بقلم: أندرو اشعياء
كلمة قس تعنيπρεσβύτερος وهي الجذر اليوناني الذي تشتق منه كلمة πρεσβύς وهي ذات الكلمة التي استخدمها القديس لوقا في سفر الأعمال عندما استدعى القديس بولس في رحلته الثالثة قسوس الكنيسة من أفسس ليقابلهم في ميليتس، والمقصود بهم المعنيين بخدمة الليتورجية «وَمِنْ مِيلِيتُسَ أَرْسَلَ إِلَى أَفَسُسَ وَاسْتَدْعَى قُسُوسَⲛⲓⲡ̀ⲣⲉⲥⲃⲩⲧⲉⲣⲟⲥ الْكَنِيسَةِ.» (سفر الأعمال20: 17). واستخدمها ايضًا في اثناء عودة القديسين بولس وبرنابا من رحلتهما الأولى «وَانْتَخَبَا لَهُمْ قُسُوسًا فِي كُلِّ كَنِيسَةٍ» (سفر الأعمال14: 23).
وقد وصِفَ بها الرسل عندما أشار أغابوس النبي بحدوث مجاعة في أورشليم فجمعوا تبرعات من انطاكية وأرسلوها الي المشايخ هناك بيد بولس وبرنابا «فَفَعَلُوا ذلِكَ مُرْسِلِينَ إِلَى الْمَشَايِخِ πρὸςτοὺςπρεσβυτέρους بِيَدِ بَرْنَابَا وَشَاوُلَ..» (سفر الأعمال11: 30). وكثيرًا ما اُستخدمت كمرادف لكلمة رؤساء الكهنة مثلما ذُكر عند مجاهرة بطرس ويوحنا في الهيكل وشفوا الرجل الأعرج من بطن أمه، حين أمسكهم رؤساء الكهنة وهددوهم ثم أطلقوهم «وَلَمَّا أُطْلِقَا أَتَيَا إِلَى رُفَقَائِهِمَا وَأَخْبَرَاهُمْ بِكُلِّ مَا قَالَهُ لَهُمَا رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ.» (سفر الأعمال4: 23)، «حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى يَهُوذَا الَّذِي أَسْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ دِينَ، نَدِمَ وَرَدَّ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ» (انجيل متى27: 3).
وأيضًا هم المعنيين بالخدمة والتعليم الذين اوصى بهم القديس بولس «أَمَّا الشُّيُوخُ πρεσβύτεροι الْمُدَبِّرُونَ حَسَنًا فَلْيُحْسَبُوا أَهْلًا لِكَرَامَةٍ مُضَاعَفَةٍ، وَلاَ سِيَّمَا الَّذِينَ يَتْعَبُونَ فِي الْكَلِمَةِ وَالتَّعْلِيمِ» (رسالة ق. بولس الأولى لتلميذه تيموثاوس5: 17). وحتمًا لم يكن هنا قصد القديس بولس بالشيوخ أي كبار السن لأن ليس جميعهم مهتمون بالكلمة وخدمة التعليم، «مِنْ أَجْلِ هذَا تَرَكْتُكَ فِي كِرِيتَ لِكَيْ تُكَمِّلَ تَرْتِيبَ الأُمُورِ النَّاقِصَةِ، وَتُقِيمَ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ شُيُوخًا كَمَا أَوْصَيْتُكَ.» (رسالة ق. بولس لتلميذه تيطس1: 5). وإن كان المقصود بالشيوخ في كريت اي كبار السن فلماذا لم يرسل للمؤمنين هناك بأن يقيموا شيوخًا مثلهم، وأرسل لهم خصيصًا تلميذه تيطس أسقف كريت؟!. وهو نفس التعبير الذي استخدمه القديس يعقوب الرسول «أَمَرِيضٌ أَحَدٌ بَيْنَكُمْ؟ فَلْيَدْعُ شُيُوخَ الْكَنِيسَةِ فَيُصَلُّوا عَلَيْهِ وَيَدْهَنُوهُ بِزَيْتٍ بِاسْمِ الرَّبِّ» (رسالة يعقوب الرسول5: 14).وقد وصف القديس بطرس نفسه هكذا في نهاية رسالته «أَطْلُبُ إِلَى الشُّيُوخِ الَّذِينَ بَيْنَكُمْ، أَنَا الشَّيْخَ رَفِيقَهُمْ، وَالشَّاهِدَ لآلاَمِ الْمَسِيحِ» (رسالة القديس بطرس5: 1).
