ماجدة سيدهم
اللي بيكون عايش في بيت عز أبوه وعيلته وتحت أي ظروف بيقرر برغبته أنه يسيبه ويروح يختار عيشة تانية وناس تانية وعالم مختلف خالص لمجرد أنه عاوز يثبت لنفسه وللناس دي أنه جامد وناضج وله شخصية مستقلة وعاوز يثبت أنه شبههم في الفكر أو السلوك أو في بريق الظهور أو أي شيء ..
للأسف الشخص دا بتكون عيشته مرة إلى أقصى مانتخيل ..بيحسها اللي جرب ..خاصة لما بيخسر كل حاجة وتضيق عليه الأحوال ورصيده في محاولات التأقلم بقت صفر .. فجأة بيشوف نفسه على وضعها الحالي.. وهنا السؤال " ايه اللي وصلني لكدا وازاي دا حصل من غير ما اخد بالي "
صدمتنا في نفسنا بتخلينا نكابر من تاني ونحاول من جديد نندمج أكتر في المجتمع اللي رفضنا وانتهت مصلحته معانا.. ونفضل نقدم تنازلات أكتر ونتودد من ناس بتسخر مننا كل يوم وبتستهزأ بينا .. ولما نحاول ندافع عن نفسنا علشان يحترمونا ونأكد لهم أننا ولاد ناس ومن بيت عريق وأبونا له شأن وسمعة ممتازة للأسف بيضحكوا علينا اكتر " بالذمة دا شكل واحد شاف في حياته أي كرامة اصلا "
ولما بنتعري خالص والخسارة بتغطينا ..نجري نستخبى في أي حتة تسترنا حتى لو بأحط وسيلة ( سكن الخنازير ) لأننا مش عاوزين حد يشوفنا ولا حد يبلغ أبونا ازاي كنا السبب في اهانته ..
وتبدأ من هنا المقارنة الحادة واللي بتنزف بالندم بجد ..كنا ايه وبقينا إيه ..بائسة جدا وبشعة المرحلة دي والمشاعر دي ..تأنيب الضمير والانكسار ومعاناة خسارة كل شيء ..هزيمة في مقتل ..
الرب يفتح أذن وعيون الهربانين من نفسهم ومن كل الناس ويفتقدهم بنفسه لأن ساعات الانسان بيموت حرفيا في أوحاله ومابيقدر فعلا على قوة الرجوع..
نصلي علشان اللي ماطلبوش مننا نصلي ليهم وقافلين على أسرارهم وخنقتهم الموجعة وعايشين معانا بيضحكوا ومن الداخل وحدة وألم وحزن رهيب ..