حالة من عدم الارتياح بين السياسيين الألمان، عقب إعلان فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، بانتخابات الرئاسة الأمريكية والعودة للبيت الأبيض في ولاية ثانية قطعتها ولاية الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن.
تنسيق بين ألمانيا وفرنسا
وترغب ألمانيا وفرنسا في التعاون بشكل أوثق، في ضوء فوز الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات، وأعلن المستشار أولاف شولتس عن إجراء مشاورات وثيقة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، ستيفن هيبشتريت، إن شولتس وماكرون تحدثا عبر الهاتف في الصباح حول الانتخابات الرئاسية الأمريكية، واتفقا على التنسيق الوثيق مع بعضهما البعض.
واقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أيضًا أن تقوم الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي بتنسيق استراتيجياتها الخاصة لتعزيز أوروبا بعد فوز ترامب.
عواقب الانتخابات الأمريكية
بعد فوز دونالد ترامب، يسافر وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إلى باريس لإجراء مشاورات مع زميله الفرنسي سيباستيان ليكورنو.
وقالت الوزارة الفرنسية إنه من المتوقع أن يصل بيستوريوس إلى مقر وزارة الدفاع مساء اليوم، من المقرر أن يصدر الاثنان بيانًا صحفيًا.
وتهدف المحادثات إلى التركيز على عواقب الانتخابات الأمريكية، وعلى وجه الخصوص، سوف يتعلق الأمر بالدعم المستقبلي لأوكرانيا في الدفاع عن نفسها ضد الحرب الروسية، فضلاً عن السياسة الدفاعية الأوروبية في ضوء تغير السلطة في واشنطن.
الاعتماد على ألمانيا
أما على مستوى الرئيس الألماني فرانك فالتر شتانماير، فقد هنّآ المرشح الرئاسي الأمريكي على نجاحه في الانتخابات مع الإشارة إلى التاريخ الطويل للتعاون بين ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية.
وقال "شتاينماير" في رسالة تهنئة إلى ترامب: "في عالم مضطرب ومليء بالصراعات وعدم اليقين، فإن التعاون له قيمة وقوة عظيمتين، على المستوى الثنائي وكشركاء في حلف شمال الأطلسي والأمم المتحدة، يمكنكم الاعتماد على ألمانيا كشريك قوي إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية".
ضغوط أكبر
بدوره افترض زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي لارس كلينجبيل أن أوروبا وألمانيا سوف تتعرضان لضغوط أكبر، وخاصة فيما يتعلق بقضايا السياسة الأمنية، قائلاً: "علينا أن نستخلص النتائج بسرعة، وهذا يعني المزيد من المسؤولية".
زيادة القيود
وتتطلع رابطة التجارة الخارجية "BGA" إلى رئاسة أخرى لدونالد ترامب مع بعض التوتر، وحذّر رئيس الرابطة الفيدرالية، ديرك جاندورا، من أن العالم يحتاج إلى قيود تجارية أقل، وليس أكثر.
وذكر على وجه التحديد التعريفات الجمركية على الواردات التي هدد بها ترامب خلال الحملة الانتخابية.
يوم أسود للعالم
يشعر اليساريون بالقلق، من فوز ترامب بالانتخابات الأمريكية، إذ أعرب رئيسا مجموعة "دي لينك" في البرلمان الألماني "البوندستاج"، هايدي رايشينك وسورين بيلمان، عن صدمتهما من فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ووصفه بـ"يوم أسود للعالم".
وحذّر كلاهما من أن "ترامب كان رئيسًا لا يمكن التنبؤ بتصرفاته وسيظل كذلك مرة أخرى، فهو ليس لديه مصلحة في التعاون الدولي على قدم المساواة ولا في الحلول الدبلوماسية".
تحديات ليس لها مثيل
من ناحيته أدلى ماركوس سودر، رئيس الاتحاد الاجتماعي المسيحي، بتصريح مماثل: "يجب أن تتغير بعض الأشياء بالنسبة لألمانيا الآن".
وقال "سودر" إن الولايات المتحدة تظل أهم شريك لألمانيا، لكننا نواجه تحديات لم يسبق لها مثيل، مطالبًا بتعزيز هائل للجيش الألماني وتحديث كامل للاقتصاد الألماني، مع ضرائب وأسعار طاقة مماثلة لتلك الموجودة في الولايات المتحدة.
أصعب لحظة اقتصاديا
من وجهة نظر الخبراء في معهد كيل للاقتصاد العالمي، فإن فوز دونالد ترامب في الانتخابات يمكن أن يتطور إلى أصعب لحظة اقتصادية في تاريخ الجمهورية الفيدرالية، إضافة إلى الأزمة الهيكلية الداخلية الحالية.
وقال موريتز شولاريك، رئيس المعهد: "تواجه ألمانيا تحديات هائلة في مجال التجارة الخارجية والسياسة الأمنية، وهي تحديات لسنا مستعدين لها".
وأشار إلى التهديد بفرض المزيد من الرسوم الجمركية وقيود الاستيراد التي أعلنها ترامب مرارًا وتكرارًا خلال حملته الانتخابية.