وقد استخدمها القديس بولس ايضًا في حديثه مع تيموثاوس «لاَ تُهْمِلِ الْمَوْهِبَةَ الَّتِي فِيكَ، الْمُعْطَاةَ لَكَ بِالنُّبُوَّةِ مَعَ وَضْعِ أَيْدِي الْمَشْيَخَةِ πρεσβυτερίου» (رسالة ق. بولس الأولى لتلميذه تيموثاوس4: 14)، ولم تستخدم كلمة وضع الأيدي ἐπιϑέσεωςτῶνχειρῶν سوى مع القديس تيموثاوس وهو اسقف مدينة أفسس «فَلِهذَا السَّبَبِ أُذَكِّرُكَ أَنْ تُضْرِمَ أَيْضًا مَوْهِبَةَ اللهِ الَّتِي فِيكَ بِوَضْعِ يَدَيَّ» (رسالة ق. بولس الثانية لتلميذه تيموثاوس1: 6)، ومع الرسل فقط وبصفة خاصة بطرس ويوحنا في السامرة «وَلَمَّا رَأَى سِيمُونُ أَنَّهُ بِوَضْعِ أَيْدِي الرُّسُلِ يُعْطَى الرُّوحُ الْقُدُسُ قَدَّمَ لَهُمَا دَرَاهِمَ» (سفر الأعمال8: 18). أي أن وضع الأيدي اختص به فقط الرسل ومن أقاموهم (أيدي المشيخة وحتمًا ليست هنا بمفهوم كبار السن)، ومع القديس بولس في رسالته للعبرانيين (العبرانيين6: 2).
وقد استخدمت في العهد القديم بصفة عامه بمعنى كبار السن (ولكننا نجد معناه الأدق بالنص القبطي) كما في وصف أبينا ابراهيم وزوجته سارة أنهما كانا متقدمين في السن «وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ وَسَارَةُ شَيْخَيْنِ مُتَقَدِّمَيْنِ فِي الأَيَّامِⲀⲃⲣⲁⲁⲙ ⲇⲉ ⲛⲉⲙ Ⲥⲁⲣⲣⲁ ⲛⲉ ⲁⲩⲉⲣϧⲉⲗⲗⲟ» (سفر التكوين18: 11)، وفي وصف أهل سدوم «رِجَالُ سَدُومَ، مِنَ الْحَدَثِ إِلَى الشَّيْخِ ⲓⲥϫⲉⲛ ⲟⲩϧⲉⲗϣⲓⲣⲓ ϣⲁ ⲟⲩϧⲉⲗⲗⲟ» (تكوين19: 4) أي شيخ متقدم الأيام وليس بوصفه πρεσβύτερος، واستخدمت لوصف الأبن الأكبر (لوقا15: 25) بينما في النص القبطي تترجم ⲡⲉϥⲛⲓϣϯ ⲇⲉ ⲛ̀ϣⲏⲣⲓابنه الاكبر، والأقدم جيلًا (الرسالة للعبرانيين11: 2)، ولوصف من يتفوهون بالحكمة «مِنْ أَمَامِ الأَشْيَبِ تَقُومُ وَتَحْتَرِمُ وَجْهَ الشَّيْخِ» (سفر اللاويين19: 32)، «فَخْرُ الشُّبَّانِ قُوَّتُهُمْ، وَبَهَاءُ الشُّيُوخِ الشَّيْبُ.» (سفر الأمثال20: 29)، وقد تأخذ معنى تنظيمًا أو قبيلة (سفر الخروج3: 16) أما في العهد الجديد فإقتصرت على مَن يتم اختيارهم بوضع الأيدي والصلاة وبالأكثر في الرسائل الرعوية