د. أمير فهمى زخارى المنيا
دخل الصوم المعروف بصوم العذراء الى كنيستنا في القرن الثالث عشر. حينما ابتداءت جماعات من النساطرة التشكيك في قداسة امنا العذراء، مما دعا بعض العذاري في دير بالعراق إلى الصوم ثلاثة أيام حتى تهدي العذراء هؤلاء القوم، وفعلا ادي الصوم قصده،  وأصبحت عادة عند الكثير من الشعب في العراق أن يصوم لمدة ثلاثة أيام متوسلين إلى الله بشفاعة أمنا العذراء.

وقد انتقل هذا الصوم من العراق إلى مصر، حيث ابتدأ الشعب يصوم إلى الله متشفعا بأمنا العذراء، فقد ظل هذا الصوم موجودا من القرن الثالث عشر إلى القرن السادس عشر كصوم شعبي غير مقنن، وكان البعض يصوم ثلاثة أيام وآخرون اسبوعا أو اسبوعين أو البعض يصوم الشهر كاملا.

و بظهور حركة التصحيح البروتستانتية في القرن السادس عشر ومحاولات الإطاحة بـ عقيدة الشفاعة رأت الكنيسة أن تقنن صوم العذراء، وقادها الروح القدس لتعيين الأسبوعين الواقعين بين إصعاد جسد امنا العذراء الي السماء وبين الرؤية التي سمح بها الرب يسوع لكي يري جميع الرسل إصعاد جسد أمنا العذراء الى السماء، حيث صام آبائنا الرسل فترة ١٥ يوم ، فسمح لهم الرب برؤية صعود جسد العذراء، ومن هنا أخذت الكنيسة هذه الفترة لتقنين هذا الصوم، واعتبرته صادا لمن يدعي بعدم وجود شفاعة القديسين.

ولكي تثبت في المؤمنين قوة الشفاعة، حيث يستشفع المؤمنين بصلوات وشفاعات والدة الإله الطاهرة القديسة مريم، لكي ترفع صلواتها وتطلب من ابنها الرب يسوع ان يستجيب لصلوات وطلبات شعبه.

والكنيسة تدعوها الأمينة لأنها مؤتمنة على سر التجسد الإلهي وهي ايضا أمينة في الصلاة لمن يستشفع بها، وأمانتها في انها صارت أما للكنيسة التي هي جماعة المؤمنين؛ الذين بالمعمودية صاروا أعضاء في جسد المسيح؛ لتصير امنا العذراء أما للكنيسة كلها. تخدم وتشفع وتصلي وتساند وتسرع في معونة من يستشفع بها.

والى اللقاء فى الجزء الثانى من " صوم السيده العذراء'>حكايه وتاريخ صوم السيده العذراء"وهو " لماذا وضع مجمع أفسس 1 مقدمة قانون الإيمان ؟ نعظمك يا أم النور الحقيقي، ونمجدك أيتها العذراء القديسة" تحياتى...
د. أمير فهمى زخارى المنيا