محرر الأقباط متحدون
أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع رئيس أساقفة أبرشية أم الله في موسكو المطران باولو بيتسي، المتواجد حالياً في روما للمشاركة في أعمال سينودس الأساقفة. وتطرق سيادته إلى بعض المبادرات والاحتفالات المرتقبة في روسيا لمناسبة يوبيل العام ٢٠٢٥، كما تناول الزيارة الأخيرة لرئيس مجلس أساقفة إيطاليا إلى موسكو، موفداً من البابا فرنسيس، وأشار سيادته إلى أهمية ألا نرى في الآخر عدواً كي نتمكن من إقامة حوار معه.

استهل رئيس الأساقفة بيتسي حديثه متوقفاً عند أعمال سينودس الأساقفة والانطباع الذي تركه وسط الكنيسة في روسيا، واصفا إياه بالجيد، وقال إن الكنيسة المحلية قامت بمسيرة استعدادية لهذا السينودس، وتضمنت سلسلة من اللقاءات على المستويات كافة، شارك فيه كهنة ورهبان وراهبات ومكرسون ومؤمنون علمانيون. وأضاف أن الحوار في إطار الروح القدس أدى إلى نتائج ممتازة، لاسيما فيما يتعلق بالإصغاء إلى الآخر، كما سمحت المسيرة بتسليط الضوء على المسائل الواقعية والملموسة التي تعني الكنيسة المحلية والتي تتضمنها لقاءات "السنة الرعوية"، التي بدأت في شهر أيلول سبتمبر الماضي وتستمر لغاية أيار مايو من العام المقبل.

بعدها أوضح سيادته أنه وجه رسالة العام الماضي إلى قادة الكنيسة الأرثوذكسية، وإلى المسؤولين عن باقي الطوائف المسيحية والديانات الأخرى في روسيا، لاسيما اليهودية والإسلام، في محاولة لجذب الانتباه نحو القواسم المشتركة، وأفضت هذه المبادرة إلى تنظم عدة لقاءات تخللها حوار بشأن ما يمكن أن تفعله الكنيسة الكاثوليكية في روسيا لتعزيز الوفاق والتقارب، وتم أيضا التطرق إلى معنى السينودسية، مع أن هذه العبارة جديدة بالنسبة للكنيسة الأرثوذكسية. وأكد أن الأمر المهم الذي تحقق يتمثل في اللقاء والحوار والتعاون. واعتبر الأسقف الإيطالي أن الشراكة داخل الكنيسة يمكن أن تشكل مثالاً يحتذى به في المجتمع وعالم السياسة، لافتا إلى أن يسوع علمنا أن طريقة الحكم ينبغي أن ترتكز إلى الصداقة وإلى الشراكة في مفهومها الكنسي.

لم تخل كلمات رئيس الأساقفة بيتسي من الحديث عن الزيارة التي قام بها رئيس مجلس أساقفة إيطاليا الكاردينال ماتيو زوبي إلى موسكو، وهي الزيارة الثانية من نوعها ضمن المهمة التي بدأها العام الماضي بتكليف من البابا فرنسيس. وصف سيادته الزيارة بالجيدة جداً، معتبرا أن ثمارها الأولى تتمثل في بناء الجسور وفي إبقاء الأبواب مفتوحة. وقال إنه أمر في غاية الأهمية لأنه يسمح لنا برؤية ما هو جيد وطيب لدى الشخص الآخر، عوضا عن النظر إليه كعدو أو منافس، مؤكدا أننا اليوم بأمس الحاج إلى هذا التحوّل في زمن الصراعات التي نشهدها، وأضاف أن مهمة الكاردينال زوبي صبت في هذا الاتجاه منذ زيارته الأولى إلى موسكو، وقد جاءت الزيارة الثانية لتعزز هذه المبادرة.

هذا ثم قال سيادته إنه ليس مطلعاً على تفاصيل الزيارة والمحادثات التي أجراها الكاردينال الإيطالي في موسكو، لكنه لفت إلى أنها تمحورت حول القضايا الإنسانية، شأن تبادل الأسرى، وإعادة القاصرين الأوكرانيين الذين أُخذوا إلى روسيا إلى بلادهم. مع ذلك قال سيادته إنه يود أن يكون صريحا وواقعياً معتبرا أنه من الواضح أنه لا توجد رغبة في تحقيق السلام، لأن ثمة مصالح أخرى تطغى على ذلك. ورأى أن الحفاظ على الأبواب مفتوحة في هذه الظروف هو أشبه بالأعجوبة، معتبرا أنه عندما لا نرى النور في نهاية النفق لا بد أن نتمسك بالأمل في الخروج من هذا النفق، كما ينبغي أن نتابع مسيرتنا بصبر. ومع ذلك إن الجهود التي يقوم بها الكاردينال زوبي، موفداً من البابا فرنسيس، تقدم للناس بصيص أمل في بلوغ السلام، مع أنه من الصعب جداً أن نرى ذلك في الوقت الراهن.

تابع رئيس الأساقفة بيتسي حديثه لموقعنا الإلكتروني متوقفا عند بعض المبادرات التي ستنظمها الكنيسة الكاثوليكية في روسيا، لمناسبة يوبيل العام ٢٠٢٥، مشيرا إلى وجود أربع أبرشيات كاثوليكية في الفدرالية الروسية، وستنظم لقاءات ومبادرات مرتبطة بصورة العذراء مريم، بالإضافة إلى مسيرات حج، خصوصا مع صعوبة توجه الحجاج الروس إلى روما بسبب الأوضاع الراهنة. وأوضح سيادته في هذا السياق أنه طلب من البابا فرنسيس الحصول على نسخة أصلية لأيقونة العذراء "خلاص الشعب الروماني"، وقال إنه سيتم التطواف بهذه الصورة التي ستجول على مختلف الرعايا، حاملة معها رسالة أمل ورجاء إلى المؤمنين. واعتبر أن أول "حاجة رجاء" بالنسبة للمؤمنين في روسيا ستكون العذراء مريم، هي التي تجسد الله في أحشائها وأظهرته إلى العالم. وأكد رئيس أساقفة أبرشية أم الله في موسكو في ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني أن هذا التطواف سيتزامن مع سلسلة من المبادرات المتنوعة والتي ستستغرق ثلاثة أشهر.