إسرائيل تكثف الضغط العسكري على شمال غزة وسط مخاوف من الحصار والتهجير

 
قال مسعفون فلسطينيون إن 10 أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب 40 في شمال غزة، اليوم الاثنين، بسبب قذائف دبابات إسرائيلية‭‭‭‭ ‬‬‬‬استهدفت أشخاصا كانوا يصطفون للحصول على الطعام وسط تزايد المخاوف في القطاع من أن إسرائيل تخطط لتهجير جميع السكان من الشمال.
 
وذكر مسعفون أن طائرة إسرائيلية مسيرة أطلقت النار أيضا على عشرات السكان الذين تجمعوا للحصول على الطعام في جباليا أحد مخيمات
اللاجئين الثمانية التاريخية في غزة. وأضافوا أن نساء وأطفالا من بين الضحايا.
 
وجباليا هي محور يتركز عليه هجوم عسكري إسرائيلي منذ نحو 10 أيام. وأكمل الجيش تطويق مخيم اللاجئين التاريخي وأرسل دبابات إلى بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون المجاورتين من أجل تحقيق الهدف المعلن المتمثل في القضاء على مقاتلي حركة حماس الذين يحاولون إعادة تجميع صفوفهم هناك.
 
وتشبه الأيام القليلة الماضية المراحل السابقة من الحرب في ظل مطالبة الجيش الإسرائيلي للفلسطينيين بالإخلاء باتجاه الجنوب مع تصعيد ضغوطه على حماس ودعوة الحركة لهم بعدم المغادرة لأنها تنطوي على مخاطر كبيرة للغاية.
 
وتعرض الجزء الشمالي من غزة، الذي يقطنه أكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، لقصف شديد في المرحلة الأولى من الهجوم الإسرائيلي الذي بدأ قبل عام.
 
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن مئات الآلاف من سكان شمال غزة تركوا منازلهم في الأشهر الأولى من الحرب مدفوعين بأوامر إخلاء إسرائيلية وهجوم بري عسكري على مناطقهم، بينما بقي حوالى 400 ألف شخص.
 
لكن بعد أشهر من القتال البري الشديد هناك، أعادت إسرائيل قواتها إلى جباليا للقضاء على مقاتلي حماس الذين قالت إنهم يعيدون تجميع صفوفهم لشن مزيد من الهجمات.
 
وقال الجناحان المسلحان لحركتي حماس والجهاد إن مقاتليهما ينفذون هجمات ضد القوات الإسرائيلية بالصواريخ المضادة للدبابات وقذائف الهاون.
 
ولم تكن هناك أي راحة من القصف بالنسبة للسكان. وعلقت مروة (26 عاما) التي غادرت مع عائلتها إلى مدرسة في مدينة غزة: "إحنا بيتم قصفنا من السما ومن الأرض بدون توقف على مدار أسبوع.. بيعاقبونا مشان رفضنا نترك بيوتنا".
 
وأضافت أن الناس يخشون من أنهم قد لا يستطيعون العودة مطلقا إذا اتجهوا جنوبا.
 
وأعلنت حماس، في وقت لاحق من اليوم الإثنين، أن إسرائيل تستهدف تهجير سكان شمال غزة بالقوة من خلال القصف المتواصل ومنع وصول المساعدات والغذاء والوقود.
 
وقال سامي أبو زهري القيادي الكبير في حماس: "على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته وأن يأخذ موقفا ضد جريمة الحرب هذه والتي يقوم الاحتلال من خلالها بإغلاق المنطقة ومنع وصول المواد الإغاثية والطبية".
 
وأضاف أبو زهري "وبذلك فهو يتسبب بالموت البطيء وأيضا القتل اليومي المباشر الذي يمارسه الاحتلال".
 
‬مخاوف من خطط إسرائيلية لإخلاء جباليا
يخشى سكان آخرون من أن يكون هناك مخطط إسرائيلي لإخلاء جباليا وربما المناطق الشمالية بأكملها من قاطنيها، وذلك وفقا لمقترح طرحه جنرالات إسرائيليون سابقون يدعون لإخلاء شمال غزة من المدنيين وفرض حصار على المسلحين المتبقين حتى يعلنوا استسلامهم.
 
وتنفي إسرائيل بشكل قاطع وجود مثل هذا المخططات. وقال المتحدث العسكري نداف شوشاني لصحفيين: "لم نتلق أي مخطط من هذا القبيل... نؤكد أننا نضمن عدم إلحاق أذى بالمدنيين أثناء تنفيذ عملياتنا (العسكرية).. في جباليا".
 
وقال جيورا ايلاند، المقدم الرئيسي للمقترح، إن مخططه يهدف إلى الضغط على حماس لتحرير الأسرى من خلال تقليل عدد المناطق التي تسيطر عليها حماس والمساعدات الواردة إليها بدلا من إرسال قوات إسرائيلية لمحاربة مقاتلي الحركة.
 
وأضاف لإذاعة الجيش أمس الأحد: "ما يفعله (الجيش الإسرائيلي) في جباليا في الوقت الراهن هو جزء مما يحدث عادة... وخطتي لم تُنفذ بعد".
 
وخطط إسرائيل لمستقبل غزة غير واضحة فيما عدا هدفها المعلن المتمثل في تفكيك حماس كقوة عسكرية وحاكمة.
 
ووصفت الأمم المتحدة الظروف المأساوية التي يشهدها السكان المتبقون في جباليا.
 
وأكد مهند هادي، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، الأحد، "نزوح أكثر من 50 ألف شخص من منطقة جباليا التي باتت معزولة، في حين لا يزال آخرون محاصرين في منازلهم وسط تصاعد القصف والقتال".
 
وأضاف "أدت العمليات العسكرية في الآونة الأخيرة في شمال غزة إلى إغلاق آبار المياه والمخابز والمرافق الطبية وأماكن الإيواء فضلا عن تعليق خدمات الحماية وعلاج سوء التغذية وأماكن التعلم المؤقتة. وفي الوقت ذاته، تشهد المستشفيات تدفقا كبيرا من المصابين".
 
وبدأت إسرائيل عملياتها العسكرية في قطاع غزة بعد الهجوم الذي شنه مسلحو حماس في السابع من أكتوبر وأسفر بحسب إحصاءات إسرائيلية عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 250 أسيرا، فيما تقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 42 ألف فلسطيني قتلوا منذ ذلك الحين.