مدحت قلادة
    عجيب امر كنيستي القبطية تدخل فيها طفلا تتربع في قلبك تقودك تعلمك ثم تحولك انت شخصيا الي كنيسة طول حياتك .

    الكنيسة القبطية كائنة في العالم القاسي تحتضن أبناءها وسط نار الإضطهاد وسط التهميش تحتضنهم تضمهم تعوضهم تقودهم للانتصار .

    أنا شخصيا دخلت فيها طفلا في مدارس الأحد تلميذا و كنت خجول جدا ، متردد ، غير اجتماعي ،، دخلت الخدمة واصبحت خادما خدمت في كل مراحل الخدمة من آسرة الملائكه الي خدمة شباب ثانوي الي خدمة الشباب الي خدمة الاجتماع العام الي خدمة اخوة الرب ،،،، إلى ان سافرت الي اوربا لم اخرج منها اطلاقا لانها كانت ومازالت قابعة داخل قلبي بها أتنفس و تعاليمها أعيش وحينما أموت سأنتقل من كنيستي الأرضية الي كنيستي السمائية.

    هذه المقدمة اعترافاً بقيمة ومكانة وعظمة الكنيسة ليس معي فقط بل مع كل أبنائها فنحن جيل بداية الصحوة الدينية الفاسدة " التي أفسدت حياة المصريين بتسليم مقدرات الوطن للجماعات السلفية والجهادية والإخوانية وبداية عصر الاضطهاد الفج في عهد الرئيس الكافر بمصر الذي سلم مقدرات الوطن للارهابيين واستمر طرد وعدم قبول الأقباط للان من المراكز السيادية في الدولة و منعوا من الالتحاق بالرياضة و منعوا من الفن ايضا ،،، اصبح الفرز الديني اهم سبب لقبول الشخص ورفعت كل مؤسسات الدولة الفاشية شعار غير مكتوب علي الاوراق إنما محفور علي القلوب وهو شعار " الأقباط يمتنعون "

    فتحت الكنيسة أبوابها وقلبها فصارت مركز شباب دائم واصبحت دار رعاية لكل أبنائها بل تحولت الي ساحة رياضية وساحات فنية واصبح فيها تقام المسرحيات الكنسية و المسابقات رياضية بين الكنائس و تحولت الي مكان ابداع فني رياضي ثقافي تعليمي ايضا .

    الكل يعرف يوسف شاهين كانت كنيستي بها من هو يضارع يوسف شاهين وهو المهندس امير جرجس عبيد الذي قام بإخراج عشرات المسرحيات الكنسية وكتب لها نجاح علي مستوي كل الكنائس في مصر ، بل أنا كنت أمثل في كل مسرحيات الكنيسة ممثل مغمور بادوار بدائية وكان دائما افضل ممثل المدير المالي الاستاذ جورج ميخائيل، و كانت اخوتنا في الخدمة هم رموز تفوق في الحضور المسرحي ايضا ، وكانت كنيستي تملك اعظم مهندس ديكور عميد الفن القبطي الان وهو الاستاذ اشرف فايق بأستراليا وكان بكنيستي فنان مشهور المهندس سامي وهيب الذي ابدع في التصوير ،،

    وعلي مستوي فرق كرة كانت كنيستي تضم مدرب جميل الاستاذ اشرف عزيز و لاعبي يتفوقون علي الخطيب بلا منازع في الموهبة الرياضية وهما الاخوان نادي وفادي ذكي و اللاعبين عمالقة ايضا مثل الاستاذ ماهر عياد والأستاذ وليد رمزي والأستاذ عماد عبده ،،،،، عشراتهم أسماء لاعبين يملكون مهارات تفوق لاعبي المنتخب " منتخب الساجدين "

    وأما في مجال الفن فكان لدينا فنان جميل الاستاذ هاني ميلاد العازف الماهر الذي كان متمكن من البيانو و الأورج ايضا وكان له الريادة في المقدمات الموسيقية لأي حفل فني ايضا .

    و استطاع المهندس امير جرجس الذي يعيش في امريكا منذ عهد طويل ان يخرج مسرحيات محفورة داخل قلوبنا وذاكراتنا الي ان نرحل من هذا العالم .

    ولذلك لا تتعجب ولا تندهش حينما تسمع عن بنات قرية البرشا تلك القرية التي يسكنها المسيحيين في محافظة المنيا ان يحصلون علي ميدالية ذهبية في ثاني اعظم مهرجان عالمي " مهرجان كان " بفرنسا ولا تتعجب ان يكون اعظم طبيب قلب في العالم طبيب قبطي حمل ايمانة داخله وعمل به ، ولا تتعجب من انبهار المانيا بمهندس قبطي صمم اهم محطة قطار بالمانيا ومازال مرتبط بكنيسته ،،، ان كنيستي القبطية ام حنونة تحتضن أبناءها حينما يقسي العالم علي أبنائها فهي تضم وتحتضن وتنجح كل أبنائها .

    رغم طرد الأقباط من ملاعب كرة القدم بسبب عنصرية الاجهزة والقائمين علي الرياضة المحفور علي قلوبهم " غير المسلمين يمتنعون " هناك براعم قبطية تلعب وتتألق في السويد


    رغم رفض الاقباط في الفن فالحاصل علي الأوسكار قبطيا ، والحاصلات علي جائزة العين الذهبية في مهرجان كان قبطيات ايضا .

    رغم طرد الأقباط من المنتخب والأندية فلم ينجح منتخب الساجدين إلا في رفع مؤخراتهم في الهواء فقط .

    واخيراً أتذكر من هو اعظم من يوسف شاهين بكنيستي المهندس امير جرجس اخي وحبيبي وصديق عمري و اشكره ليس فقط لانه استطاع ان يقدم اعمال قديسين عظيمة ومسرحيات فائقة الجودة بل لانه استطاع ان يكون حاضن لمواهب ابناء الكنيسة ويشارك ويضم الكل لحضن الكنيسة .

    فكنيستي هي ليست دار للعبادة انما ام حاضنة ام حنونة تعوض أبنائها قساوة الاضطهاد في مجتمع محفور علي قلب العديدين الكراهية للأقباط واجب مقدس لهم بتأييد الدولة وبمساندة الاجهزة القمعية و مؤسسات إسلامية تمول من أموال الاقباط لتعلم وتشرب أبنائها الكراهية المقدسة ،،، " مؤسسة الأزهر "
    كتبت مقالي اعترافاً بأمي العظيمة ام الشهداء كنيستي القبطية " والشهادة لدينا هي الثبات علي الايمان وليس قتل ونحر واغتصاب الاخر .

    شكرا كنيستي القبطية
نقلا عن الحوار المتمدن