د.أمير فهمى زخارى المنيا
رئيسة دير الشهيد العظيم فيلوباتير أبى سيفين
ان قصتها عجيبة جداً منذ يوم ميلادها عندما تعثرت الام فى الميلاد فذهب الجد للصلاة عند سريع الندهه مار جرجس فولدت القديسة بمعجزة سماوية وظلت المعجزات تلازمها طيلة حياتها.. وذلك لان أسرتها كانت تعيش المسيحية الحقة.. كانت أمها تصلى كل صلوات الاجبية حتى صلاة نصف الليل دون كلل او ملل ورغم كثرة العيال.. وعندما مرضت الام شفيت بمعجزة بيد الست العدرا ومار جرجس وكانت الام تريد فقط ان تكمل رسالتها فى تعليم أولادها المسيحية الحقة..
ولما كبرت فوزية وهذا هو اسم الام ايرينى قبل الرهبنة عرفت حلاوة العشرة مع الله فى بيت كان مفتوحا على السماء بيت من بيوت الاقباط اللى عايشين حياة الصلاة والنعمة ولم يكن غريبا ان ترى العذراء او ان يأتيها ابو سيفين فى رؤيا ويقولوا ان تذهب للدير.. كانت فوزية نذيرة للرب من بطن أمها كما أخبرت بذلك العذراء مريم...
ونقرأ ان أسرتها صامت خمسة عشر يوما حتى يعرفوا إرادة الله فى رغبة الابنة الكبرى للأسرة فى الرهبنة وعرض الاب ان يبنى حجرة لابنته فوق السطح تتعبد فيها ولكن الابنة كانت قد اشتاقت للحياة الرهبانية الحقة فى عصر كانت فيه أديرة الراهبات تعاني من الإهمال...
وفى ١٩٥٣ قرعت باب الدير وبعده بعام ترهبت بعد متاعب جمة والآم كثيرة وصراع مع عدو الخير وتعزيات أيضاً لا حصر لها... كانت ترى القديسين رؤى العيان وتسمع لهم وتتعزى بهم.
وفى عام 1962 رسمها البابا كيرلس السادس رئيسة للدير وهى لها من العمر 26 عاما وكانت مسئولية كبيرة ولكن رجل الله كان يعرف قداسة الراهبة الصغيرة.
وبعد تولى مسئولية الدير نذرت الام ايرينى صلاة وصوما لمدة ثلاثة ايام وفى نهايتها رأت الانبا باخوميوس اب الشركة فى رؤيا وقال لها هناك مخطوط فى مكتبة الديرعن قوانين الشركة لتستعين به وفعلا وجدته وبدأت تطبق قوانين باخوميوس الكبير وبدأ الدير ينهض وقد لاقت متاعب كثيرة لصغر سنها ولكن بنعمة المسيح استطاعت ان تنمو بالدير وتعيد بناءها روحيا ومعماريا وان تبنى للراهبات ديرا فى الساحل الشمالى وصار دير ابو سيفين منارة لكل سائر فى الطريق...
كانت تعانى من أمراض عدة وكانت تقول انه الاستشهاد الابيض اى بدون سفك دم وكانت تتحمل من اجل المسيح...
وفى 31 اكتوبر 2006 انتقلت للسماء بعد سيرة عطرة أعادت لنا ذكرى الاباء الأولين
بركة شفاعتها تكن معنا آمين...
د.أمير فهمى زخارى المنيا