مرفت خير
في هذا الوقت من كل سنه تطل علينا صور اشكال والوان للاسطوره بابا نويل و التي لا نعرف مصداقيه او اصل مصدرها .
ولكننا اعتدنا رؤيته ليبشرنا بنهايه عام وبدايه عام جديد .

ولكني لا اعرف بالضبط لماذا ولاول مره اتأمل وانظر بدقه وتفحص وجهه .
ذلك الوجه البشوش احياناً او الجامد دون تعبير احياناً اخري .

مَن انت ايها الرجل الكهل ؟
و لماذا اختاروك يا ذات اللحيه البيضاء لحمل مثل هذه الاثقال علي ظهرك المحني ؟
اي نوع من البشر انت يا مَن توزع الهدايا علي الكبار والصغار و ترسم البسمه علي وجوههم و تري الفرحه الناطقه في عيونهم !

هل انت كما زعموا قديس يتفاني لاسعاد الاخرين ؟
يا تري ما هي هموم قلبك الخفيه و المتستره تحت هذه الملابس الزاهيه ؟

هل صحيح عيونك ضاحكه ام ان ذقنك الكثيفه تتشرب دموعك الغزيره ؟
هل الهدايا هي التي احنت ظهرك النحيل ام احنته هموم الاعوام القاسيه ؟

افقت من غفوه التفكير في نموذج بابا نويل علي صوت داخلي يصرخ بابا نويل '> كلنا بابا نويل !
نعم كلنا يمشي في الحياه وعلي ظهره حمول واثقال ملفوفه باحكام شديد حتي لا يراها الاخرون .
نخفيها عن أحبائنا حتي لا نزعجهم.
نخفيها عن الحاقدون والحاسدون حتي لا يشمتوا فينا .
نخفيها لانها قدرنا الذي اختصنا الله به و الرضي بالمقسوم عباده .

نحمل ونتحمل حمولنا في رضي معظم الاوقات .
في عتاب وسؤال وبحث عن الاسباب قد يصل الي التمرد في اوقات اخري .

ولكن مع حركه ودوران الايام والسنين نعتاد احمالنا خاصه لو كانت بدلاً من أحبائنا .
نضحك ونوزع الابتسامات نشتري الورود للغاليين ونبارك للناجحين ونفرح مع الفرحين ونعزي المجروحين .
نلبس الانيق والثمين نضع المساحيق التي تمحوا اثار السنين .
نفرح بضحكه الطفل و حضن الابن و الحفيد .
اكتشفت ان كلنا نمشي في الدنيا بابا نويل .