كمال زاخر
الاثنين ٢١ اكتوبر ٢٠٢٤
تلقيت بشكل مكثف سؤالاً متكرراً، يحمل بعض من  يطرحه رغبة فى التفسير وبعضه ينطلق من صدمة (فكرية) وبعضه ينطق بالتهكم والتسفيه.

ما الذى تقصده من طرحك على الكنيسة وضع دستور ايمان يضم عقائد الكنيسة؟. ونحن لدينا "قانون الإيمان" والذى يحفظه الطفل فى مدارس الأحد.

كانت اجابتى:
الفارق بين دستور الايمان الكنسى الذى نترجاه وبين قانون الايمان، انه تفصيل واضح مدقق لما اجمله قانون الايمان. بحيث يضم العقائد الاساسية؛ بدءاً من عقيدة الثالوث والتجسد والفداء وموت الصليب والقيامة والصعود وارسالية الروح القدس وصولا الى اسرار الكنيسة، والقائمة ممتدة بامتداد خريطة الايمان الذى تسلمناه بالتواتر عبر الأجيال.

ويصير هذا الدستور المرجع الذى نحتكم اليه فى كل قضايانا الايمانية، بشكل مدقق، وهو عمل مضنى ويحتاج الى تعاون فكرى ولاهوتى بين المتخصصين فى كل مكونات الكنيسة، وتحت متابعة ومراجعة من الكنيسة.

ويسند للجان نوعية متخصصة مشهود لها بالوعى الارثوذكسى والتقوى والأمانة، ومن انعامات ربنا علينا توفر المراجع الآبائية بلغاتها الأصلية وعبر ترجمات لمؤسسات قبطية أمينة، ويمكن توفيرها من المكتبات العريقة والاكاديميات ذات الصلة.

وأضيف هنا ان لدينا اسهامات قدمها العديد من الباحثين فى اصدارات رصينة،  من باحثين اكاديميين، فى مؤسستين بارزتين يعملان فى صمت وانصباط، مركز دراسات الآباء (مؤسسة القديس انطونيوس للدراسات الآبائية)، ومؤسسة بناريون وكلاهما قدم للمكتبة القبطية ترجمات عربية عن اليونانية لكتابات ورسائل الآباء وعلى رأسهم القديس اثناسيوس الرسولى والقديس كيرلس الكبير والقديس يوحنا ذهبى الفم، وغيرهم.

فضلاء عن انتاج باحثين رهبان؛ اذكر منهم على سبيل المثال نموذجان من دير الانبا مقار :
* الراهب باسيليوس المقارى والذى قدم للمكتبة، ضمن عديد من الاصدارات، ثلاثة كتب يؤسسون لما طرحته:
* التدبير الإلهى فى تأسيس الكنيسة ١٩٩٧
* السلطان الروحى فى الكنيسة ١٩٩٨
* التدبير الروحى فى تدبير الكنيسة ٢٠٠١

وكنت قد طرحت فى ذات السياق، حاجة الكنيسة لوضع (دستور طقسى) يضم الطقوس الارثوذكسية القبطية الأصيلة بعد تنقيتها من الاضافات التى تسللت اليها فى عصور الضعف، وهو ما اشار اليه قداسة البابا شنودة الثالث فى بداية حبريته.

ولست بحاجة الى القول بأن الاقتراحين مطروحين للبحث واضافة ما يدعمهما من مراجع ودراسات واسهامات اخرى.

لصالح الأجيال الواعدة والقادمة والتى تحاصرها سيولة المعلومات على شبكات العالم الافتراضى الذى يحمل بجوار المراجع الآبائية المعتمدة كنسياً، سيل من التعاليم المخالفة بشكل يصعب عليهم معرفة الغث من الثمين.

ولدينا العديد من المراجع التى تؤسس  لهذا الأمر اذكر منهم على سبيل المثال أعمال الراهب القس اثناسيوس المقارى الذى قدم عشرات المراجع فى هذا الصدد عبر العديد من السلاسل:

* سلسلة مصادر طقوس الكنيسة.
* سلسلة مقدمات فى طقوس الكنيسة.
* سلسلة طقوس اسرار وصلوات الكنيسة
* سلسلة طقوس أصوام وأعياد الكنيسة
وتقع السلاسل الأربعة فى نحو ٤١ كتاب.
اقدم اقتراحى هذا للجنة العامة فى المجمع المقدس المزمع انعقادها قريبا.

واتمنى الا يختطف طرحى لصخب الجدل الذى صار خبز يوم المتربصين عن غير علم وعن غير وعى.