الأقباط متحدون | صناعة الفتنة الطائفية!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٨:٣٣ | الاربعاء ٢٦ ديسمبر ٢٠١٢ | ١٧ كيهك ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٨٦ السنة الثامنة
الأرشيف
شريط الأخبار

صناعة الفتنة الطائفية!

الاربعاء ٢٦ ديسمبر ٢٠١٢ - ٢٣: ٠٩ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: منير بشاى
منذ وصول تيار الإسلام السياسي لحكم مصر وصناعة الفتنة الطائفية تسير على قدم وساق. وهي تتم بكفاءة عالية تنم عن دراية منهجية بالموضوع. ومراحل صناعة الفتنة عندهم تتصاعد في عنفها من مرحلةٍ إلى أخرى. فما يدع للعجب كيف نجحوا في اشعال نار الفتنة الطائفية في مصر في هذا الوقت القصير؟!
 
وفيما يلي بعض الأساليب التي يتبعونها:
التجنى
تبدأ الفتنة بـ"التجني" الذي يتعدى تصيد الأخطاء إلى اختراع أخطاء لم تحدث ونسبها إلى طرف برىء بقصد الاغتيال المعنوي لشخصيته. من هذه ما نُشر في شبكة "سلفي"، عن قداسة البابا "تواضروس الثاني"، أنه قال في نقده للمادة 219 من الدستور الجديد إن "الشريعة الإسلامية تجعل مصر متخلفة"! مع أن قداسته لم ينطق بهذا الكلام إطلاقا وليس من طبيعته الحط من عقائد الآخرين! ولكن ما قاله قداسته إنها مادة كارثية لما ستسببه من مشكلات للأقباط وهذا حقه، وأضح أن هذا الرأي تشاركه فيه نساء مصر، وكثيرٌ من المسلمين من مؤيدي الدولة المدنية.
 
وأسلوب التجنى ليس جديدًا علينا، فليس ببعيد تجني د."العوا"، عندما قال إن الكنائس والأديرة تخزن الأسلحة لاستعمالها ضد المسالمين في يوم من الأيام. والغريب أن تحدث اعتداءات كثيرة على الأقباط بعد ذلك التصريح، ومع ذلك لم يظهر شيء من هذه الأسلحة المزعومة لاستعمالها حتى لمجرد الدفاع المشروع عن النفس. هذا بينما ثبت أن بعض المساجد كانت هى التي تخزن السلاح!
 
التحريض
هنا يتحول الأمر إلى محاولة للإشارة للغوغاء أن يتحركوا للانتقام. ومن التحريضات ما زعمه "الشاطر" أن 80% من المعتصمين كانو من "النصارى"! وفى نفس السياق يقول "صفوت حجازي" "لن نسمح بأن يكون 60% من النصارى أمام الاتحادية يهتفون ضد مرسى"! وقال البلتاجي "ان التقارير كشفت أن 60% من المتظاهرين أمام الاتحادية أقباط"!
 
وفى قناة المحور يقول البلتاجي "إنه شك في ملتحٍ في الأزهر يوم الجمعة الماضية واتضح أنه مسيحي"! هذه التحريضات هى أكاذيبُ لا تستحق تضييع الوقت لتفنيدها، وكل ما نقوله لهم هو أن تأتونا بالبرهان إن كنتم صادقين. وإذا كنتم تقولون إن المسيحيين لا يزيد تعدادهم عن 5% من سكان مصر- فكيف يستطيع هذا العدد البسيط حشد 80 أو 60% من عدد المعتصمين في هذه المليونيات؟!
 
التهديد
وهنا تتصاعد الفتنة لتصل إلى التهديد السافر! فقد نشرت صحيفة حزب "الحرية والعدالة" الناطقة باسم "الإخوان المسلمين" مقالاً بعُنوان "الأقباط وحافة الهاوية" يتضمن تهديداتٍ بقطع أرزاقهم بمقاطعة الشركات والمحلات التجارية للأقباط؛ بحُجة اتحاد الأقباط مع الفلول. وصدر تهديد من "صفوت حجازي" للمسيحيين يقول "إياكم ثم اياكم أن تتحالفوا مع الفلول ضد الشرعية التي انتخبها الشعب، وإلا سيكون لنا شأن آخر"!
وأضاف "هناك خطوط حمراء أهمها شرعية الدكتور "مرسي"، واللي هيرشنا بالمية هنرشه بالدم"! ولست أدري ما هى صفة "المدعو صفوت حجازي" حتى يُصدر هذه التهديدات؟ ولماذا تقف الدولة مكتوفة الأيدى ولا تحاكمه على تهديد المواطنين المسالمين؟!
 
الاستبعاد
فى هذه المرحلة يتحول الكلام إلى أعمال. فيتم العزل بين المواطنين على أساس الهوية الدينية. وقد رأينا كيف أن مصر تتحول حاليًا بالتدريج نحو هذا الاتجاه. فالمجتمع المصري أصبح ينقسم إلى مسلم (مؤمن) ومسيحى (كافر)! وتغلبت الهوية الدينية على الانتماء الوطني. فردود فعل الإسلاميين عند تعيين محافظ قبطى في قنا بسبب ديانته، واضطرار رئيس الوزراء إلى قبول الأمر الواقع لدليل على أن نسبة كبيرة من المجتمع المصري أصبحت رافضة للوجود المسيحي. ولا ننسى تصريح مرشد الإخوان السابق أن المالييزي المسلم أقرب إليه من المصري القبطي!
 
البلطجة
وبهذا تكتمل صناعة الفتنة فتتوارى الشرعية وتفقد الدولة هيبتها وسيطرتها، ويضيع الأمن، ويغيب القانون، وتصول وتجول الميليشيات الخاصة، ونسمع عن شخصيات غريبة تنسب لها الجرائم مثل "اللهو الخفي"، ويعيش الأقباط في رعب داخل بيوتهم، وبينما يمشون في الشوارع. وتكثر عمليات الخطف ودفع الإتاوات الباهظة التي يشترى بها الأقباط أولادهم، وتزداد الأسلمة القسرية للفتيات القبطيات. ونسمع عن عصابات تستولي على بيوتٍ وأراضٍ يمتلكها الأقباط. ونرى قرى تُهَجِّر مسيحييها؛ لأن بعض المسلمين لم يعودوا يتقبلون وجود "كفار" في وسطهم!
 
الفتنة نائمة سامح الله من أيقظها. قد يبدو أنهم نجحوا في مخططهم ووصلوا إلى غايتهم، فمصر لم تعد البلد الآمن الذي تكلم عنه القرآن، وشعبها لا يحسون بالبركة التي تكلم عنها الكتاب المقدس. ولكن هذا كله إلى حين، فالشعب المصرى الواعي يفهمهم، وسيحبط كيدهم. وستعود مصر يومًا إلى وسطيتها وتسامحها كما كانت دائمًا، لتكون الملجأ لكل مَن يطلب الأمان، وسُّلة الطعام لكل جوعان. ومن يقدم الإحسان للغريب لن يمد يده بالأذى إلى شريك الوطن.
 
Mounir.bishay@sbcglobal.net




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :