أيمن زكى

في مثل هذا اليوم من سنة ٤٧٢ ميلادية تنيح الأب البار المجاهد القديس إيلاريون (هيلاريون) المتوحد 

وكان من أهل غزة. ابنا لأبوين وثنيين وقد أدباه بالعلوم اليونانية، ولما بلغ فيها وفاق أقرانه اشتاق إلى إتقانها، ولم يكن هناك من يوصله إلى غايته. فقصد مدينة الإسكندرية ودخل مدرستها، فحصل منها علي علوم كثيرة، وحركته الغيرة الإلهية إن يدرس علوم المسيحية أيضًا، فطلبها وقراها. 

وكان قداسه البابا ألكسندروس يشرح له ما عسر عليه فهمه، فلم يلبث إن آمن بالسيد المسيح له المجد فعمده الآب البطريرك ونال النعمة الإلهية، وأقام عنده زمانا قليلا، 

ثم قصد القديس العظيم الأنبا أنطونيوس اب جميع الرهبان فلما رآه دهش من عظيم هيبته، وحسن طلعته المشرقة بنعمة الروح القدس. فتخشع قلبه ومال إلى التمسك بسيرة الرهبانية فخلع الثياب العالمية وارتدي ثوب الرهبنة وابتدأ يزاول أعمالها بحرارة زائدة، مقتديا في ذلك بالقديس أنطونيوس معلمه، وبعد زمن يسير بلغه خبر موت والديه فعاد إلى بلده واخذ ما تركاه ووزعه علي الفقراء والمحتاجين. 

ثم دخل أحد أديرة الشام، وهناك سلك في كل باب من النسك مسلكا عظيما. وكان يصوم الأسبوع كاملًا، ويتغذى بالبقول والحشائش. فاستنار عقله وأعطاه الرب نعمة النبوة وعمل الآيات. وبعد مدة من الزمان ترهب القديس أبيفانيوس في هذا الدير، فسلمه رئيسه للقديس إيلاريون. فأدبه بآداب الرهبنة وعلمه علوم الكنيسة، وتنبأ عنه انه سيصير أسقفا علي قبرص. 

وبلغ هذا الآب من العمر ثمانين سنة منها عشر سنين في منزل والده. وسبع سنين في مدينة الإسكندرية. وثلاث وستون سنة في العبادة. ثم تنيح بشيخوخة صالحة مرضية لله، وقد مدحه القديس يوحنا ذهبي الفم في بعض مقالاته وذكره القديس باسيليوس في بعض نسكياته. 

بركه صلاته تكون معنا آمين... 

 

و لآلهنا المجد دائما أبديا آمين...