د. عايدة نصيف
تُعد المحبة إحدى أبرز السمات التى تُميّز شخصية قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، فعندما تولى البابا تواضروس مسئولية القيادة الروحية للكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى عام 2012، وضع المحبة كأساس لخدمته، فكانت توجيهاته وأعماله تركز دائمًا على نشر روح التسامح والوحدة وقبول الآخر. فمحبة قداسته ظهرت فى التواصل مع الشعب بالكنيسة.
منذ البداية، كان لقداسة البابا تواضروس الثانى أسلوبه الخاص فى التواصل مع الشعب القبطى بشكل مباشر وبسيط، يحاول دائمًا أن يكون قريبًا من المؤمنين، سواء عبر لقاءاته المنتظمة، أو من خلال رسائله الأسبوعية، التى يبث فيها روح التشجيع والأمل، ويرى أن المحبة تتجلى فى اهتمامه بالتواصل الشخصى والاستماع إلى مشكلات الشعب وتقديم الحلول الممكنة، مما يعكس اهتمامه العميق بكل فرد فى الكنيسة، صغيرًا كان أم كبيرًا.
وأيضًا نجد محبة قداسته فى التعامل مع الأديان والطوائف، إذ يتميز قداسة البابا تواضروس الثانى بروح منفتحة ومليئة بالمحبة تجاه جميع الطوائف والأديان الأخرى، فقد أظهر قداسة البابا استعدادًا دائمًا للحوار والتعاون مع مختلف المؤسسات الدينية مؤكدًا أهمية العيش المشترك والوحدة الوطنية، ورغم التحديات التى واجهتها الكنيسة القبطية فى السنوات الأخيرة، سعى إلى التقارب مع الجميع، واضعًا مصلحة الوطن فوق أى اعتبار، ومؤكدًا أن المحبة والتسامح هما الطريق للسلام.
بل ظهرت المحبة كقيمة عملية عند قداسته، أى أن للبابا تواضروس فهمًا عميقًا لمعنى المحبة كقيمة عملية يجب تجسيدها فى الحياة اليومية، فهو يشجع باستمرار الجميع على ممارسة المحبة فى حياتهم وعلاقاتهم، وعلى تقديم المساعدة لمن هم فى حاجة، بغض النظر عن اختلافاتهم. ويؤمن بأن المحبة تتطلب التضحية والبذل، وهو ما يظهر جليًا فى رسائله حول العطاء وأهمية مساعدة الفقراء والمحتاجين.
وأيضًا محبة قداسة البابا تواضروس الشباب من السمات التى تميز عهد البابا تواضروس هى اهتمامه الكبير بالشباب، إذ يرى قداسة البابا أن فى الشباب طاقة المجتمع ومستقبله، وقد عمل بجد لتوفير بيئة داعمة لهم داخل الكنيسة، يشجعهم على تحقيق أهدافهم ويحثهم على التمسك بالقيم الروحية والإنسانية.
وقد أسس قداسة البابا العديد من المبادرات والبرامج التى تركز على تطوير قدرات الشباب وتعزيز دورهم فى خدمة الكنيسة والمجتمع، مؤمنًا بأن محبة الشباب ودعمهم هما أحد أسس بناء مستقبل قوى للكنيسة والوطن، ونجد أيضًا محبة قداسة البابا للكنيسة والمجتمع، إذ يحرص قداسة البابا تواضروس على تعزيز الروابط بين الكنيسة والمجتمع، ويؤكد أن الكنيسة ليست مجرد مبنى للعبادة، بل هى جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع.
ويحرص على أن تكون الكنيسة مركزًا للمحبة والسلام والخدمة، ويسعى لتأصيل دور الكنيسة من أن تكون رافدًا للخير والعطاء للجميع، ففى عظاته ومواقفه، يؤكد دائمًا أهمية خدمة الوطن والمجتمع من خلال المحبة.
إن المحبة عند قداسة البابا تواضروس الثانى ليست مجرد صفة، بل هى منهج حياة وقيمة أساسية يؤمن بها ويمارسها، فحياته، وأعماله، ورسائله تعكس محبته الصادقة للناس جميعًا، هذا النهج جعل من قداسة البابا تواضروس مثالًا حيًا للرعاية الحقيقية والحب الصادق، ويترك أثرًا كبيرًا فى قلوب المؤمنين، وجعل من قيادته مصدر إلهام للجميع.
نقلا عن الدستور