Oliver كتبها
الله خلق لكل إنسان روحاً واحدة و جسد واحد لحياة واحدة تنتهي بيوم واحد للدينونة للجميع و مكافأة أبدية للأبرار.
أفلاطون هو الذى علم أن الأرواح البشرية '> الأرواح البشرية كانت موجودة سابقًا في عالم مثالي و بطريقة ما ارتكبت هذه الأرواح بعض الخطايا وسقطت من العالم المثالى و نزلت إلى الأرض حيث وضعت في أجساد مادية كعقاب. و قد كانت فكرة بشرية مؤثرة في الفسلفة اليونانية .خفتت مع إنتشار المسيحية. و هذه بداية الخطأ أن نعتبر أن وجود الروح في الجسد عقاب لها.فالرب الخالق نفخ الروح فى آدم قبل أن يسقط.فالروح الإنسانية سبب الحياة للجسد و ليس وجودها بالجسد عقاباً.
لم يعلم أحد من المعلمين الكبار في الكنيسة أي شيء يخص هذه الفكرة غير الصحيحة.كانوا دوما واعين لإنتقاء ما يصلح من الفلسفة و استبعاد بقيتها.مع وجود إتهام لأوريجانوس بأنه روج لهذه الفكرة و هى تهمة تتطلب مزيدا من البحث.
كتابنا المقدس ينفي تناسخ الأرواح أو سكني الروح الواحدة في جسدين .إنها ضد الكتاب و ضد العدل الإلهى معاً. إذ وضع للناس أن يموتوا (مرة واحدة) ثم بعد ذلك الدينونة.عب9: 27 و الموت مرة واحدة أى فراق الروح للجسد مرة واحدة. بالتالي من يزعمون أن الروح تسكن جسدا جديدا و تعيش معه فيه على الأرض معناه أن هذه الروح فارقت الجسد أكثر من مرة .مرة مع الجسد الأول و مرة مع الجسد الثانى و هذا ضد الكتاب المقدس.
كما أن الروح متى فارقت الجسد لا تتجول و تبحث لنفسها عن جسد آخر بل تعود مباشرة إلى خالقها.ففى نفس اليوم الذى مات فيه اللص علي الصليب هو نفس اليوم الذى صار فيه في الفردوس لو23: 43
لو كانت الروح يمكن أن تعيش حياة أخري في جسد آخر فلماذا مات المسيح؟ ما دامت الأجساد يمكن أن تتبدل بأجساد أخري و نفس الروح تسكنها. إن قضية تناسخ الأرواح ضد عقيدة الفداء.
لو كانت الأرواح تتناسخ فلماذا إستبقي الله أخنوخ و إيليا إلى خدمة لاحقة .لماذا لم يجعلهما يموتا مثل بقية الناس ما دامت أرواحهما يمكن أن تسكن أجسادا أخرى.
كل ظهورات القديسين و على رأسهم السيدة العذراء تثبت أن أرواحهم لم تسكن أناساً آخرين بل ما زالت أرواحهم تمثلهم وحدهم دون مشاركة و أنها باقية تنتظر يوم الدينونة و لم تسكن غيرهم.
كل معجزات إقامة الموتي في الكتاب المقدس دليل دامغ أن نفس الأرواح عادت لنفس الأجساد دون تغيير.
البعض يستغل طلبة إليشع النبي عند إصعاد إيليا أن يأخذ روحين من إيليا و هى ضد التناسخ و ليست مع التناسخ. أولا لا يوجد إنسان له روحين حتى يطلب إليشع الروحين من إيليا.حتى أفلاطون لم يعلم أن للإنسان روحان.ثانياً إيليا لم يمت بل أُصعِد حياً فلو كان إليشع يقصد (حرفياً ) أن يأخذ روحين من إيليا لكان إيليا قد مات لو فارقته روحه.إذن لم يكن يقصد أن يأخذ روحه حرفياً بل محبة إيليا الملتهبة وإيمانه القوى.حتى رأى إليشع أنه محتاج لتضاعف هذه الصفات فيه ليكمل خدمة الله التى بدأها إيليا هناك.لذلك طلب روحين أى ضعف إيمان إيليا و قوته الروحية.بنفس المعني نفهم ما قاله الرب يسوع عن يوحنا المعمدان أنه (إيليا قد جاء و عملوا به كل ما أرادوا ) مت17: 10-13 .و مرة ثانية هذا ليس تناسخ لأن إيليا ما زال حياً لم تفارقه روحه.إنما يعني قول مخلصنا أن يوحنا المعمدان كانت له صفات شبيهة بخدمة إيليا النارية.
أما بشأن العدل الإلهى : فإن سكنت الروح في جسد آخر فعن أي جسد ستحاسب؟ و لو كان الجسد الأول شرير و الثاني بار فكيف سيكون موقف الروح فى الدينونة؟ ثم أن الإنسان سيحاسب بالجسد و النفس و الروح.أى أن الأبرار يستردون أرواحهم في الأبدية و يتنعمون بالروح و بالجسد.و الأشرار يستردون أرواحهم و يتعذبون بالروح و بالجسد.فحين تعود الروح إلى الجسد فإلي جسد تعود؟ و إذا سكنت عدة أجساد فهى ستعود لواحد منها فماذا ستفعل بقية الأجساد التى بلا روح؟
الغني الغبي كان يتعذب.كانت روحه تتعذب لأن جسده صار تراباً.مما يعني أن الروح ستدان مع الجسد الذى لنفس الإنسان.بالتالي لا يمكن أن تسكن الروح جسدا آخر و تدان مرتين أو ثلاث أو أى عدد آخر.لأننا حسب الإنجيل نؤمن بدينونة واحدة لأجل المصير النهائي فإذا قلنا أن الروح تسكن جسدا جديدا فهذا يعني أنها ستدان مرتين و هو ما لا يتفق مع كلمة الله.
كذلك ضد العدل أن تسكن روح إنسان شريرة في شخص برئ لم يعرف الخير و لا الشر بعد.إنها حتما ستقوده للهلاك فما ذنبه.العدل الإلهى يحتم أن يصبح الإنسان مسئولاً عما فعله و ليس ما فعلته روح إنسان آخر تسكنه.هذه خرافات.
لو كان هناك تاسخ فهو ضد العدل أيضاً. ما ذنب جسد جاءته روح من إنسان شرير.و ما هى مكافأته لو سكنته روح كانت تعيش فى إنسان بار مسبقاً.إن زواج روح واحدة لجسدين باطل.
منذ بدء التاريخ البشري لم يُسمع أن أحدا قال للناس أن روحه ليست روحه و أنها جاءته من شخص آخر مات و أنه صار يفكر و يعيش بخبرات روح إنسان آخر.و لا سمعنا عن روح إنسان أخبرته أين كانت فيما قبل و ماذا فعلت؟ فإن من يؤمنون بتناسخ الأرواح يكتفون بالإدعاء أن هذه هى الحقيقة لكنهم لم يثبتوها و لو مرة. بينما الذين يؤمنون بالمسيح لديهم براهين روحية إختبروها عن الموت الواحد و القيامة الواحدة و الروح الإنسانية الواحدة للجسد الواحد.