د. أمير فهمى زخارى
تذكر الكُتب أن يسوع الناصري قد صُلِب في موقع يٌقال له "الجلجثة" (גלגלתא) وهي كلمة عبرية وتعني الجمجمة. دعونا نتأمل في هذا الاسم وكيف نرى المسيح فيه...
1- أولاً من حيث الإسم فهي تعني الجمجمة ،والجمجمة دائماً تأتي رمزاً للموت. فموت المسيح هناك إنما هو إشارة بأن موته هو كان لأجل الأموات (المحكوم عليهم بالموت).
2- بحسب التقليد فإنه في هذا المكان مات أول انسان (آدم) . لذا مات المسيح هناك لأنه أتى بالأصل لإنقاذ ما قد اهلكه آدم وما نشره فى نسله ، فكما أن في آدم مات الجميع ، مات المسيح وقام فأقام معه الجميع.
3- كلمة جُلجثة في العبرية تُكتب هكذا גלגלתא ومن الممكن تقسيمها الى 3 أقسام (גלגל+ת+א) :
الجزء الأول (גלגל) يعنى أدار (من دائرة).
والجزء الثاني (ת) هو حرف (تاف) وهو آخر حرف في الحروف العبرية ويرمز دائماً للنهاية
والجزء الاخير (א) هو حرف (الألف) وهو أول حرف في الحروف العبرية ويرمز دائماً للبداية.
فإسم الجلجثة يعني دوران الحال من النهاية الى البداية ، فكما ان الله خلق الانسان طاهراً نقيا في حالة الخلود بينما الإنسان بأختياره اخطأ ورسم نهايته (الموت) ، هكذا يُعيد الله الانسان الى بدايته التي خلقه عليها فى موقع الجلجثة الذي هو موقع الصليب .
فمن يريد ان ينال الخلاص الذى به وليس بغيره ليرجع الى حالة الخلود والكمال ، عليه ان يقبل موت المسيح الكفاري الذي تم فى الجلجثة ويعترف بالمسيح كونه المخلص الوحيد.
المصدر:
المسيح في التراث اليهودي