بقلم: إيهاب شاكر

 على أرضنا كل يوم بيتولد طفل جديد

لكننا ما يهمنا نعرف في يوم أصل الوليد
م الشرق ولا الغرب ولا م الأحرار أو العبيد
كلهم شكل واحد دمهم لونه واحد
حتى لو عن بعض بعيد
ده لأن الأصل واحد
ده لأن الأب واحد
ورثوا منه شيء وحيد
الخطية
 
الخطية سيد ومتسيد
وارثنها في الجين
ماتقولش أنا كويس ومتأسس
دي موجودة فيك من وانت جنين
عبيد ليها ومن يوميها حاكمة السيطرة
ساكنة فينا ومتأصلة ومكسرة
كل النواميس
نخضعلها وكل واحد يفتكر
إنه قديس
شجرة فاسدة ومرض عنيد
بان ثمرها من يوم دخولها للخليقة شر وغم
لما الأخ غدر بأخوه لما الأرض سقاها الدم
والنجاسة والشراسة بقت طبع بدون ندم
الخطايا م الخطية
لكن دي مش جمع ومفردها ديّ
الخطايا هي الثمار اللي طالعة م الخطية
هي سلوكيات البشر اللي غطت ع القضية
قضية فضلت متعلقة كل السنين
عطشانة لحلها مليانة بالأنين
محجوزة في درج المحكمة ومستنية
مستنية الفادي المخلص
مستنية قدوم المسيّا
 
ومرت الأيام والحال هو الحال
نحاول بالمبادئ والأخلاق وده شيء محال
والسما تطل من فوق وتبكي مطر
علي بني آدم على جنس البشر
على ذا السلسال
 
حاول الإنسان بنفسه يشفي جروحه
لكن إزاي الميت يقوم روحه؟!
قامت دول وسنت قوانين
وبقت تعاقب المخطئين
لكن الخطية مابطلتش تطلع زرعها
ومع الأيام بقى يكبر فرعها
وقوانين البشر مافكتش الطلاسم
ماقدرتش تحل اللغز
عملت شوية مراسم شوية خطوط حمرا
لكن مالهاش قوة ولا قدرة
على التحرير على التبرير على التغيير
 
وجه رسول معاه ناموس يمكن يغير العالم
فضل يقول إن الطقوس هي اللي تحكم بني آدم
لكنها ومع إنها سامية وعالية عن اللازم
كشفته و فضحته وطلبت إنه يتحاكم
 
كانت الوصايا كاملة وشاملة
أما الإنسان فناقص وعاجز
الوصية صالحة ولو صانها كان ليه الخلود
لكنها مقدرتش تخليه مايتعداش الحدود
وبصراحة وعلطول نقدر دلوقتي نقول
إن الناموس جه مخصوص
عشان يأكد للإنسان إن الحل مش عنده
ومش بعمله يقدر يطول اللي في مجده
وشعر الإنسان بالفشل والإحباط
وسنين راحت وسنين جات
وهو بيحاول ومش طايل
تعبان فشلان مُدان
 
وفضلنا نحلم بنهاية وحلم تاني ببداية
بداية تانية لجنسنا وأصل تاني غير أصلنا
لحد لما الأنبيا قالولنا جاي مننا
مين هيحيي جنسنا
ده مننا ومش مننا 
ليه شكلنا ومش طبعنا
اتنبأوا وقالوا عنه إنه مشير إله قدير
اتهيئوا يا بشر للقاه ده اللي جاي بالتحرير
ده اللي هو البر نفسه
ده اللي فيه الروح بقدسه
هتصدقوا يا بشر هتخدوا قوة للتغيير 
 
نبوات كتير اتكلمت عنه
من التكوين للخروج وإشعيا واللي زيه
قالوا إنه هيتولد من عذراء هييجي م السما
يفتح العينين ويزيل كل عما
يحرر المأسورين ويرفع العنا
يفك المقيدين وتكون مقبولة السنة
اللي فوق هايبقى هنا
هايسكن معانا في أرضنا
هاييجي يقسم التاريخ هايتولد بينا المسيح
لغرض سماوي عجيب
الحياة هاتيجي من الموت
والحرية من قلب الصليب
 
