حمدى رزق

«بِبَيْتِكَ تَلِيقُ الْقَدَاسَةُ يَا رَبُّ إِلَى طُولِ الأَيَّامِ» (سفر المزامير.. 93: 5) لا أملك سوى الدعاء خالصا لوجه الوطن، أن تنقشع هذه السحابة السوداء عن سماء كنيستنا الوطنية، وتشرق شمسها مجددًا من وراء الغمام، وتنير وجوه الشعب، «فَرَحًا مَعَ الْفَرِحِينَ»، ويخرج المجمع المقدس كتلة واحدة، «جَسَدٌ وَاحِدٌ، وَرُوحٌ وَاحِدٌ..» (من رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 4: 4).

 

السادة الأساقفة الأتقياء، شعب الكنيسة ينظر إليكم، وينتظر من آبائه صورة جماعية يتوسطها البابا تواضروس الثانى، صورة بهيجة تغبط القلوب الواجفة على سلام الكنيسة، صورة كالتى تتصدر المجمع المقدس دوما «توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا»، ( أع2: 37-39).

 

الهم الوطنى واحد، والهم الكنسى هم وطنى، من هموم الوطن، والوطن فى أمسّ الحاجة إلى اصطفاف الحكماء من آباء الكنيسة صفًا واحدًا، يصلب جدارها العتيق، ويقوى منعتها المستدامة، ويحصنها من التشقق والشقاق، وحدة الكنيسة لبنة فى جدار الوطن العالى.

 

لن أتطرق لتوصيف الحالة التى بات عليها نفر من الآباء، ولن أغرز فى وحل بيانات (مجهلة)، مثل الشراك المفخخة التى تلقى بها مسيرات إلكترونية (مجهولة).

 

جد لا تستأهل نشرا، معلوم من يستهدف نشرها فى شعب الكنيسة، ليثبت شقاقا بين البابا تواضروس وإخوته فى المجمع المقدس.. ولعمرى هذا سهم مسموم لن يصيب هدفا، الكنيسة محفوظة برعاية السماء.

 

للأسف، ابتُليت الكنيسة أخيرا ببيانات رائحتها نفاذة، تسمم الأجواء، تصدرها جماعات مسيرة مجهولة تزعم غيرة على «الأرثوذكسية» من هرطقات وانحرافات لاهوتية، والكنيسة وأساقفتها فى عهدة «البابا تواضروس» منها براء.

 

ابتداء وانتهاء، هل هناك من يخشى على «الأرثوذكسية النقية» أكثر من البابا «تواضروس الثانى» بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية؟! جد ما الذى يقلق «حماة الإيمان الأرثوذكسى» كما يتسمون من (اثنين) محاضرين مبجلين راج (دون ثبوت) دعوتهما من قبل البابا إلى (سمينار كنسى) يحتضنه المجمع المقدس بمناسبة مرور 1700 عام على «مجمع نيقية»، وهى مناسبة تاريخية مباركة راكزة فى نفس كل مسيحى، نتج عن مجمع نيقية أول أشكال قانون الإيمان المسيحى.

 

كامل الاحترام لكل الأساقفة الذين تداولت أسماؤهم فى هذه المنشورات المجهولة التى زعمت اعتراضا أسقفيا يترجم شقاقا بين هؤلاء والبابا «تواضروس الثانى»، والبابا الطيب صامت صابر على ما يتقولون.

 

يقينا سلامة الكنيسة وسلامها وصفاء أجوائها أمانة فى أعناق المبجلون، الكنيسة أكبر من جميع الأسماء.

 

لفتنى منشور أقرب لبيان تهدئة (رائج كنسيا)، بيان أجمع عليه كثيرون، يمحق بيانات الفتنة، يئدها فى مهدها، بيان مرطب للأجواء المشحونة التى صاحبت بيان مجهول (قد سبق) منسوب لعدد من الأساقفة المقدرين أعضاء فى المجمع المقدس (ما بين 7 إلى 17)، بيان الفتنة تبرأ منه كثيرون ممن وردت أسماؤم فى البيان الصاخب اعتراضا..

 

المقدر الأنبا «مكاريوس» أسقف المنيا وتوابعها، تبرأ من بيان الفتنة ببوست عقلانى، كما رفض أساقفة مبجلون بيان الفتنة المفخخ، وللأسف تورط أساقفة مقدرون فى تعميق الفتنة بفيديوهات متسرعة (بعلم أو دون علم)، ونرجو منهم مراجعة لمواقفهم الصاخبة، مراجعة عاقلة تستحقها الكنيسة الوطنية.

 

 

خلاصته، للعاملين عليها، على الفتنة، لا تهرفون بما لا تفقهون.. الكنيسة أكبر من مطامع وقتية زائفة، وخدوا بالكم من البابا الطيب كما أوصاكم الرئيس السيسى فى عيد الميلاد المجيد.

نقلا عن المصرى اليوم