د. أمير فهمي زخارى
في الجزء الثالث من مقالي حكاية الهكسوس قلت هذه الفقرة:
بعد ما رجع الملك أحمس لطيبة، بعد انتصاره على الهكسوس وطردهم من مصر أمر بإحراق وطمس كل ما له علاقة بالهكسوس علشان كده هتلاقي المعلومات عنهم في الآثار شحيحة (العبارة دى مهمه جدا جدا لمعرفه مين هو فرعون الخروج الذي ذكر في الكتب المقدسة.. هل هو من الهكسوس او من قدماء المصريين وسيكون لنا مقال في هذا الموضوع لأنه مهم).
طيب قبل ما نناقش من هو فرعون الخروج، تعالوا نجاوب على الاستفسارات الآتية:
- هل حضارتنا اسمها الحضارة المصرية القديمة والا الفرعونية وآثارنا هل اسمها الآثار المصرية والا الآثار الفرعونية؟
- فرعون هل هو لقب ام اسم؟
- ما هو رأى الكتاب المقدس والقرآن في تلك المسألة؟
- ما هو رأى العلماء في هذا الموضوع؟
بص يا عزيزي القارئ كلامي النهاردة لازم تاخد بالك منه جداً علشان فى خطأ كبير بنقع فيه وهو خطأ فادح...
اغلبنا لما يجي يذكر المصريين القدماء بيقول عليهم "الفراعنة"، لكن دا اسم غير مقبول بيه اطلاقاً...
تعالا اقولك ليه غلط نقول عليهم الفراعنة والصح اننا نقول عليهم المصريين القدماء...
الأول: بس عاوزك تعرف ان كلمة الفراعنة موردتش في أي بردية قديمة ولم تُنقش على أي حجر مصري قديم دي حاجه،
اما الحاجة التانيه: تعالى هاتكلم معاك فى نقطه فرعون هل هي لقب ام اسم، لو كانت لقب يبقى ينفع نقول عليهم الفراعنة.
ولو ظهر خلاف ذلك وكانت كلمة فرعون اسم يبقى مينفعش نلقب بيه الحضارة المصرية القديمة، علشان مينفعش القابها باسم رجل طاغيه....
بص يا أصدقائي الأعزاء
العهد القديم في الكتاب المقدس ... لما جه يذكر كلمة فرعون مذكرهاش على انها لقب، وإنما اسم علم "اسم شخص"
يقول سفر الخروج 7: 3-4 في الكتاب المقدس:
"وَلَكِنِّي اقَسِّي قَلْبَ فِرْعَوْنَ وَاكَثِّرُ آياتي وَعَجَائِبِي فِي ارْضِ مِصْرَ. وَلا يَسْمَعُ لَكُمَا فِرْعَوْنُ حَتَّى اجْعَلَ يَدِي عَلَى مِصْرَ فَاخْرِجَ اجْنَادِي شَعْبِي بَنِي اسْرَائِيلَ مِنْ ارْضِ مِصْرَ بأحكام عَظِيمَةٍ".
أشارت التوراة في سفري التكوين والخروج لملوك مصر بلقب "فرعون"، غير أن التوراة لم تفرق في ذلك بين الملوك الثلاثة الذين كانوا يحكمون مصر وقتها والذين عاصروا أنبياء الله وهم إبراهيم ويوسف وموسى بالترتيب، بل عممت التسمية والتلقب بهذا اللقب على كل من حكم مصر...
ولنا وقفه هنا، حيث لم يظهر اللقب كلقب ثانوي الا في عهد الأسرة الثامنة عشر، ومن ثما يصعب تصور أن يتلقب ملك مصر بهذا اللقب في عهد إبراهيم أي ما يسبق تركيب "بر-عا" بما يزيد عن أربعه أو خمسه قرون كامله.
هذا إذا أفترضنا بالطبع صحة الربط بين لفظ "فرعون" وبين "بر-عا" (كلمة بر-عا دي كلمة متأخرة ومعناها البيت الكبير او البيت العظيم)..
والقرآن الكريم لما جه يذكر كلمة فرعون مذكرهاش على انها لقب، وإنما اسم علم "اسم شخص"
والدليل على دا مثلا الآية في سورة العنكبوت: "وَقَارُون وَفِرْعَونَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِى الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِين"
جاء اسم فرعون في سياق بيتكلم عن أسماء علم ومش ألقاب، ودا اللي بيأكد ان كلمه فرعون اسم مش لقب.
