مجدي جورج
اولا:
قلبي بيحزن فعلا علي الكنيسة وعلي شعبها عندما اكتب منتقدا هذا او ذاك ولكنه انتقاد بدافع المحبة لكنيستي وبلدي والحزن اكثر عندما اكتب عن المناكفات الطائفية البغيضة التي يمارسها البعض منا ضد بعضنا البعض فانت تجدهم اسود ضد بعضهم بعضا ولكنهم مع الاخر الذي يكفرهم ليل نهار نعام يدفن راسه في الرمال ويستدعي كل ايات ابتسامه والغفران مع انه جبن وعدم قدرة علي المواجهة حتي بكلمة بسيطة .
ثانيا:
أن نيافة الأنبا أبانوب هو من طالب ترك الخدمة لظروف مرضية، وقدم ورقة بذلك للجنة الايبارشيات التابعة للمجمع المقدس.
ثالثا:
لجنة الايبارشيات قامت بستدعائه بناءً على هذه الورقة التي قدم خلالها استقالته كاسقف عام من المنطقة.
: رابعا
ابونا سمعان ابراهيم مثله مثل كل كاهن ناجح في خدمته ونتيجة غيرة البعض منه اتهم كما اتهم ابونا مكاري يونان وغيرهم بان له ميول بروتستانتية لانه صرخ صرخه عظيمه وقال لقد ضاع المسيح وسط القديسين لانه عندما كان يدخل بيوت البسطاء خصوصا والمسيحيين عموما لا يجد الا صور القديسين والكهنة وغابت عن البيوت صور المسيح وكانت الامنيات والتمنيات والصلوات والطلبات ترفع باسم هذا القديس او ذاك وايضا لانه لم يركن للخدمة العادية من قداسات وعظات وسير قديسين فقط بل كان يستخدم الترانيم والصلوات النارية ومؤتمرات الصلاة التي تجمع الالاف لذا فقد كانت الغيرة شديدة وعدو الخير حاول ابعاده اكثر من مرة ولم ينجح .
خامسا:
ابونا سمعان كان له تلاميذه ومحبيه الذين ساروا علي دربه ولذا عندما جاء الانبا ابانوب لا اعرف من اقنعه بضرورة اعادة الامور كما قالوا الي نصابها واجتثاث هذه البؤرة البروتستانتية ( وكلمة بؤرة واجتثاث وكانها تدل علي انه مركز للجريمة او للمخدرات ) وعندما تم ترشيح شخص يقال انه دكتور وخادم امين ويكرز بالمسيح داخل وخارج مصر اتهم هذا الشخص بانه مع باقي المرشحين انهم تلاميذ ابونا سمعان ولهم نفس ميوله البروتستانتية وانهم ليسوا علي هوي الاسقف وانه رفضهم رغم تزكية بعض الاساقفة الاخرين لهم وهذا ما جعل الانبا ابانوب يلزم قلايته ويقول كما كتب البعض ( اذا لم يكن هناك قيمة من الكلام فان الصمت اكثر ذكاء وحكمة ).
سادسا:
بناء علي ذلك خرجت مظاهرة صغيرة بالامس حمل المتظاهرون فيها صور الانبا ابانوب وسطرت الكلمات وفعلت الهاشتاجات وكتبت البوستات المؤيدة له والمنددة بقداسة البابا والتي حتي لم تذكر اسم البابا بل تكتب انه ال 118
وهذا ليس سلوك مسيحي حقيقي ومن يكتب ويقوم به لا يعرف شيئا عن التربية والتعليم المسيحي الحقيقي ، فمهما وصلت درجة خلافاتنا مع البابا او مع اي اسقف لكن لابد من المخاطبة باحترام والنقد باحترام ومراجعة قرارتهم باحترام ، ومن يفعل ذلك اظنه لا يجرؤ علي انتقاد مجرد نقد لمن يكفره علي المنابر ليل نهار .
تظاهرتم لاجل هذا ولم تجرؤ علي التظاهر في احيان كثيرة يوم ذبح اخوتكم او خطفت نساؤكم او حرقت كنائسكم .
سابعا:
البابا عندما كان الكل معه ويوافقه الراي من جموع الاقباط كنت اول من انتقدته وانتقدناه كثيرا جدا في موقفه مع الدولة في البدايات ورفضه الاعتراف بما يعانيه المسيحيين في مصر مع بدايات حكم السيسي ولكنه بدا يدرك ويصرح فيما بعد بان الاوضاع ليست وردية وذكر بكل صراحة خطف البنات والسيدات القبطيات ونحن نامل انه سيتغير ويغير موقفه ليكون بجانب شعبه دائما .
