بقلم - م . شريف منصور
تاريخ كتابة هذه السطور 17 أكتوبر 20215
قبل أن أبداء في كتابة هذه السطور فكرت كثيرا أن احتفظ لنفسي بأفكاري. ولكن أردت ان اكتبها لكي أستطيع أن أقوم بواجبي تجاه وطني مصر.
في زيارتي الأخيرة لمصر الأسبوع الماضي بدأت الرحلة علي متن طائرة مصر للطيران المباشرة من مدينة تورينتو كندا إلي مدينة القاهرة الحبيبة.
طائرة مصر للطيران بوينج 777-300 تعد من أحدث الطائرات التي تطير مسافات طويلة. و الطائرة مجهزة تجهيز فاخر بمعني الكلمة.
طاقم الطائرة كان في منتهي الحرفية المهنية و الذوق و الأدب المصري الجميل. أقلعت الطائرة متأخرة 20 دقيقة تأخير بسيط عن الموعد المحدد، ولكن كل شركات الطيران يصادف لسبب ما خارج عن أردتها ان تتأخر.
مع هذا وصل بها الكابتن المصري إلي ميناء القاهرة الجوي قبل الموعد المحدد بخمس دقائق تقريبا. الخامسة صباحا و 15 دقيقة .
نزلنا في صالة الوصول رقم 3 أحدث صالات الوصول المخصصة لمصر الطيران.
لم نأخذ عدة دقائق في الجوازات نظرا لوجود عدد غير قليل من رجال الجوازات ولسرعة العمل.
المطار نظيف و مكيف و علي غير العادة يشوبه هدوء جميل علي الرغم من نزول عدة طائرات حجاج بيت الله الحرام في وقت واحد.
علي غير العادة انتظرنا انتظار طويل حوالي ساعة وغير عادي حتى تصل إلينا الحقائب. علق احد السادة العاملين في المطار بقوله طيب النهاردة الحقائب وصلت بسرعة عن بعض الأيام. المهم وصلت الحقائب و ذهبنا للخروج من البوابة الخضراء. معي حقيبتين فقط وزنهم الوزن القانوني. و عند باب الخروج من البوابة الخضراء كانت هناك كم من السيدات و الأطفال القادمين من السعودية، وكل حقيبة لا تقل عن 50 كيلو جرام وعلي كل حقيبة علامة تشير إلي أنها ثقيلة الوزن. ومع هذا مروا بسلام من البوابة الخضراء مع ترحيب السادة موظفي الجمارك. الذين كانوا مبتسمين علي غير العادة في مثل هذا الوقت من النهار. و مررت وقابلت أخي الحبيب الذي لم أره من سنوات طويلة وكم كانت سعادتي إلي هذا الحد.
الملاحظة الأولي هو تلوث الهواء تلوث غير عادي بالإضافة إلي الأتربة التي قيل لي أنها عاصفة ترابية.
الملاحظة الثانية هي أن الشوارع المؤدية للخروج من المطار غير منظمة بطريقة لا تعرف إلي أين أو حتى اتجاهها. وطبعا شكرا لأخي العظيم خرجنا بسلام ومررنا إمام مبني وصول الرئيس. وهو الذي كان عائدا نفس اليوم من الأمم المتحدة بعد أن رفع اسم مصر عاليا.
الملاحظة أن عدد السيارات تضاعف لدرجة غير عادية و شارع العروبة أصبح مثل ساحة انتظار. و محطة البنزين التي كنت أملي منها بنزبن في شارع العروبة من 3 عقود، مازالت كما هي مع الفارق أنها مثل أي شيء رايته مهملة إهمال جسيم.
مررنا علي كوبري 6 أكتوبر متجهين للزمالك من العباسية، ومررنا فوق خطوط سكة الحديد التي كنا نعرفها بسكك حديد الضواحي. وبجوارها خطوط مترو مصر الجديدة بصورة حزينة.
إهمال وقذارة و قاذورات و مخلفات و تلوث بيئي غير عادي . هذه المنطقة تحتاج إلي بلدوزرات تمحي كل شيء بسرعة حتى لا تستمر هكذا سبه في عيون كل من يصل إلي مصر.
ملحوظة سمعت موسيقي بصوت عالي من عدة سيارات في الطريق لم أميزها ولكن تميزت بصوت اليكتروني لم أستطيع تفسيره.
وصلنا إلي منطقة الزمالك و أصبت بنوع من الهلع لما وصلت إليه المنطقة من إهمال جسيم و سكت طبعا لأنني لم أري شيء في مصر بعد.
الزحام الرهيب و عدم النظام غير عادي يا أخواني، ملحوظة ملفته كم استخدام الآلات التنبيه اقل بكثير مما كنت اسمعه قبل هجرتي وهذا شيء جميل. أو يمكن الناس خلاص عرفت أن مفيش فايدة.
نزلت في احد فنادق الزمالك حيث تطل الغرفة علي نهر النيل في الناحية ألمواجهه لميدان الكيت كات.
الملاحظة الأولي هو كم التأمين من الشرطة حول الفندق. الملاحظة الثانية أن موظفين الاستقبال هم الوحيدين الذين يبتسمون ابتسامة خفيفة. علي الرغم ان النزيل يدفع قيمة الفاتورة عند المغادرة إلا أن الفندق طلب الدفع مقدما. ما علينا حصل ودفعت.
ملاحظة لم اكن انتظرها، اطفال الشوارع في الزمالك كم كبير جدا اطفال تتراوح أعمارهم من ال 3 الي 14 سنة حفاة عراه ينامون علي كارتون علي الارصفه . اثنان منهم كانوا نائمين و مياة أجهزة التكييف تبللهم ومع هذا لم يشعروا.
دخلت سوبر ماركت مترو أمام الفندق لمجرد استطلاع المنتجات و الأسعار.
كدت أن يغمي علي من الأسعار وقلت أكيد ماهي الزمالك . لكن اتضح أن مترو ليس اغلي بكثير من أسعار البقالات الاخري .