لا تزال ارتدادات الغارات الإسرائيلية على إيران السبت الماضي تتفاعل في المشهد الإقليمي.
وبينما تحرك العراق رسميا تجاه استخدام إسرائيل لأجوائه من أجل قصف إيران، صدرت في طهران تصريحات تتوعد بالرد على الهجوم.
وقال متحدث باسم الحكومة العراقية إن العراق قدم شكوى للأمم المتحدة بشأن خرق إسرائيل لمجاله الجوي لضرب إيران.
وأضاف في بيان "كما وجّه رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، وزارة الخارجية بالتواصل مع الجانب الأمريكي، بشأن هذا الخرق، طبقا لبنود اتفاق الإطار الاستراتيجي الثنائي، والتزام الولايات المتحدة تجاه أمن وسيادة العراق".
وكانت إيران اتهمت رسميا الولايات المتحدة الأمريكية بالمشاركة في الهجوم الإسرائيلي عبر السماح لإسرائيل باستخدام أجواء العراق لقصفها.
وشنت إسرائيل هجوما من ثلاث موجات باستخدام مقاتلات إف 15 وإف 16 وأف 35 لقصف قواعد عسكرية.
وتقول تل أبيب أن الغارات كانت دقيقة وأنها أخرت قدرت البرنامج الصاروخي الإيراني بعد ضرب منشآت مسؤولة عن إنتاج الوقود الصلب.
مؤشر إيراني خارج التوقعات
وفي أعقاب الضربات الإسرائيلية قللت إيران من أهميتها في اعتبر رسالة من طهران بشأن إمكانية غلق ملف التصعيد مؤقتا.
وبينما توقع مراقبون أن تبتلع إيران العملية الإسرائيلية المحدودة، صدرت مؤشرات في اتجاه آخر من إيران.
وتوعد قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي إسرائيل اليوم الإثنين بـ"عواقب مريرة" بعد استهدافها مواقع عسكرية إيرانية السبت.
ونقلت وكالة تسنيم للأنباء عن سلامي قوله إن إسرائيل "فشلت في تحقيق أهدافها المقيتة" من خلال ضرباتها التي وصفها بأنها "سوء تقدير وعجز" محذرا الدولة العبرية من "عواقب مريرة لا توصف".
وبإعلان إسرائيل رسميا قصف إيران تجاوزت الدولة العبرية خطا أحمر للمرة الأولى في معادلات القوة في الإقليم.
ويعتقد أن إسرائيل نفذت عمليات على مدار السنوات الماضية في إيران لكنها لم تتبن ذلك رسميا.
وتقول طهران إن إسرائيل كانت وراء مقتل إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي السابق في حركة حماس.
وهاجمت إيران إسرائيل في أبريل/نيسان الماضي وفي أكتوبر/تشرين الأول الجاري، في تكريس لمعادلة جديدة في الشرق الأوسط، وكان من أهداف الضربة الثانية الرد على مقتل هنية وحسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني وقائد كبير في الحرس الثوري.
وتجنبت إسرائيل على ما يبدو بضغط أمريكي استهداف المنشآت النووية الإيرانية والمواقع النفطية.