ثامنا:
اتعجب من هولاء الذين لم ينتقدوا البابا سابقا عندما كان يجب الانتقاد ، يقومون الان بانتقاده علي الخطوات الجملية والصحية والتصحيحية والصحيحة للتقارب مع الطوائف الاخري داخل وخارج مصر ، هولاء الذين يسمون انفسهم حماة الايمان وهم في الحقيقة بتقوقعهم علي ذاتهم وذواتهم سلموا البلد للغزاة البدو .
فرحوا عندما اعاد لهم المغتصب البابا الي كرسيه ولكنهم لم يهتموا لالام الشعب وعذاباته .
المغتصب الغازي واحفاده شجعوا حماة الايمان هذا علي التقوقع والابتعاد عن الوحدة مع الكنائس الاخري خارج مصر لان الغازي خاف من هذه الوحدة ان قامت ستضر به .
الغازي المغتصب شجعنا علي البقاء وحدنا ليستفرد بنا ويحول الالاف بل مئات الالاف بل والملايين عن المسيحية .
ونحن جزلين فرحين بكوننا اصحاب ايمان مستقيم مع ان اخوتنا الكاثوليك لم يكونوا ولن يكونوا اصحاب ايمان معوج كما ان اخوتنا البروتستانت لم يكونوا ولن يكونوا اصحاب ايمان معوج والخلافات بيننا وبين هولاء وهؤلاء لاتكاد تذكر ولكن نافخي الكير المصرين علي العزلة يضخمونها بدلا من محاولة رآب الصدع وازالتها .
تاسعا:
اظن من العيب ان اصبح البعض منا كارثوذكس يخاف علي ايمانه وايمان عائلته من دخول كنيسة بروتستانتية فهل ايماننا هش لهذه الدرجة ؟
وهل البروتستانت يحولونك عن ايمانك ويشترطون ان تمتنع عن كنيستك الأرثوذكسية لو دخلت كنيستهم ؟
وهل حولتك الالاف الخطب الاسلامية التي تسمعها علي مدار حياتك من ميكروفونات المساجد التي تحيط بك في كل مكان او التي تلقي علي مسامعك من الراديو والتلفزيون ووسائل الاعلام المختلفة عن دينك كي تخاف من البروتستانت او الكاثوليك ؟
عاشرا
اذا كنا ندعو الاخر المختلف معنا دينيا الي قبولنا فكيف نرفض وجود اهلنا واخوتنا البروتستانت وكيف نمنع كهنتها من دخول كنائسهم ونمنع قسسهم من دخول كنائسنا مع ان كهنتنا يدخلون المساجد والشيوخ يدخلون كنائسنا ؟
ام ان تسامحنا مع الاخر هو تسامح المضطر ونحن تستاسد علي من هم اضعف منا ؟
حادي عشر :
لاحظت ان هناك بعض نافخي الكير وبعض المصطادين في الماء العكر من صحاب قنوات اليوتيوب الذين لاتهمهم الا مصالحهم الشخصية فلا مصالح الاقباط ولا مصالح الكنيسة تهمتهم بتاتا بل جل ما يبحثون عنه هو زيادة المشاهدات وتحقيق الارباح والمداخيل هولاء يبحثون عن المشاكل كما تبحث عن ابرة وسط القش ليضخموها ويستضيفون هذا وذاك لاشعالها اكثر واكثر وكلما خبئ مشكل وهدأ ايقظوه واشعلوه ثانية لذا احذروا منهم ولا تصدقونهم في كل ما يقولونه بل خذوا كلامهم بحذر وروية .
ايضا اعزلوا المتعصب من وسطكم
اعزلوا من يدعو الي الفرقة والانقسام
وقربوا واقتربوا ممن يدعو الي اللحمة والوئام
فنحن كلنا جسد واحد ، كلنا للمسيح .
وان كنت تظن آنك تدافع عن ايمان كنيستك فإيمان الكنائس التي حولك هو نفس ايمانك تقريبا والقشور فقط هي المختلفه .
اذا كنت تظن نفسك أثناسيوس فلا وجود لاريوس وبدعته الا في مخيلتك انت فقط .
ثاني عشر:
كفانا مناكفات طائفية فلأ البروتستانت خطافين ولا الكاثوليك معتدين بل بدخولهم مصر اضافوا اليها الكثير والكثير من مدارس وارساليات ومستشفيات واذا كانت كنيستنا حافظت علي الايمان في مصر فهم نشروا الايمان في العالم كله فلا فضل لاحد منا علي الاخر .
اخيرا لابد من التخاطب باحترام مع قداسة البابا وتسميته باسمه وليس بكونه رقما .
مشاكلنا تحل داخل الكنيسة وليس بالمظاهرات وتجييش العامة .
الاساقفة الغير ملمين بما حولنا وهم اصلا بلا ثقافة ولا فكر ولا لغات يعرفونها ليتواصلوا مع المختلف عنهم والمتقوقعين حول ذواتهم والذين كونوا فرق ومجموعات ضد قداسة البابا يجب توضيح الامور لهم وليس تجييش الناس خلفهم .