د. هاشم حلمي
لقد كان في العصر التقليدي ( الماضي) يتم التواصل بالطرق التقليدية ومثال:- ذلك المراسلات البريدية في العصر الماضي كانت تسلم يدويا وان كانت مازال التسليم يدويا الا أن الحداثة الالكترونية ظهرت في العصر الحديث وتطوير مبدأ المراسلات ،ومتابعة الحسابات البنكية والبريدية
لكن استقطب مفهوم الحداثة اهتمام الأدباء والفلا سفة وعلماء الاجتماع والسياسة منذ عصر النهضة الأوربي حتى عصر العولمة اليوم مع أنه يطلق على مصطلح الحداثة بوجه عام على مسيرة المجتمعات الغربية منذ عصر النهضة الى عصر العولمة اليوم ، ويغطي مختلف مظاهر الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والادبية، ولقد اصبح مفهوم الحداثة وما بعدها شائعا ومتداولا بل وفرض نفسه كإشكالية على الساحة الفكرية في العالم كله.
إن العديد من الإيجابيات والفوائد التي تنعكس على المستخدمين، منها التواصل مع الآخرين، تتيح التكنولوجيا للأشخاص بأن يتواصلوا مع بعضهم البعض؛ حيث يمكن لأي شخص في العالم أن يتواصل مع أشخاص بعيدون جغرافياً عنه، ولهذا الأمر فوائد جمّة في الحياة العمليّة والشخصية ولذلك أتاحت التكنولوجيا الحديثة الكثير من فرص العمل، وتحديداً للأشخاص الذين يفضلون العمل من المنزل في أوقات يختارونها بأنفسهم لزيادة الثروة المعلوماتية، التكنولوجيا والإنترنت يوجد بها كميات هائلة من المعلومات في جميع نواحي الحياة، وإن الوصول إليها متاح للجميع وهو في تزايدٍ مستمر، ولم يعد الأمر مقتصراً على الطرق التقليدية والحصول على المعلومات من خلال الكتب فقط. ، يعد جانب الترفيه من الأمور التي تطورت بِفِعل التكنولوجيا الحديثة، ومن الوسائل الترفيهية: الأفلام، الألعاب، الموسيقى، وغيرها وتتصف التكنولوجيا الحديثة بالسرعة، ووفرت التكنولوجيا للبشر إمكانية القيام بالعديد من الأمور بسرعة كبيرة، ومن هذه الأمور إجراء عمليات حسابية معقدة وكبيرة خلال ثواني، بالإضافة لأهمية التكنولوجيا في العديد من المجالات مثل الطب والكيمياء والفلك.
لقد تعددت تعريفات الحداثة ولكن حتى وان اقر الاجماع على أن الحداثة مرتبطة تماما بفكر حركة الاستنارة الذي ينطلق من فكرة أن الأنسان هو مركز الكون وسيده ، وأنه لا يحتاج الا الى عقله سواء في دراسة الواقع أو إدارة المجتمع أو للتمييز بين الصالح والطالح ، وفي هذا الحال يصبح العلم هو أساس الفكر ، ومصدر المعنى والقيمة ، وارتباطا بالواقع التقليدي والواقع الحديث أصبحت التكنولوجيا هي الآلية الاساسية في محاولة تدوير الطبيعة وتأهيلها الى إعادة صياغتها وذلك لتحديث أعمال الانسان ولتحقيق منفعته الخاصة وتحقيق أيضا المنفعة العامة .
ومن ثم أصبحت التكنولوجيا الحديثة والتطورات الحديثة هي الادارة العالمية للنهضة في كل المجالات وتقدم الثقافات على مستوى العالم كله لان التكنولوجيا أصبحت حديث العصر والزمان فاننا في عصر الحداثة الإلكترونية التي هي في الأصل موضوع البحث المتواضع، الحداثة هيى التجديد والتحديث والتغيير من وضع الى وضع جديد وحديث.
