د. ممدوح حليم 
  يعد الجوع أحد سمات الحياة الإنسانية. إن الجوع معناه الاحتياج إلى شيء. حين تجوع معناه أنك بحاجة إلى الطعام، ويمثل الخبز أبسط وأهم مكونات الطعام خاصة في البلاد الشرقية، وكونه مهما للحياة لذا نسميه في لغتنا المصرية الجميلة " العيش". الخبز ضروري لكي نعيش، فهو مجازا " العيش".
 
 والجوع ليس كله للطعام، فهناك الجوع للحب، والاحتياج للتقدير والاحساس بالأمان، والجوع للمعرفة. وهناك ناس جوعى للمال والشهرة . وليس كل ما يجوع إليه الإنسان بناء ينقذه من الموت، بل هناك أشياء يجوع إليها الإنسان فإذا تناولها دمرته. ولعل المخدرات أحد أمثلة ذلك، فالمدمن يحتاجها ويجوع إليها، وإذا أخذها دمرته وطلب المزيد.
 
    والطابع الإنساني أن شبعه مؤقت، فإذا أكل خبزا جاع بعد قليل. ليس من خصائص الإنسان الشبع الدائم سواء على المستوى الجسدي أو العاطفي أو الذهني. إنه يريد دائما المزيد.
 
 لقد قدم المسيح نفسه على أنه خبز الحياة. إذ قال مرة لليهود:
 ٢٧ اعملوا لا للطعام البائد، بل للطعام الباقي للحياة الأبدية الذي يعطيكم ابن الإنسان، لأن هذا الله الآب قد ختمه». ...٣٢..«الحق الحق أقول لكم: ليس موسى أعطاكم الخبز من السماء، بل أبي يعطيكم الخبز الحقيقي من السماء، ٣٣ لأن خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم». .... ٣٥ .. «أنا هو خبز الحياة. من يقبل إلي لا يجوع، ومن يؤمن بي لا يعطش أبدا. ٤١ فكان اليهود يتذمرون عليه لأنه قال: «أنا هو الخبز الذي نزل من السماء». ٤٧ الحق الحق أقول لكم: من يؤمن بي فله حياة أبدية. ٤٨ أنا هو خبز الحياة. ٥١ أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء. . (يوحنا ٦: ٢٧-٣٥، ٤١، ٤٧، ٤٨، ٥١)
  إن المسيح هو شبع الإنسانية ، وهو خبز الحياة ، ففي تعاليمه وأعماله خلاص الإنسانية . تعال إليه واشبع به وتمتع بخلاصه، واقبله في حياتك لتنال الخلاص من الموت والجوع. إنه يهب حياة للعالم، وهي الحياة الأبدية.