زهير دعيم
كنتُ واقفًا على شرفة بيتي المُطلّة على الشّارع العامّ كما في كلّ مساء ، حين مرَّ بسيارته الفارهة ثمّ ما لبث وألقى بعلبة كوكا كولا فارغة عبر نافذة سيّارته.
وآخر لا يحلو له إلّا ان يلقيَ ببقايا سيجارة مشتعلة على الشارع ويمرّ وكأن شيئًا لم يكن ، وذاك بقايا رغيف فلافل وآخَر....
حقيقة أصبحت هذه الامور جزءًا من حياتنا ، بل كانت وما زالت نهجًا وموضة.
والأدهى والأمرّ هو أن تجد في أحضان طبيعتنا البكر وفي طرقات بلداتنا البعيدة أكوامًا من النُّفايات مرمية في أكياس تعجُّ بشقف الباطون والقصارة والمواسير والبلاستيك رماها هناك عمّالنا الذين يشتغلون بالتصليحات في البيوت ، فيحملها من كريات آتا ليرميَ بها ليلًا بين عبلين وطمرة وبين عبلّين وشفاعمرو وفي احضان الطبيعة، فيُنكّر العندليب والرّقطية وحتّى أبن آوى !!!
والسؤال المطروح بلجاجة هو : هل يتجرّأ شبابنا ويفعلها في مدينة رمات غان لا بل في شوارع كريات موتسكين ؟!!
لا أظنّ ذلك .
فلماذا إذًا يفعلونها في بلداتنا ؟
" إنّه لا يجد عينًا حمراء " كما قال لي أحد الأصدقاء ، وأنّه لا يهاب ولا يخاف أن يراه شرطي فيدفع من جيبه غرامة مالية تُتعب جزدانه ورخصة سواقته .
القضية صدّقوني ليست علبة كولا هنا وكمامة هناك ، فشوارعنا ليست شوارع ميونيخ أو باريس ، فهي أبدًا ودومًا تعانق مثل هذه الامور الى أن تأتي زخّات مطر السماء أحيانًا فتجرفها الى حيث لا ندري.
انّما القضية هي " الاخلاق الجميلة " التي لا نزرعها في نفوس أطفالنا وشبابنا - ولا أريد أن أُعمّم – فمثل هذه الامور هي تربية وأخلاقيات يجب ان نرضعها مع الحليب.
فمتى يا ترى سنرى الكلّ يحمل علبة الكولا الفارغة الى أن يجد حاوية للقمامة فيضعها داخلها برفق.
ومتى سنرى هذه الاكياس من القمامة تطير الى غير رجعة من طبيعتنا وشوارع بلداتنا البعيدة والمعتمة ؟
أتراني أحلم ؟!!!!