كمال زاخر
الإثنين 4 نوفمبر 2024
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة مفتاحية:
تمر الكنيسة بلحظة ضاغطة مرتبكة، لها مقدماتها وتراكماتها التاريخية، داخلها وخارجها وحولها، والتى اسهمت فى احتدامها.
وهى كيان راسخ تقليدى له رسالة روحية حمّلها لها مؤسسها، تحرص عليها وتسعى لإنفاذها، بحرص وأمانة شديدين، انعكسا على منهجها فى التعاطى مع مجتمعها الذى ترعاه، ومع متغيراته التى ينتجها حراك الزمن وتطوراته وصراعاته.
وهى مجتمع عماده الإنسان لذا فهو يمر ـ ككائن حى ـ بقمم وقيعان، الأمر الذى يفرض على مدبريها الانتباه لدورها كمنارة هادية بما تملك من ادوات، لعل فى مقدمتها ارشاد الروح القدس، والحرص على تأصيل وحدانية القلب (الفكر) التي للمحبة، كما تردد يومياً فى صلواتها. وهو الأمر الذى إعطى للكنيسة الأولى أن تعلن بجسارة وصدق أن قراراتها لم تأت بإرادة منفردة، بل بشركة وارشاد الروح القدس "لأَنَّهُ قَدْ رَأَى الرُّوحُ الْقُدُسُ وَنَحْنُ ..."، والسؤال هل نملك جسارة القول بهذا، الآن؟. فكثير من متاعب الكنيسة وانشقاقاتها جاءت من تزييف هذه الشركة.
وهى كيان استقرت تخومه (حدوده) الإيمانية، ويلتزم مدبروه القائمين على رعايته بنصيحة سليمان الحكيم "لاَ تَنْقُلِ التُّخْمَ الْقَدِيمَ الَّذِي وَضَعَهُ آبَاؤُكَ"، بغير أن يتخطى الأمر حدود الإيمان ومن ثم العقيدة، وإلا تحول الكيان إلى عبء وقيد على وعى الانسان بايمانه.
والتُّخُم بحسب معاجم اللغة هى المعالم التى يُهتَدَى بها فى الطريق، وقد وضعت الكنيسة لمؤمنيها معالم يهتدون بها فى والى طريق الإيمان فى ترجمة أمينة لما اسسه رب المجد واعلنه تلاميذه ورسله، فى صلواتها الليتورجية (القداس والتسبحة). وكان هذا منهج القديس البابا كيرلس فى ردوده المقتضبة على سائليه فى الأمور الخلافية، فى شرح الايمان او تدبير الكنيسة. بأن يشير اليهم بالعودة الى جملة أو فقرة بصلوات الكنيسة الليتورجية تجيب عليهم وترشدهم.
:::::::::::::::::::::::::::::::::
أرى للخروج من مأزق اللحظة ان يبادر مجمع الكنيسة بمناقشة وحسم الملفات التالية:
ـ مأسسة الكنيسة ادارياً.
ـ عودة دور المدنيين (الأراخنة) المشارك ـ وليس الاستشارى ـ فى ادارة الكنيسة.
ـ ضبط منظومة الرهبنة الديرية.
ـ تأسيس منظومة الرهبنة الخادمة.
ـ ترتيب مرحلة انتقالية بين وجود الراهب فى الدير وبين توليه مسئولية الاسقفية والخدمة فى المجتمع خارجه.
ـ مراجعة وفحص وضبط لائحة المجمع المقدس فيما يتعلق بالنقاط الأتية:
• تحديد المراكز القانونية فيها وتحديد وتوصيف المهام والمسئوليات والالتزامات والعلاقات البينية،
• بيان آليات العمل داخل المجمع،
• ضبط العضوية اكتساباً وانتهاءً، ومناقشة قضية تقاعد الأسقف ـ ادارياً ـ فى ضوء الصلاحيات الذهنية والعمرية، حماية للشخص والخدمة والكنيسة. مع توفير مقومات حياة لائقة لما بعد التقاعد - فى أحد الأديرة أو فى بناية فى حرم الكاتدرائية - تحفظ له رتبته وكرامته وحياته برعاية لائقة. وجدير بالبحث معرفة تجارب الكنائس التقليدية التى سبقتنا فى هذا الأمر. وهذا يتطلب تصويب ما استقر فى العرف السائد بان الاسقف تزوج الايبارشية، والذى يستند الى قول أحادى غير متكرر، فعريس الايبارشيات مجتمعة (الكنيسة) هو الرب يسوع المسيح بحسب الكتاب والتقليد الصحيح.
• وضع (دستور ايمان) يعكف على اعداده نخبة من الأكاديميين الكنسيين الثقاة، يضم كل لعقائد الايمانية التى تعتمدها الكنيسة، تأسيساً على الكتاب المقدس وقوانين المجامع المسكونية والتقليد (المحقق)، بصياغات دقيقة ومعاصرة.
• وضع دستور طقسى، يراجع وينقى الطقوس الكنسية فى دراسة فاحصة، تنقيه من ما تسلل اليها فى فترات الضعف.
::::::::::::::::::::::::::::::::
من صلوات الكنيسة:
::::::::::::::::::::::::::::::::
نسألك أيها المسيح إلهنا:
ثبت أساس الكنيسة
وحدانية القلب التي للمحبة فتتأصل فينا
لينم بر الإيمان سهل، لنا طريق التقوي
الرعاة أضبطهم والذين يرعونهم ثبتهم
أعط بهاءًا للإكليروس، نسكًا للرهبان والراهبات
طهارة للذين في البتولية، حياة صالحة للمتزوجين
رحمة للتائبين، صلاحًا للأغنياء
وداعة للفضلاء، معونة للمساكين
الشيوخ قؤهم، الذين في الحداثة أدبهم
غير المؤمنين ردهم، لتنقض إنقسامات الكنيسة
حل تعاظم أهل البدع، ونحن كلنا احسبنا في وحدانية التقوي.