وهنا يؤكد الباحثون فى علم الأديان، واللغة العربية، أنه لا يجوز أن يأتى «لقب» بين اسمين.. فقد جاء فرعون بين قارون وهامان.. إذن القرآن الكريم وهو الأصدق يؤكد أن فرعون اسم، وليس لقبًا..!!
علشان فيه قاعده فى اللغة العربية بتقول ان اللقب لازم يضاف اليه "ال" مثلا زي السلطان او الحاكم...
وكلمه فرعون حتى متذكرتش مرة واحده بس في الكتاب المقدس أو القرآن الكريم ب "ال" التعريفية علشان نقول عليها لقب...
حتى كمان لو جينا نجمع كل الالقاب الملكية هنلاقيها خمسه ألقاب فقط للملوك المصريين...
وهما (سا رع – نب تا وى – نسو بيتى – حر نوب – حر) ومافيش بينهم لقب فرعون او حتى بر عا
انت كدا اقتنعت ان كلمه فرعون اسم مش لقب لحد كدا انت تمام؟
نكمل بقي...
ربنا سبحانه وتعالى وصف فرعون على انه طاغيه ازاي احنا بقي نلقب المصريين القدماء كلهم باسم طاغيه دا؟ هل دا معقول!
في ناس دلوقتى هتقول أصل كلمة "فرعون" هي "بـر - عـا"
وانا هرد عليه وهقولهم ان كلمة برعا دي كلمة متأخرة ومعناها البيت الكبير او البيت العظيم زى ما ذكرت.
وماكنتش ابدا لقب للملوك، يعني مثلاً مفيش خرطوش ملكي مكتوب فيه بـرعا امنحوتب الرابع مثلاً.
رد الدكتور مصطفى محمود على الزعم القائل بأن فرعون موسى هو رمسيس الثاني مؤكدًا في إحدى حلقات برنامجه "العلم والإيمان" أن فرعون موسى هو أحد ملوك الهكسوس لا ملوك مصر،
وأشار مصطفى محمود إلى أن رسالة موسى لم تكن لدعوة المصريين للتوحيد، إذ كانوا موحدين، ولكنه كان يدعو الهكسوس الكفرة إلى عبادة الله، وكان صراعه مع "فرعون الخروج" الذي كان سادس ملوك الهكسوس، فهؤلاء هم الكفرة وعباد الأوثان، "وحكاية تعدد الآلهة اللي بيقولوها عن قدماء المصريين فرية.. لأنه في كتاب الموتى المتصرف في الكون إله واحد".
أجدادنا القدماء كانوا أرقى الناس ومكنش ليهم أفعال إجرامية بالعكس كان حاكم مصر القديم بيستمد شرعيته من تطبيقه لقوانين «الماعت» اللى بتضمن كفالة الحقوق والعدالة الاجتماعية والمساواة بين الناس مش زي حاكم استعبد قوم موسى فى ظل قوانين تمنع العبودية وتجرمها!
كل الأدلة هتروح بينا لكلام الباحثين المتخصصين من أن «فرعون موسى» رجل من الهكسوس ومش مصري وان دوائر بعينها أرادت عمدا أنها تشوه تاريخ قدماء المصريين فنسبت لحضارتهم العريقة أفعال المجرم دا.
يا عزيزي القارئ حضارتنا اسمها الحضارة المصرية القديمة مش الفرعونية وآثارنا اسمها الآثار المصرية مش الآثار الفرعونية...
أعتقد من قرآتى الكثيرة في هذا الموضوع:
أن الاستدلال الأثري والتاريخي والديني حول حقيقة فرعون موسى، وهل هو ملك مصري، أم أجنبي "هكسوس"، وما هى أصل كلمة «فرعون»، هل هى اسم شخص، أم لقب كان يطلق على القصر، من الصعوبة بمكان، إن لم تندرج فى قائمة المستحيلات، التأكيد على أنه أجنبي، أو أنه مصري، أو أنه لقب، فى ظل أن هناك 60% من الشواهد والكنوز الأثرية لم يتم اكتشافها بعد، وأن حجم ما تم اكتشافه لا يتجاوز 40% بالكاد...!! ولكم التعليق أصدقائي الأعزاء....
والى اللقاء في مقالات أخرى... تحياتي للجميع.