والكلام جالنا صعب على ودانا
وفضلنا نستنى مين يشرح المعنى
والصبر طال بينا والسما بتتأنى
كلام غريب مش مفهوم
ليه اللي فوق يبقى تحت
مايقول كلمة والدنيا تقوم
سكة آلام طريق ظلام
كلام ولا في الأحلام
عموماً ده حلم جميل يريته يتحقق
ومع الأيام يا هنكدّب يا هنصدق
 
وعدت الأيام ونسينا أحلامنا
السما سكتت عن الكلام
ولا أنبيا ولا رؤى ولا أحلام
وكل واحد يعمل اللي شايفه تمام
لا إله لا ملوك لا قضاة ولا حكام
والمدة طالت وطالت وبقت م السنين ميات
لا صوت فيها لأحياء ولا أموات
فترة صمت طويلة ومملة
لا عارفين إيه السبب ولا العلة
وقفت الحياة واتسمرت واتمنعت الأصوات
وانتشرت كل أنواع الخطايا وكل الموبيقات
حل الظلام وانتشر وساد على قلوب البشر
سكن النفوس والأذهان قبل ما يسكن البلاد
مين يبل ريقنا بخبر مين يحرك بركان السكات
تعبنا وتعب العمر اللي فات
تعبنا من أخد المسكنات
محتاجين لنور الشمس يطرد الضلمة
محتاجين لحالة من الفرح تزيح الغمة
محتاجين نبض الحياة يفجر حالة الممات
 
لكن في يوم اتولد طفل ما في زيه مثيل
وسمعنا صوت م السما صوت ملايكة بالتهليل
السما أتكلمت السما أعلنت
إن اسمه عمانوئيل
قال الملاك بصوت عالي وصريح
اتولد ليكم اليوم الرب المسيح
هللي يا ملايكة قدموله التسبيح
المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام
هيتمجد الآب السماوي بالخلاص التام
بكفارة الابن الهمام
زيدوا الإله سجود وتسبيح
قدموا للابن الذبيح
قدموا له كل المديح
 
والمجوس جم بشوق لما شافوا النجم فوق
قالوا فين ملك اليهود اللي لسه يدوب مولود
جم وسجدوا للطفل دوه اللي اسمه اسم يهوه
إنسان وملك ونبي وإله
فريد مميز تلاقي زيه؟ لا
كإنسان كامل صلى للآب في سماه
وكالإله القادر أعطى للميت حياة
 
قدموله م الهدايا اللي يرمز للحكاية
موت وصلب وف النهاية
خلاص للي يقبل الهِدايا
اليومين دول في عيد الميلاد
الناس بتنسى صاحب العيد
يا بيقضوها شرب وسكر وفساد
يا شوية طقوس مالهومش لزمة مايحرروش العبيد
 
 
وفجأة صوت صارخ جه م البرية
قال أنا جاي أدلكم على قدوم المسيا
ده اللي قبلي صار قدامي ده اللي يدي الحرية
هو الخلاص هو الطريق هو الحياة الأبدية
 
يا ترى مانفسكش تبقى صوت صارخ
يا ترى ماندمتش ع العمر اللي عدى بايخ
لحد إمتى تحت نير الخطية تفضل ناخخ
وحياتك طعمها بقى مايع وماسخ
 
والنهاردة جايين نعيد بس عيدنا شكل تاني
مش ملابس جديدة نلبس ولا حتى كمان أغاني
جايين نقدم للرب  بدل المزود القلب
إحنا خلاص بنختم هتافنا واحتفالنا
لكن الموضوع أكبر كتير من كلامنا
أكبر من مجرد احتفال وعادة
أكبر بكتير من كدة وزيادة
الموضوع يخص حياتك الأبدية
مش بس مجرد السنين اللي جاية
يخص ارتباطك بالإله الحي
عشان كدة جاوب السؤال اللي جاي
جاوبه واتجاوب معاه
واتمنى تخرج من هنا ومعاك الحياة
 
وانت ياللي سامعنا إيه هتقدموا للملك
اللي طالبه هو منك إنه يبقى مكانه قلبك
خد قرارك واكتب بإيدك تاريخ ميلادك
وميلاد المسيح في قلبك
يبقى هو سيد حياتك
يبقى هو الإله وربك