د. أمير فهمى زخارى

ما تفسير قال الرب لربي اجلس عن يميني حتي أضع أعداءك موطئاً لقدميك " ( مت44:22)
هذه العبارة قالها داود النبي بالروح وهو يتكلم عن المسيا في المزامير، والمعروف أن المسيح هو ابن داود فكيف يكون المسيح رب داود وهو ابن داود في ذلك الوقت ؟ و قد وجه المسيح هذا السؤال لليهود ليفهّم اليهود و يلفت نظرهم إليه علي أنه المسيا المنتظر ، فالمسيح هو رب داود من جهة اللاهوت و ابن داود من جهة الناسوت.
 
يتحدث السيد المسيح عن نفسه ليعلن الآتي:
أولًا: أنه المسيا ابن داود وفي نفس الوقت ربه.
 
تعرف عليه داود منذ أجيال طويلة، لا من ذاته وإنما بالروح القدس إنه موضوع النبوات ومشتهى الآباء!
 
ثانيًا: إن كانت القوى قد تكاتفت لا لمحاورته فحسب، وإنما أيضًا لقتله صلبًا، فإنهم يقاومون الآب أيضًا الذي يضع الأعداء تحت قدمّي الابن، ليس عن ضعف في الابن، وإنما عن وحدة العمل بين الآب والابن.
 
وكأن السيد يطالبهم قبل الدخول في أحداث الطريق أن يراجع كل إنسان نفسه لئلا تسحبه الأحداث ليصير مقاومًا للحق ومعاندًا لله. أما قوله "اجلس عن يميني" فيعني أنه يحمل قوته، ولا يعني تفاوتًا في الكرامة.
 
فإن كان الآب يخضع الأعداء تحت قدمي الابن، فالابن أيضًا يخضع الأعداء تحت قدمي الآب، إذ يمجد أباه على الأرض (يو 15: 4).
 
الكلمة " ربي" المستخدمة في قول داود النبي " قال الرب ( يَهْوَه) لربي ( أدوناي )  Adonai  اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك" (مز110:1). هي ( أدوناي - Adonai ) ، من لقب ( آدون Adon –   adhonai ) في العبرية، وتعني ( رب ، سيد - Lord ) ، وجمعها ( آدونيم- Adhonim- أرباب - Lords ) ، ويستخدم كجمع تعظيم للمفرد .
 
 أى ان كلمتا الرب ( يَهْوَه) وربى (أدوناي ) تستخدما في مخاطبة الله.
 
وفى هذه النبوّة يتكلم عن الرب " يَهْوَه " الذي يخاطب الرب " أدوناي " ويجلسه عن يمين العظمة.
 
فمن المقصود هنا بـ أدوناي المساوي ليهوه؟ 
والإجابة نجدها في الآية نفسها ، فهنا في هذه الآية يقول يهوه لآدوناي " اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك"، 
 
وفي المزمور الثاني يتنبأ عن المسيح قائلاً " قال لي أنت ابني. أنا اليوم ولدتك " (مز7:2).
 
 ونسأل مرة أخرى ؛ من هو الذي قال له يهوه " أنت ابني أنا اليوم ولدتك " ؟ والإجابة هي، يقول الكتاب المقدس أنه الرب يسوع المسيح : " إذ أقام يسوع كما هو مكتوب أيضا في المزمور الثاني أنت ابني أنا اليوم ولدتك " (أع33:13)، وفي مقارنة مع الملائكة يقول " لأنه لمن من الملائكة قال قط أنت ابني أنا اليوم ولدتك " (عب5:1)، " كذلك المسيح أيضاً لم يمجد نفسه ليصير رئيس كهنة بل الذي قال له أنت ابني أنا اليوم ولدتك " (عب5:5).
أتمنى لكم الفهم الصحيح لتلك الآية اللاهوتية ..