محرر الأقباط متحدون
رسالة دائرة الحوار بين الأديان بمناسبة عيد الديوالي ٢٠٢٤

تحت عنوان "الهندوس والمسيحيون: تعزيز الوئام في خضم التنوع وعلى الرغم من الاختلافات" نشرت دائرة الحوار بين الأديان رسالتها إلى المؤمنين الهندوس بمناسبة عيد الديوالي جاء فيها تتقدم إليكم دائرة الحوار بين الأديان بأطيب تحياتها وصلواتها لكم فيما تستعدون للاحتفال بعيد الديوالي، عيد الأنوار، في ٣١ تشرين الأول أكتوبر من هذا العام. ليملأ الله، مصدر النور، عقولكم وقلوبكم بالسلام والفرح، وعائلاتكم وجماعاتكم بالنعمة والسعادة!

وتتابع الرسالة لقد أصبحت مدننا وأممنا أكثر تنوعًا. يعيش أشخاص من ثقافات وأديان وأعراق ولغات وأيديولوجيات مختلفة جنبًا إلى جنب، باختيارهم أو بالصدفة، في جميع أنحاء العالم تقريبًا. وينظر الكثيرون إلى هذا التنوع على أنه مصدر عظيم للنمو والتعلم والإثراء المتبادل. وفي الوقت عينه، في بعض أنحاء العالم، يتم رفضه إذ يُنظر إليه على أنه تهديد محتمل للانسجام، وربما قد يؤدي إلى الصراع. وإذ نشعر بالقلق إزاء هذه المسألة، نود أن نشارككم بعض الأفكار حول كيفية تعزيز الانسجام بين المسيحيين والهندوس في خضم التنوع وعلى الرغم من الاختلافات.

وتضيف الرسالة على مر التاريخ، واجه البشر على الدوام صعوبة في العيش في وئام. في الواقع، لقد كان هذا هو الحال كلما كان هناك تنوع واختلافات بين الشعوب، مما أدى في بعض الأحيان إلى مظاهر عدائية وأحيانًا أقل وضوحًا للمقاومة. ومع ذلك، وكما قال البابا فرنسيس: "في ديناميكيات التاريخ، حتى في تنوع الجماعات العرقية والمجتمعات والثقافات، نرى الدعوة إلى تكوين جماعة مؤلفة من إخوة وأخوات يقبلون بعضهم البعض، ويعتنون ببعضهم البعض". وبالتالي، فإن التنوع يدفع إلى بذل الجهود لبناء الانسجام. كذلك، لا يمكن زرع بذور الوئام وحصادها إلا من خلال "احترام التنوع، وتقديم فرص التقدُّم والادماج الاجتماعي للجميع". في التصميم الإلهي، لا يُفهم التنوع والاختلافات كتهديد لوجود أحد، وإنما كعطية للتعايش المتناغم. إنه فسيفساء علائقي لبناء متعدد الأشكال يمكن أن يتعايش فيه البشر من جميع الألوان والعقائد والثقافات. كما أنه يظهر إنسانيتنا المشتركة في تعبيرات متعددة. تغنينا وتحترم التنوع.

ولكن للأسف، تتابع الرسالة، فقد حلّ مكان الرؤية الإلهية لتعزيز الوئام من خلال قوة الله نفسه، في التنوع ومن خلاله، أيديولوجيات تعزز الإقصاء والتمييز والتطابق على المستوى الفردي والجماعي. كذلك تشكل الأصولية الدينية، والتطرف، والتعصب، والعنصرية، والقومية المفرطة في أجزاء مختلفة من العالم بعض الأمثلة على الأيديولوجيات التي تدمر الوئام وتؤدي إلى الشك والأحكام المسبقة وانعدام الثقة والكراهية والخوف بين الأشخاص، وتمنعهم من خلق روابط تحافظ على الأخوة الإنسانية والصداقة الاجتماعية.

وتضيف الرسالة من الضروري اليوم أكثر من أي وقت مضى أن نعيد اكتشاف المخطط الإلهي للبشرية وأن نغذي في جماعاتنا ومدننا وبلداننا روح الأخوّة التي تجمعنا جميعًا كأبناء الله وكإخوة وأخوات. بهذه الطريقة سنكون قادرين على بناء الجسور وهزيمة جميع أشكال الاضطراب والتنافر الأخلاقي والاقتصادي والاجتماعي. إنَّ تعزيز الوئام في وسط التنوع وعلى الرغم من الاختلافات هو ضرورة عملية تتطلب عملًا ملموسًا وجهدًا جماعيًا من قبل جميع الأفراد والعائلات والمؤسسات التربوية ووسائل الإعلام والجماعات والأمم. وبالتالي يجب أن يعمل الجميع على كسر القوالب النمطية وتعزيز التعاطف والحساسية والاحترام لمن هم مختلفين عنا. كما ويجب علينا أيضًا تعزيز الحوار على جميع المستويات لتحقيق المزيد من الوعي والفهم والتقدير لغنى التنوع والاختلافات. وبالنظر إلى الإمكانات الهائلة للأديان لخلق ظروف مواتية للتناغم في المجتمع، فإن على جميع القادة الدينيين واجب مقدس لتشجيع أتباعهم على السعي لتحقيق التناغم.

وختمت دائرة الحوار بين الأديان رسالتها إلى المؤمنين الهندوس بمناسبة عيد الديوالي بالقول كمؤمنين متجذرين في تقاليدنا الدينية الخاصة بنا وكأشخاص يتشاركون الالتزام بتعزيز التعايش المتناغم في المجتمع، لنتحالف، نحن المسيحيين والهندوس، مع أتباع التقاليد الدينية الأخرى وذوي الغرادة الصالحة، ونبذل كل ما في وسعنا لتعزيز الوئام في خضم التنوع وعلى الرغم من الاختلافات "بحس من المسؤولية وبروح الأخوَّة والإدماج".