محرر الأقباط متحدون
القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس صباح هذا اليوم بأننا وفي ظل هذه الحرب الدموية في غزة وكذلك استهداف الضفة والعدوان على لبنان الشقيق بات الكثيرون يتساءلون الى اين نحن ذاهبون واسرائيل تسعى لبسط هيمنتها ورسم الخارطة التي تريدها والعمل على شرق اوسط جديد الذي تريده ان يكون وفقا لمصالحها واطماعها.

الكثيرون يشعرون بالالم والحزن على الواقع الذي نعيشه وهذا امر طبيعي وهنالك من يفكرون بالمغادرة والهجرة هربا من مستقبل غير معروف معالمه حتى الان ، وهنالك من يستسلمون للاحباط واليأس والقنوط وكلها مظاهر طبيعية عندما نكون في حالة الحرب وحالة المعاناة والشدة والالم .

ولكن ما يجب ان نقوله لابناء شعبنا لا تستسلموا لليأس والاحباط والقنوط ونحن نرى امامنا قتامة الصورة ولكن هذا الحال الذي نعيشه لن يبقى ولن يستديم وهنالك قاعدة كنا وسنبقى نشدد عليها بأن كل ظلم في هذا العالم له بداية وله نهاية .

والظلم الذي يعاني منه شعبنا لا بد ان تكون له نهاية ونتمنى ان تكون النهاية قريبة .

لا نريد لابناءنا ان يكونوا في حالة يأس واحباط واستسلام امام مشاهد الموت المروعة التي نعيشها في كل يوم فبعد كل شدة هنالك فرج وبعد كل موت هنالك قيامة ونحن نعيش فترة مخاض عسير ولكن بعد هذا ننتقل الى فترة احسن وافضل .

هنالك اية في الكتاب المقدس تقول : بأن المرأة عندما تكون في حالة المخاض تشعر بالالم والوجع ولكنها بعد الولادة تشعر بالفرح لانها جلبت انسانا جديدا الى هذا العالم .

نحن في حالة شدة والم ومخاض عسير سوف يأتي بعده حتما ما هو افضل لشعبنا وكل هذه التضحيات التي قدمت لن تذهب هباء منثورا وثمرتها ستكون الحرية المرتجاة .

وكما كان يقول اباءنا واجدادنا (اذا ما خربت ما عمرت)، واخرون كانوا يقولون لنا (قضيتنا بدها نفس طويل) ، اقول لابناء شعبي بأنه امر طبيعي ان نتألم وان نحزن فنحن بشر عندنا احاسيس وعندنا مشاعر ولسنا حجارة صماء ولكن فليكن المنا وحزننا مقرونا بالامل والرجاء ان هنالك مستقبل افضل ينتظرنا ونحن الذين سوف نصنعه بحكمتنا ووعينا ورصانتنا ووطنيتنا وبالقيم الانسانية والاخلاقية التي يجب ان نتشبث بها وان ندافع عنها .