محرر الاقباط متحدون
القدس – قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأن الالام  والاحزان تحيط بنا من كل حدب وصوب والدمار والخراب والدماء والمعاناة نراها امامنا في كل حين .

غزة المنكوبة والمكلومة يعاني اهلها من الحصار والتجويع ناهيك عن الدمار والخراب الذي حل بالقطاع وفي لبنان استهداف غير مسبوق للمدنيين واجرام وتدمير لا يمكن ان يستوعبه عقل بشري .

الى اين نحن ذاهبون هذا هو السؤال الذي يطرحه الكثيرون والبعض باتوا يشعرون باليأس والاحباط وهم يُحزمون امتعتهم لمغادرة البلاد هربا من واقع اليم .
وحالة يأس تزداد رقعتها في ظل استمرارية هذه الحرب وفي كل مرة نسمع فيها عن مبادرة لوقف الحرب نصدم بعدها باخبار عن فشل او افشال هذه المحاولات .

ومن يدفع الثمن هو الشعب الاعزل وهم المدنيون وخاصة شريحة الاطفال سواء كان هذا في غزة ام في لبنان .

نعيش الالم والحزن ولكننا لن نقبل على الاطلاق بأن يتم اغراقنا في ثقافة اليأس والاحباط والقنوط .

نحن ابناء الرجاء وانطلاقا من هذه القيم التي ننادي بها سنبقى متفائلين وسنبقى نؤمن بأن المستقبل سيكون افضل من الحاضر ولاولئك الذين يفكرون بالمغادرة والهجرة نقول لهم بأنكم لن تجدوا مكانا في هذا العالم اجمل من فلسطين وللبنانيين اقول لن تجدوا مكانا في هذا العالم اجمل من لبنان .

نعيش مرحلة في غاية الصعوبة نحتاج فيها الى الحكمة والبصيرة والوطنية الحقة والثبات والصمود فمن يحب وطنه يجب ان يبقى فيه رغما عن كل الصعاب لان المحبة يجب ان تكون مقرونة بالتضحية ، كما ويجب ان يكون هنالك دور للحكماء والعقلاء في هذه المرحلة العصيبة والاليمة التي نمر بها .

لن يبقى الحال على ما هو عليه وكما كان يقول اباءنا واجدادنا (اذا ما خربت ما عمرت) ومن وحي القيامة وفي كنيسة القيامة دائما نقول : بأن الخير سوف ينتصر على الشر وثقافة الحياة سوف تنتصر على ثقافة الموت ، ونحن ابناء الحياة وسنبقى ننادي بالحياة رافضين مظاهر الحروب وآلة الموت والدمار .

الى متى سوف تستمر اسرائيل في اجرامها وفي قتلها للمدنيين بدون مسائلة او محاسبة وبعض الدول الغربية التي تتشدق بحقوق الانسان تدعم هذه الحرب بالمال والسلاح ومن يدفع الثمن هو شعبنا الذي ذنبه الوحيد انه يعيش في هذه الديار ويناضل من اجل ان يعيش بحرية وسلام.

في زمن الحروب والشرور نقول بأننا لن نستسلم للشر مهما اشتدت سطوته وقوته ونستمد القوة والعزيمة من قيم ايماننا ومبادئنا .

ولسان حالنا بأن اوقفوا العدوان واوقفوا الحرب في غزة وفي لبنان فشعوب هذه المنطقة تستحق ان تعيش بسلام بعيدا عن ثقافة الموت والحروب والدمار والخراب.

فلسطين ولبنان وسوريا وكل هذا المشرق انما هي ارض متعطشة للعيش بسلام واستقرار بعيدا عن الحروب وثقافة الموت .