كتب - محرر الاقباط متحدون ر.ص
وجه الكاتب ايمن السميري، رسالة عبر حسابه الرسمي على فيسبوك، بعنوان "أصلح الله أمر مولانا الأمير ترامب"، وجاء بنصها :   

فوز الجمهوريون بأغلبية المقاعد في الكونجرس الأمريكي بغرفتيه "الشيوخ" و"النواب"، يمنح ترامب فرصة استثنائية ليكون أحد أقوى رؤساء أمريكا خلال فترته الثانية.

لا أحب استخدام مفردة العصور الوسطى "الولاية الأولى" "الولاية الثانية" لأن النظم المدنية الديمقراطية الحديثة لا تعترف بمثل هذه المصطلحات، فلا يوجد شيء اسمه ولاية ووالي، وولي الأمر، وربنا يولي من يصلح، والمُلك لمن يشاء سعيد الحظ، والراعي والرعية، ومثل هذا العطن البلاغي المحنط فاقد الدلالة الذي يصلح ربما لعقل قبيلة أو عشيرة وليس دولة مدنية عصرية.

الرب لا يولي أحد إلّا في منطقتنا
الرب لا يعين حكاما إلّا في منطقة الشرق الأوسط
لا يوجد شيء اسمه المُلك إلا في منطقتنا
الراعي  هو حادي الأغنام والرعية محض خراف هائمة بلا عقل.

هناك موظف عام تم انتخابه من شعبه، وهيقدم كشف حساب لنفس الشعب. الآلهة والأرباب والمشايخ والقوى العلوية والسفلية ملهاش دخل بالـ HR وتعيين الحكام، وكان أولى بها أن ترى أطفال غزة، ولو على الجزيرة مباشر.

لا فيه والي، ولا يولي من يصلح، ولا يؤتي المُلك من يشاء. دي كلها مصطلحات تتبرك في صلواتك، وفي العيد الكبير… إنما إدارة الدول شأن آخر..

هتقول لي بس هي اسمها الولايات المتحدة الأمريكية! … دا صحيح بس ولاية State هنا تعبير عن تقسيم إداري مدني، وبيرأسها حاكم منتخب وليس والي يعينه خليفه أو يوليه الرب دينيا… فارق دلالي ومعرفي هائل.

دي توشيحات وأكليشهات بنستخدمها عندنا بس كأحاجي دينية   تناسب مخ عقل القرون الوسطى المتليف، وللأسف الإعلام عندنا بيستخدمها عادي بمنتهى الأريحية، وكمان ناس يسموا نفسهم محللين، بيقعدوا في الاستديو يقولك "الولاية الأولى"مع إن أول درس في التحليل المنهجي هو ضبط المصطلحات لتعبر عن مُقتضى الحال دلاليا. حتى معلق الكورة يقول لك الولاية الأولى للمدرب كولر.

العطب يبدأ من ألغام اللغة، والوعي المحتل بأحاجي الدين، وتحويل اللغة إلى مطية للمُعتقد، وهو ما يحدث بكل بجاحة في التعليم والإعلام والخطاب العام.

مع علينا… عادتي ولا هشتريها أخرم  من نزلة مؤسسة الزكاة على موضوع فرعي، وأسيب الدائري السالك،  والموضوع اللي هو زتونة الحكاية، واللي أنا معطل مصالحي، وقافل القهوة بالزباين عشانه.

كنا بنقول في مبتدا الكلام:

فوز الجمهوريون بأغلبية المقاعد في الكونجرس الأمريكي بغرفتيه "الشيوخ" و"النواب"، يمنح ترامب فرصة استثنائية ليكون أحد أقوى رؤساء أمريكا.

في الفترة الأولى  لترامب ٢٠١٦-٢٠٢٠ كان ترامب أغلب الوقت رئيس مشلول، كان الكونجرس بغرفتيه تقريبًا بأغلبية من الحزب الديمقراطي، وكان دايمًا الكونجرس ونانسي بيلوسي بالذات، واقفين له زي اللقمة في الزور.

المرة دي الكونجرس بغرفتيه النواب Representatives ومجلس الشيوخ الـ Senates كلهم من الحزب الجمهوري، ومن هنا هيصبح تمرير سياسات ترامب أمر أكثر سلاسة.

