كتب - محرر الاقباط متحدون
وجه المفكر والطبيب خالد منتصر رسالة بعنوان " ماذا سيحدث للاقتصاد عندهم وعندنا بعد ترامب؟"، وذلك عبر حسابه على فيسبوك ، وجاء بنصها : 
 
الأمريكان انتخبوا ترامب لأسباب اقتصادية وليس لأسباب سياسية كما نتخيل، الاقتصاد هو الصنم الذي تقدم له القرابين، هو الآمر الناهي، له الكلمة العليا، المواطن الأمريكي يريد سعر بنزين أقل وضرائب أقل ومستوى رفاهية أعلى، لا يهتم بما يحدث في أوكرانيا ولا غزه ولا لبنان وأحياناً لا يعرف أماكنهم على  الخريطة!، بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، من المتوقع أن تشهد الولايات المتحدة تحولات اقتصادية ملحوظة بناءً على سياساته المعلنة خلال حملته الانتخابية. فيما يلي أبرز هذه التحولات:
 
1. السياسات الضريبية:
 • خفض الضرائب: يعتزم ترامب تمديد التخفيضات الضريبية التي أُقرت في عام 2017، مع التركيز على تقليل الضرائب على الشركات والأفراد ذوي الدخل المرتفع.
 
 • إلغاء بعض الضرائب: تعهد بإلغاء الضرائب على الضمان الاجتماعي ، رغم التحذيرات من تأثير ذلك على زيادة العجز المالي. 
 
2. التجارة والتعريفات الجمركية:
 • زيادة التعريفات الجمركية: يخطط ترامب لفرض تعريفات جديدة على الواردات، خاصة من الصين، بهدف حماية الصناعات الأمريكية وتعزيز الإنتاج المحلي. 
 
3. الطاقة والبيئة:
 • تعزيز الوقود الأحفوري: يعتزم ترامب إلغاء سياسات إدارة بايدن التي تدعم الطاقة المتجددة، مع التركيز على زيادة إنتاج النفط والغاز والفحم.
 
 • الانسحاب من اتفاقيات المناخ: يخطط للانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ وإلغاء قانون خفض التضخم، مما قد يؤثر على الجهود العالمية لمكافحة التغير المناخي. 
 
4. الهجرة:
 • تشديد سياسات الهجرة: يهدف ترامب إلى تنفيذ عمليات ترحيل واسعة للمهاجرين غير الشرعيين، وإلغاء سياسات “القبض والإفراج”، وإنهاء منح الجنسية بالولادة.
 
 وتُعد سياسة الحد من الهجرة التي يعتزم الرئيس دونالد ترامب تطبيقها ذات تأثيرات متعددة على سوق العمل في الولايات المتحدة. فيما يلي أبرز هذه التأثيرات:
 
أ. نقص في اليد العاملة:
 • القطاعات المتأثرة: يعتمد العديد من القطاعات، مثل البناء والزراعة والخدمات، بشكل كبير على العمالة المهاجرة. تشير التقارير إلى أن المهاجرين يمثلون حوالي 14% من سكان الولايات المتحدة في عام 2022، مع نسبة كبيرة منهم تعمل في هذه القطاعات. 
 • تأثير الترحيل: قد يؤدي ترحيل أعداد كبيرة من المهاجرين غير الشرعيين إلى نقص حاد في العمالة، مما يزيد من تكاليف الإنتاج ويؤثر سلبًا على الاقتصاد. 
 
ب. ارتفاع تكاليف الأجور:
 • زيادة الطلب على العمالة المحلية: مع تقليل عدد المهاجرين، قد يزداد الطلب على العمالة المحلية، مما يدفع الأجور إلى الارتفاع.
 • تأثير على تكاليف الإنتاج: ارتفاع الأجور قد يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج، وبالتالي ارتفاع أسعار السلع والخدمات.
 
ج. تأثير على ريادة الأعمال:
 • دور المهاجرين في الاقتصاد: أظهرت الدراسات أن المهاجرين أكثر احتمالية بنسبة 80% ليصبحوا رواد أعمال مقارنة بالعمال المولودين في الولايات المتحدة. 
 • تأثير السياسات التقييدية: قد تؤدي سياسات الحد من الهجرة إلى تقليل عدد الشركات الناشئة، مما يؤثر على الابتكار والنمو الاقتصادي.
 
