللِلقب مُذيلاً
قُلتُ يا صَاحبي لا تحزنْ فهذا شأننا جَميعاً
وصِغار العصَافير قَد لَعبت النتْ بِعقلهم كَثيراً
فالأذواقُ قَد إختَلفت والأختلاف مُثيراً
فلا عَليك يا صَديقيِ أنت ذَهبٌ وأن كنت قديماً
يَغلو ثَمنهُ كُل يومٍ وُوَحدهُ مَعدناً أصيلاً
فَحلق بجنَاحَيك ما إستطعت وإن لم يَكن بَعيداً
فأنت الآصيل وَمثلك وإن هَرمتْ كَنزاً ثَميناً
وأدمع العصفُور لغَدر الآيام الفَظِيعا
فكم كَان ملءُ السَمع والبصَر واليوم َجَهيلاً
وَقَبلته وَبكيتُ معه كَثيراً