كتبها Oliver
إليك رفعت عيني فإرفع إليك روحي و قلبي و إشتياقاتي يا ساكن السماء. لأنه حين كثرت عطاياك غلبتني نفسي و هجرت نحوك حتى أكاد أقول أنها غادرتنى. ليس هناك معنى للصلاة إلا أن يراك قلبي و تتحد بك روحى فيذوب الشوق فى نورك.
حين يصهر العالم لنا الأتون نزداد يقيناً أنك معنا.حين يحاول إبليس محاصرتنا بسياج من الأشواك نسمعك تستهزئ به لأنه لم يتأدب .كلام غضبك ينهمر عليه كالرصاص فوق الرمل.و أما عبيدك فتجعلهم فى حصن من محبتك.يسكنونه مطمئنين فيصيرون مشهداً للناس و الملائكة.
حين ننكشف قدامك وقت الصلاة تأتينا يا لابس النور.من كأس الخلاص تقطر فى الأفواه.تنير الأعين.تغسل الكيان.فبينما نحن فى الضعف نقف توجدنا فى عمق قوتك.نصعد سلم الأمجاد و لا نهوى لأن اليد المثقوبة ترفعنا.
يا صاحب الباب المفتوح.يا طريق الحياة الوحيد الجنس.إجعل لى فيك مدخلاً للأبدية.لأن الوقوف قدامك يجذبنا دون أن ندرى فنتغذى على طعام غير مرئي.نسمع هدير الأرواح تسبحك.و صوت فريد للمجامر السمائية تجمع فيها صلوات قديسيك.فنعرف أننا صرنا معهم.لذلك ندعوك فى الصباح لنسبحك مع الملائكة.و فى المساء نشارك الخطاة فى توبتهم.نقرع مع العشار صدرونا.نهرول مع الإبن الضال نحوك.نعرف أننا نقف وسط زمرة الأبرار و لسنا أبراراً.
عندى قلب صغير.أودعه بين كفيك.فيه أشواق و أحلام .أفراح و أتعاب.فيه منك و من العالم.خذه بما فيه.و إمنحنى قلباً جديداً .قلباً يتلذذ بحضورك.يأخذ كل يوم شيئاً من قلبك و مكنوناته. يستريح ماكثاً تحت أقدامك.قلباً لا عمر له إلا ما يقضيه معك.قلباً محفور فيه كتابك.صوتك لا يفارقه.روحك لا يغادره.عملك لا يتركه.مجدك له الكنز فحسب.أنت له البرية و البحر .الجبال و السهول.أنت له النسيم و الجمال.أنت له الكل.
يا ساكن العلو وحدك.لا تدعنى فى الأسفل لأنني إبنك. لك انا لا ترذلني فأنت أبي.أفكارى تحوم قرباً منك فلا تدركك.لى شوق أن أعرف ما النور و ما البر و ما المجد و ما الأبدية معك.كلما أرفع عيني نحوك تسافر عنى الأسئلة حتى تمطر على مراحمك.هل تفتح لى تلك المسارات السمائية فألمس عظمة البنوة لك.أحصد ثمر ملكوتك لنفسى فأنت تعينني.أتوغل من غمر إلى غمر و نفسي لا تهدأ حتى تلاقيك.
يا مؤسس الكنيسة الحنون .إفتقد الكرمة و أغصانها.أعد للمنارات هيبتها.قل للصاعدين نحوك هلموا بلا يأس.أبطل العثرات التى نثرها إبليس فى الطريق كالشبكة ليقتنص النفوس.أبطل الفخاخ بسكنى وداعتك فينا.بإنسكاب قوة روحك القدوس نغلب الشرير و صنعته.أنتهر الأصوات التى لا تصنع خلاصك .نظف المنابر.يا مالك مفاتيح الحياة إجعل بيتك للحياة معك بلا مشغوليات .إمسك أذرعة الرعاة و إفتح عيونهم للسلام و البناء بلا دمدمة.
يا مذاقنا الحلو.يا غذائنا الحى.يا مصيرنا الصالح.يا مشبع الذين يترجونك.نحن إليك عطاشى و جوعى.يئن القلب نحوك شوقاً.ننتظر بوهج الحب قدومك.نتمتع حين نذكر إسمك بأفواهنا و قلوبنا بالفرح تركض بإبتهاج.لأنك عند كل صلاة تجعل السماء ترتسم قدامنا فنزذاد إليك حنيناً .