ياسر أيوب
الاتفاق الذى تم توقيعه يوم الاثنين الماضى فى مدينة سيدنى بين الاتحاد الأسترالى للسباحة والاتحاد الدولى للألعاب المائية، لم يكن مجرد اتفاق بين اتحاد محلى والاتحاد الدولى لنفس اللعبة.. ولم يكن أيضا محاولة أخيرة لحماية السباحة الأسترالية من تهديد الاتحاد الدولى بالتجميد إن لم يقم اتحاد السباحة الأسترالى بتغيير لائحته الأساسية وقواعد انتخابات مجلس إدارته.
لكنه قد يكون سابقة تستند إليها مستقبلا اتحادات وألعاب فى بلدان أخرى لتغيير أوضاع لم يعد ممكنا استمرارها غدا أو بعد غد.. فقد رأى الاتحاد الدولى للألعاب المائية أن الذين يملكون حق التصويت فى انتخابات الاتحاد الأسترالى للسباحة ليس فيهم اللاعبات واللاعبون والمدربون.. وهؤلاء يراهم الاتحاد الدولى يستحقون المشاركة فى التصويت والاختيار باعتبارهم الجزء الأهم فى اللعبة وليس من الصواب غيابهم عن أى مشهد انتخابى.
وتم إنذار الاتحاد الأسترالى بالتجميد ومشاركة سبّاحات وسبّاحى أستراليا فى البطولات والدورات الدولية دون علم بلادهم واسمها، إن لم يتم تغيير اللوائح ونظام الانتخابات.. وبعد مفاوضات طويلة وحوارات واجتماعات متتالية، تم بالفعل توقيع الاتفاق النهائى الذى بمقتضاه أصبح من حق اللاعبات واللاعبين والمدربين التصويت بداية من العام المقبل.
لهم خمسة بالمائة من إجمالى الأصوات فى مختلف هيئات الألعاب المائية الأسترالية.. السباحة والغوص والسباحة التوقيعية وكرة الماء وسباحة الأساتذة.. ومقابل ٣٠٪ من الأصوات أضافتها اللائحة الجديدة للأندية بات هناك ٢٠٪ للاعبين والمدربين.. وهكذا امتلكت لاعبات ولاعبو مختلف ألعاب الماء فى أستراليا حق المشاركة فى اختيار من يدير ألعابهم وشؤونهم.. وليس فى أستراليا وحدها.
ففى العالم الرياضى حولنا لم تعد اللاعبات واللاعبون مجرد قطع شطرنج يحركها المسؤولون كيفما شاءوا ويمكن التضحية بها فى أى وقت ولأى سبب، يفرض عليهم المسؤولون سياسة رياضية قد لا تكون هى الأصلح، ويختارون أماكن ومواعيد تدريب ومعسكرات قد لا تناسب معظمهم.. وينتقون مدربين لا يملك بعضهم الكفاءة اللازمة فنيا أو نفسيا، ويتعاملون مع اللاعبين كأنهم أقرب لعبيد لا يملكون إلا طاعة الأوامر.. وكانت اللجنة الأوليمبية الدولية هى أول من انتبه لذلك وبدأت تصغى لمطالب اللاعبين وهمومهم وشكاواهم.
ولم تكتف اللجنة الدولية بذلك لكنها منحت أيضا عضويتها للاعبات ولاعبين يصبحون ممثلين لزميلاتهم وزملائهم فى العالم كله.. وفى بلدان كثيرة منها مصر- للأسف الشديد- تبقى حقائق الأزمات وتفاصيلها كلها عند هؤلاء اللاعبين وليس المسؤولين، مهما ادعوا معرفتهم بكل شىء أو حتى الإعلاميين مهما تخيلوا أنهم الأقرب للواقع والحقيقة.. ويعيش هؤلاء اللاعبون وحدهم القهر والمظالم والقسوة والإحباط ويضطرون للسكوت خوفا من غضب الكبار وانتقامهم أو للاحتفاظ بحق اللعب والحلم بظروف أفضل وواقع أجمل.
نقلا عن المصري اليوم