د. ممدوح حليم
إنه مثل قاله المسيح، ويعد من أشهر أمثاله، إن لم يكن أشهرها على الإطلاق. قال عنه أحد المفسرين : "حسب هذا المثل تاج أمثال المسيح كلها و إنجيلا مختصرا ضمن انجيل يظهر محبة الله المنقذة التي هي غاية الإنجيل كله" .
لقد تأثرت السينما الغربية والأعمال الدرامية باسم هذا المثل، وهناك أعمال منها تحمل اسم " الابن الضال".
يعرف هذا المثل في مصر بمثل " الابن الضال" ، في البلاد العربية الأخرى مثل سوريا ولبنان وفلسطين بمثل الابن الشاطر. أما في البلاد الناطقة باللغة الإنجليزية فهو " الابن المفقود" The lost son.
فماذا وراء هذه التسميات المختلفة ؟ وما تحمله من الأفكار؟
الابن الضال هو ذلك الابن الذي تاه بعيدا عن أبيه، شرد بعيدا عن محبة أبيه ورعايته.
الابن الشاطر هو الابن الذي قسم تركة أبيه وهو حي، وأخذ نصيبه منها وانصرف بعيدا عنه، لكنه بدد ما أخذ من أموال في عيش مسرف. في اللغة الفصحى شطر الشيء قسمه وجزأه.
أما الابن المفقود أو الضائع، فهي تسمية مؤثرة تعكس مشاعر الحسرة والأسى لدى الأب الذي خسر شيئا ثمينا بالنسبة له هو ابنه. لكن ها الابن يدرك بؤس حاله بعيدا عن أبيه بعد أن بدد ثروته ويقرر العودة إلى حضن أبيه.
دعنا نشارك الأب فرحته بعودة ابنه، لذا قال:
" ابني هذا كان ميتا فعاش، وكان ضالا (مفقودا) فوجد. فابتدأوا يفرحون."(لوقا ١٥: ٢٤)
ليتنا نفعل مثل ذلك الابن الشارد التائه ونعود إلى حضن الآب السماوي.
إن هذا المثل مؤثر للغاية، أدعوك إلى التمتع بقراءته في إنجيل لوقا الاصحاح ١٥