ياسر أيوب
منذ الفيلم التسجيلى الذى أذاعته «بى بى سى» الشهر الماضى حتى التحقيق الذى نشرته جريدة نيويورك تايمز منذ يومين.. أصبح الملياردير المصرى الراحل محمد الفايد متهما بالاغتصاب والتحرش وانتهاك أجساد كثيرات جدا، سواء فى محلات هارودز أو نادى فولهام لكرة القدم.. وبعد إذاعة فيلم الـ«بى بى سى» مباشرة.. تقدمت أربعون امرأة ببلاغات لبوليس متروبوليتان فى لندن يتهمن فيها محمد الفايد بأنه تخيل أن امتلاكه نادى فولهام ومحلات هارودز يعنى امتلاكه أيضا لأجساد لاعبات فولهام وموظفات هارودز..
وباتت لاعبة فولهام السابقة رونى جيبونز هى صاحبة أشهر حكاية أو اتهام للفايد، بعد حديثها للنيويورك تايمز منذ يومين.. وقالت رونى إن الفايد استدعاها مرتين إلى مكتبه فى هارودز وتحرش بها فى المرتين وحاول تقبيلها بالقوة.. ولا أملك بالتأكيد حق وفرصة الدفاع عن محمد الفايد أو إدانته.. لكننى فى المقابل أملك الكثير من الأسئلة.. فرونى قررت أن تحكى عما جرى فى ٢٠٠١.. وإذ كان من الممكن فهم اضطرار رونى للسكوت خوفا من سطوة محمد الفايد ونفوذه وثروته وعلاقاته المتشعبة.. فلماذا سكتت رونى ٢٣ سنة كاملة قبل أن تخرج للنور وتحكى كيف حاول الفايد تقبيلها بالقوة.. لماذا سكتت بعد ١٩٩٧ حين ماتت الأميرة ديانا فى حادث سيارة فى باريس برفقة دودى، ابن محمد الفايد الذى أصبح مغضوبا عليه من عموم الإنجليز، وباتت أبواب لندن كلها مفتوحة لمن يريد اتهامه والحديث عن فضائحه أو جرائمه.. لماذا سكتت بعد أن باع محمد الفايد محلات هارودز فى ٢٠١٠ ثم باع نادى فولهام فى ٢٠١٣ ولم يعد الرجل القوى الذى يخشى الناس من الاصطدام به..
لماذا سكتت بعد وفاة محمد الفايد العام الماضى وتذكرت فجأة هذه الأيام فقط ما قام به الفايد منذ ٢٣ سنة.. ونفس الأسئلة تقال لكل لاعبات وموظفات وعاملات نادى فولهام ومحلات هارودز، ولماذا سكتن كل هذا الوقت ولم تحاول أى منهن الحديث والشكوى واتهام فايد، رغم مرور أوقات كثيرة كان من السهل والممكن اتهامه دون الخوف من أذى وعقاب وانتقام؟.. ولا أقصد بهذه الأسئلة تبرئة الفايد وأعرف أن هذه الجرائم لا تسقط أبدا بالتقادم.. لكن السنين الكثيرة التى مضت تستحق منا التمهل تماما مثلما قال ماركو سيلفا مدرب فولهام الذى أكد أننا لا نتحدث عن وقائع جرت منذ عام أو عامين.. وأتذكر بهذه المناسبة أكبر فضيحة جنسية أمريكية فى ٢٠١٥ وكانت تتعلق بالدكتور لارى نصار طبيب المنتخب الأمريكى للجمباز الذى استغل منصبه وتحرش واغتصب العديد من اللاعبات.. وبمجرد إقالته لم تسكت أى لاعبة وقدمن شهاداتهن ليتم الحكم على لارى بالسجن ١٧٥ عاما.
نقلا عن المصرى اليوم