ومما سبق يتبين أن التكنولوجيا الحديثة أصبحت هي مركز الكون في التطورات الحديثة والنهضة الاقتصادية ، ولكن الحداثة ليست مجرد استخدام العقل والعلم والتكنولوجيا ، بل هي استخدام العقل والعلم والتكنولوجيا المنفصلة عن القيمة وفي عالم متجرد من القيمة تصبح كل الامور متساوية ، ومن سمى تصبح كل الامور نسبية ، كما يصعب الحكم على أي شيء، ويصبح المستحيل في التمييز بين الأعمال الخيرية والأعمال ذات الطابع الشرير- الخير والشر- ، والعدالة وعدم تحقيقها – العدل والظلم -،بل أيضا بين الجوهري والنسبي ، اخيرا بين الانسان والطبيعة أو بين الانسان والمادة ( )
أما عن بعد الحداثة فهو التعريب للمصطلح (post-modernism)وهو يشير إلى فلسفة لاعقلانية مادية تدرك حتمية التفكيك الكامل والسيولة الشاملة ،ويكاد مصطلح "ما بعد الحداثة "يترادف مع مصطلح "التفكيكية " الأ أن ما بعد الحداثة" يمثل الرؤية الفلسفية العامة وهي أحد ملامح وأهداف هدم الفلسفة ، والفلسفة التفكيكية هي فلسفة ترفض فكرة الاساس نفسها ، وترفض المرجعية ، فهي تشير الى التفكيك الذي يهدف الى رد كل شيء الى ما هو دونه حتى يصل به الى أساسه المادي ، واذا كانت الحداثة انطلقت من تصور مفاده أن الانسان هو محور هذا الكون وسيده فان ما بعد الحداثة قد مثل مشروعا تفكيكا، وينقل الأمر من التمركز حول الإنسان الى التمركز حول الطبيعة أو المادة ثم انتهت مرحلة ما بعد الحداثة الى فقدان المركز تماما والسيولة الشاملة ، حيث لا أنسان ولا طبيعة ولا ذات ولا موضوع ، وفي ظل هذا التصور الحادث تسقط الثوابت وتغيب المسلمات والموروثات؛ بل يصبح التغير هو الصفة الواحدة لهذا العالم ،ولأجل ذلك استهدفت مشروعات التحديث المتبعة لهذه الفلسفة تحرير الإنسان من الثبات ، ومن آثار المطلقات ،
ومن الايمان بأنه توجد حقيقة تتسم بقدر من الثبات فكل الأمور نسبية لا قداسة لها ؛لا نها في حالة حركة دائمة ."ولما كانت منظومة الحداثة الغربية مبناها على القطعية المعرفية والفعلية مع الماضي ، وأن البدء والمنطلق لا يكون الأمن خلال الواقع المادي المباشر فقد حاول الحداثيون أولا وقبل كل شئ هدم المنهج العلمي الفقهي والاصولي قبل الشروع في إخضاع الشريعة ونصوصها للمناهج والنظريات الفلسفية فقرروا التحرر من الاجتهاد بمفهومه وطرائقه وشروطه المتفق عليها بين علماء الشريعة وقرروا الثورة على كل ما هو مقرر عند الأصوليين والفقهاء ن حتى يمكن تحديث المجتمعات الإسلامية المعاصرة ؛لأن " الحداثة في جوهرها ثورة على التراث القديم ، تراث الماضي والحاضر من أجل خلق تراث جديد" .()
الشريعة هي المبادئ والقيم التي وردت بها النصوص ، واما الفقه فهو الآراء الشخصية، والتي اختلطت فيما بعد بالشريعة فالشريعة هي الطريق والسبيل والمنهج وليست الأحكام الشرعية ، وأما الفقه فهو علم البشر بفروع الشريعة وفهمهم لها ، ومن ثم فما هو موجود بالواقع تحت مسمى الشريعة هو في حقيقته الفقه الإسلامي وليس الشريعة المنزلة من الله تعالى "الشريعة هي نهج الله عزوجل والفقه هو آراء البشر "()
مما سبق يتضح لنا أن التغيير للأشياء والتعديل والتبديل للأحسن لا يأتي الامن الافكار المستجدة والحديثة والعقلانية التي هي في الاصل مصدرا للتفكير وذلك من العقل لانه ؛ هو من صنع الله تعالى فجعلة آلة للتفكير والتذكير حتى يكون هو المصدر الاساسي لادارة العالم كله لانه بدونه لاتوجد حداثة ولا تكنولوجيا .