كمال زاخر
(نص ما ارسل ونشر بمجلة المصور)
الاربعاء ٢٣ اكتوبر ٢٠٢٤

ملاحظة أولية:

ما تشهده صفحات العالم الافتراصى خير شاهد على  تأييد الشارع القبطى الجارف لقداسة البابا، وكذلك الاقلام الصحفية لكتاب مصريين التى بادرت برفض محاولة للنيل منه.

فى الموضوع:
على غير تمهيد وفى هجوم تكتيكى مباغت خرجت علينا بعض القيادات الكنسية القبطية الارثوذكسية ببيان يرفضون فيه بعض اسماء لمحاضرين فى لقاء نقاشى دورى، يعقد فى مناسبة الاحتفاء بذكرى جلوس البابا البطريرك الأنبا تواضروس.

يزعمون ان هدفهم حماية الايمان، فيما هم يسعون لنشر السجس فى الشارع القبطى لينالوا من بقاء قداسة البابا فى موقعه، وهم مجموعة تضم من لم يحالفهم الحظ فى الوصول للكرسى البابوى،مع من يؤمنون بأن البابا شنودة أخر البطاركة الكبار وكان على من يخلفه أن يكون صورة مستنسخة منه.

وكلاهما يضمر رفضا للأنبا تواضروس ولكلٍ دوافعه!

لأنه جلس حيث كانوا يمنون انفسهم به عند الفريق الأول وكانوا يتهيئون له، ولأنه قفز على ما استقر فى عهد سابق، وبحكم خلفياته العلمية والجيلية انتهج نهج مأسسة الكنيسة وسعى للانتقال من الفرد للمؤسسة، ورد الاعتبار لمبدأ مجمعية الكنيسة. ولم تعد القرارات تصدر بالتمرير كما كان قبلا بيد سكرتير مجمع الفترة السابقة رجل البابا الحديدى.

فقد استن البابا تواضروس سُنّة جديدة فى مناسبة الاحتفال بذكرى تجليسه وهى عقد سيمينار (مؤتمر بحثى نقاشى) لآباء المجمع، يحاضر فيها متخصصون من الأكاديميين اللاهوتيين والتاريخيين.

تأتى الاعتراضات، بحسب ما نشره بعض هؤلاء المعترضين، مبنية على زعم ان بعض المتكلمين فى سيمينار هذا العام يطرحون تعاليم مخالفة لما تقول به الكنيسة، بدرجة تصل الى الهرطقة.

وهو ما تنفيه تسجيلات لحلقتين تليفزيونيتين كان المحاوران فيهما من رتبا للحملات الأخيرة، وكان المستضاف فيهما د. چوزيف موريس فلتس استاذ اللاهوت، الإسم الأول المعترض عليه، فيما كان محل تقدير عند مقدمى البرنامج لكونه لاهوتى ارثوذكسى له اسهاماته فى اثراء المكتبة القبطية. وفى ترجمة كتب اباء القرن الرابع، عن اليونانية، وفى مقدمتها كتاب (تجسد الكلمة) للبابا اثناسيوس الرسولى، العمدة فى كتب اللاهوت الكريستولوجى.

ولم ينتبه المعارضون ان المتكلم الثانى الذى يرفضونه، د. سينوت دلوار شنودة، يخصص انتاجه الفكرى على البعد التاريخى، فأين الهرطقة فى تحليل الأحداث التاريخية؟.

تلك القيادات المعارضة تعتبر نفسها صاحبة الحق حصريا فى التعليم، وانهم يتعلمون من الروح القدس مباشرة، ولا يسمحون للعلمانيين ان يجلسوا فى موقع المعلم لهم؟.

ما يحدث اختبار للكنيسة، إما أن تكمل مسيرتها، أو تنكفئ على ذاتها فى كهف تغلق منافذه بفعل اصولييها بحسب رؤيتهم المكذوبة لأنفسهم.