محرر الأقباط متحدون
في بيانها الختامي القمة العالمية لقادة ورموز الأديان تشيد بوثيقة نداء الضمير بيان أبوظبي المشترك وتؤكِّد دعمها لجناح الأديان في COP29

اختتمت في العاصمة الأذربيجانيَّة باكو، أعمال القمة العالمية لقادة ورموز الأديان التي تنظمها إدارة مسلمي القوقاز، بالتَّعاون مع مجلس حكماء المسلمين، ورئاسة مؤتمر الأطرافCOP29، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، واللجنة الحكوميَّة للمؤسسات الدينية في أذربيجان تحت رعاية فخامة الرئيس إلهام علييف رئيس جمهورية أذربيجان، وبمشاركة وحضور ٣٠٠ من قادة الأديان العالمية البارزين، وممثلي الحكومات الأجنبية، وكبار المسؤولين في الأمم المتحدة، ورؤساء المنظمات الدولية والعلماء والشخصيات الدينية.

وأشاد البيان الختامي للقمة، بوثيقة "الأخوَّة الإنسانية من أجل السلام العالمي والتعايش المشترك"، التي وقَّعها فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، في أبوظبي في ٤ شباط فبراير ٢٠١٩ ودورها الكبير في تعزيز الحوار والتعاون المشترك بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة وترسيخ قيم التعايش والتسامح والإخاء الإنساني، كما رحَّب القادة المشاركون بوثيقة "نداء الضمير: بيان أبوظبي المشترك لقادة ورموز الأديان من أجل المناخ" ، الذي تم توقيعه في عام ٢٠٢٣ في القمة العالمية لقادة الأديان COP28 في أبوظبي؛ التي نظَّمها مجلس حكماء المسلمين بالتعاون مع وزارة التسامح والتعايش بدولة الإمارات العربيَّة المتحدة ورئاسة COP28، مؤكدًا دعم القمة لـ"جناح الأديان" الذي ينظِّمه مجلس حكماء المسلمين، في إطار مؤتمر الأطراف COP29 باعتباره منصة للحوار بين الزعماء الدينيين من أجل إيجاد حلول فعالة لمشكلات المناخ.

وأعرب المشاركون في القمة العالمية لقادة ورموز الأديان من أجل المناخ، عن قلقهم العميق إزاء تغير المناخ العالمي، وفقدان التنوع البيولوجي والتصحر، والجفاف وتدهور الأراضي، وحرائق الغابات والتلوث البيئي، والأمن الغذائي، وندرة المياه، والصراعات المسلحة المدمرة، وأعمال الإرهاب، والعنف على أسس دينية وعرقية، التي أسفرت عن سقوط ضحايا أبرياء وحدوث كوارث بيئية، ونهب وتدمير التراث الثقافي والديني، فضلًا عن العواقب الوخيمة لأعمال الإبادة البيئيَّة وسياسات إبادة المدن لمكافحة تغير المناخ.

ووجَّه قادة ورموز الأديان نداء إلى الدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP29، أكَّدوا خلاله الحاجة الكبيرة إلى الإصلاح الروحي والتعزيز الأخلاقي للبشرية، وذلك من خلال غرس الاحترام والرعاية للطبيعة وجميع المخلوقات في قلوب الناس، وتعزيز مفهوم حرمة البيئة وقدسيتها، مشيرين إلى دعمهم خطط وبرامج العمل الملموسة التي اعتمدها مؤتمر الأطراف COP28، لمعالجة الأزمات والتَّهديدات البيئية التي يواجهها العالم، وتطلعهم للمشاركة الفعالة في تنفيذ هذه التوجهات للتَّخفيف من أزمة المناخ العالمية.

كما دعا قادة الأديان إلى ضرورة تعزيز الجهود المشتركة للقادة السياسيين والاجتماعيين والدينيين في معالجة القضايا البيئية وتغير المناخ وتعزيز الحوار العالمي، ووضع الجوانب المعنويَّة والأخلاقيَّة كمحور رئيس في المناقشات المناخية العالمية خلال مؤتمر الأطراف COP29، معربين عن استعدادهم لتأسيس مجلس استشاري دائم لقادة الأديان لدى الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ؛ حيث يقوم هذا المجلس بتنفيذ مشروعات ومبادرات رائدة ترتكز إلى المسؤولية الأخلاقيَّة والدينيَّة تجاه البيئة ومواردها الطبيعية، ونشر الوعي البيئي من خلال الخطابات الدينية، وتعزيز الأساس الأيديولوجي لمعالجة قضايا المناخ، بما يسهم في دعم الجهود العالمية للعمل المناخي.

وفي سياق متصل وجَّه قادة الأديان رسالة شكر وتقدير إلى فخامة الرئيس إلهام علييف، رئيس جمهورية أذربيجان، لدعمه المتواصل للمبادرات البيئية والإنسانية، وإعلانه عام ٢٠٢٤ "عام التضامن من أجل عالم أخضر"، هذه المبادرة العالمية التي تعكس التزام أذربيجان بحماية البيئة وتعزيز التضامن الإنساني من أجل بناء مستقبل مستدام، مشيدين بالنموذج الرائد الذي تقدمه أذربيجان في مواجهة التحديات وتحقيق السلام والوحدة وتعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، وترسيخ ثقافة الأخوة الإنسانيَّة وقيم السلام والتسامح حول العالم.

واختتم المشاركون بتوجيه دعوة إلى الدول والمنظمات الدولية والإقليمية والدينية والعامة وقادة الأديان، لحشد الدعم العالمي لجعل رؤية المستقبل أكثر استدامة حقيقة واقعة؛ والاعتراف بقدسية الحياة البشرية والطبيعة، بالإضافة إلى تعزيز عملية شاملة في مكافحة تغير المناخ مع التركيز بشكل خاص على إشراك ممثلي الديانات والمعتقدات المختلفة وصناع السياسات والعلماء والنساء والشباب والسكان الأصليين والمجتمعات المحلية والمجتمع المدني ودوائر الأعمال وأصحاب المصلحة الآخرين في دعم وتنفيذ الأهداف طويلة الأمد لاتفاق باريس للمناخ بما في ذلك تفادي ارتفاع درجة حرارة الأرض مستوى ١٠٥ درجة مئوية، كذلك المساهمة في أجندة السلام العالمي وإنهاء الصِّراعات المسلحة والعنف المتطرف التي تعوق الجهود الجماعية لمكافحة تغير المناخ، وتشجيع تعليم الشباب في مجال المواطنة المتساوية والأخوة الإنسانية، ودعم حماية التنوع الديني والثقافي والعرقي واحترامه وتعزيز الممارسات البيئية القائمة على القيم الروحية والأخلاقية للأديان كافة.