طيب هل دي حاجة حلوة ولا ووحشه؟
الحقيقة هي حاجة حلوة ووحشة!

حلوة للمواطن الأمريكي إن وعود زي زيادة الرفاه الاجتماعي وخفض الضرائب على الدخل، وزيادة مميزات برامج التقاعد، ودعم الرعاية الصحية وغيرها من حزم التحول اللي بتستهدف الطبقة الوسطى عريضة الطيف، الوعود دي ممكن تلاقي طريقها للتنفيذ من الموازنة الفيدرالية من غير ممانعة ولا عراقيل الحزب الديمقراطي.

خارجيا كمان ترامب عنده مجموعة رهانات ثورية زي إجراءات الحماية الجمركية اللي بتستهدف الصين بالأساس، لكن برضه أوروبا هتتعور معاها.

زي كمان فكرة ترامب عن إعادة النظر في موضوع إن أمريكا تبقى شرطي العالم، وتحديدًا التكاليف الكبيرة لزعامتها لحلف الأطلنطي، وفكرة الانسحاب أكثر للداخل واللي عايزني يدفع.

سياسات زي تجفيف وترطيب مناطق النزاع وتحويلها إلى مزايا نسبية. أظن كلنا ضحكنا من تصورات ترامب عن غزة، وإنه إزاي عايز يحولها لموناكو، أو مونت كارلو، ويخلي أهلها أصحاب أعمال أثرياء…  طيب أوي أبو حنان…. ما يعرفش إن البيريل حرام في المنطقة، وإن غزة لسنوات كانت إمارة دينية…!

هي دي طريقة تفكير ترامب … مدير تنفيذي… كبير السوق…  واقف قدام ماكيت كبير للعالم وعمال يشوف هيعمل اللاندسكيب فين، وهيشطب أودة النوم الرئيسية إزاي، وهيفرش بكام.

صفقات صفقات.. ديلز… مواءمات… كسبني وأكسبك

طيب نرجع للفرضية الأولى
إطلاق يد ترامب ومن خلفه الكونجرس في مجلس إدارة العالم إيه أضراره المحتملة؟

داخليا على المدى المتوسط ممكن مع أي فشل للسياسات دي، الحزب الجمهوري بسرعة يفقد زخم الدعم بشكل سريع لصالح الديمقراطيين داخليا وكمان خارجيا

انفراد ترامب بالقرار بأجندته اليمينية المعادية لموضوعات زي البيئة والهجرة والإجهاض والمثلية وغيرها، ممكن يرفع  من معدلات الشعبوية، واتجاه بوصلة العالم ناحية اليمين والتطرف أكثر فأكثر، وظهور نزعات التفوق Supremacy مرة أخرى، وما يتبعها من تحلل للقيم اللي الأباء المؤسسون بنوا عليها أمريكا، والدستور الأمريكي.

وقريب جدا ممكن نسمع عن ارتدادات لفوز ترامب خارجيًا، من صعود لليمين في أوروبا ومن ثم العداء للمهاجرين، وتبني سياسات ذات مرجعية قومية أكثر.

إزاي تستفيد مصر من وجود ترامب؟

دا سؤال لولبي أعتقد مؤسستنا الدبلوماسية وكمان مؤسسات المعلومات، ورجال الظل، ومطبخ المصائر، عندهم إجابات  عليه، مع الوضع في الاعتبار إن كل شيء بتمنه Win Win

وشخصيا ما عنديش مانع نلعب ونفرق الورق كمان على الترابيزة، بس بلدنا تستفيد، بعيدًا عن التشنج، والصراخ القومجي والشعبوية، ومناضلو وقفات السلالم،  والتأسلم الابتزازي.

مصالحنا أولًا وأخيرًا
مصالحنا قبل كل شيء وفوق كل شيء.
مصر وبس

نكمل بعدين عشان رونا دخلت وعايزاني أعمل لها مركب ورق، وأنا ناسي إزاي كنت بأعمله وأنا صغير… ودا عيبه..

لازم تفضل جاهز وتفضل فاكر إزاي تعمل مركب ومدفع وفخ وطيارة خيطها دايمًا معاك، وكيكا على العالي.

خد لك سيف
فرّق يا عم … وإديني البنت وبعده الشايب.