د. تأثير على الاقتصاد الكلي:
 • تراجع النمو الاقتصادي: قد يؤدي تقليل الهجرة إلى تباطؤ النمو الاقتصادي، حيث يسهم المهاجرون في زيادة الإنتاجية والطلب على السلع والخدمات.
 
 • تأثير على الميزانية الفيدرالية: تشير التقديرات إلى أن المهاجرين يساهمون بشكل إيجابي في الميزانية الفيدرالية، حيث بلغت مساهمتهم نحو 37.5 مليار دولار بين عامي 2005 و2019. 
 
بشكل عام، قد تؤدي سياسات الحد من الهجرة إلى تحديات في سوق العمل الأمريكي، مع تأثيرات سلبية محتملة على الاقتصاد الكلي والقطاعات المعتمدة على العمالة المهاجرة.
 
5. الإنفاق الحكومي والعجز المالي:
 • زيادة العجز المالي: من المتوقع أن تؤدي سياسات ترامب، مثل خفض الضرائب وزيادة الإنفاق العسكري، إلى ارتفاع العجز المالي، حيث قد يصل إلى مستويات غير مسبوقة.
 
6. السياسات الاجتماعية:
 • تغييرات في التعليم: يخطط ترامب لإدخال إصلاحات في النظام التعليمي تركز على القيم الوطنية، مع تقليل التمويل للبرامج التي تدعم التحولات الجندرية.
 
 • تشديد العقوبات الجنائية: يعتزم فرض عقوبات أكثر صرامة على تجار المخدرات ومهربي الأطفال، بما في ذلك تطبيق عقوبة الإعدام. 
 
هذه السياسات قد تؤدي إلى تغييرات جوهرية في الاقتصاد الأمريكي، مع تأثيرات محتملة على النمو الاقتصادي، سوق العمل، والعلاقات التجارية الدولية.
 
 لكن ما هو التأثير المتوقع على اقتصاد الشرق الأوسط؟ 
يمكن تلخيص التأثيرات المتوقعة فيما يلي:
1. أسعار النفط والطاقة:
 • زيادة إنتاج النفط الأمريكي: يتوقع أن يستمر ترامب في دعم إنتاج النفط في الولايات المتحدة، مما قد يؤدي إلى زيادة العرض العالمي وانخفاض أسعار النفط. قد يؤثر ذلك سلباً على إيرادات دول الخليج التي تعتمد بشكل كبير على صادرات النفط.
 
2. العلاقات مع إيران والتوترات الجيوسياسية:
 • عودة العقوبات المشددة على إيران: من المتوقع أن يعيد ترامب فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إير٨ان، مما سيؤدي إلى زيادة التوترات في المنطقة. قد يتسبب ذلك في اضطرابات في إمدادات النفط عبر مضيق هرمز، مما قد يؤدي إلى تقلبات في أسعار الطاقة العالمية.
 
 • زيادة الإنفاق الدفاعي: قد تشهد دول الخليج زيادة في الإنفاق العسكري لتعزيز أمنها، مما قد يؤثر على ميزانياتها ويحد من قدرتها على الاستثمار في مشاريع التنمية.
 
3. التجارة والاستثمارات:
 • توجه نحو الحماية الاقتصادية: سياسة ترامب المتمثلة في تعزيز التصنيع الأمريكي وتقليل الاعتماد على الواردات قد تؤثر على صادرات الشرق الأوسط، خاصة فيما يتعلق بالمنتجات البترولية.
 
 • اتفاقيات جديدة وتطبيع العلاقات: قد يشجع ترامب المزيد من الدول العربية على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، مما قد يفتح فرصاً جديدة للاستثمارات والتعاون الاقتصادي.
 
4. التأثير على الدولار وأسواق المال:
 • قوة الدولار: سياسات ترامب التي قد تشمل خفض الضرائب وزيادة الإنفاق قد تعزز من قوة الدولار. سيؤدي ذلك إلى ارتفاع تكاليف الديون المقومة بالدولار على دول الشرق الأوسط، مما يضع ضغوطاً على ميزانياتها.
 
 • تأثير على الاستثمارات: قد تواجه الدول التي تعتمد على الاستثمارات الأمريكية تراجعاً في تدفقات رأس المال، خاصة إذا فضل المستثمرون توجيه أموالهم نحو السوق الأمريكية التي قد تصبح أكثر جاذبية.
 
5. سياسات الهجرة وتأثيرها على التحويلات المالية:
 • تشديد سياسات الهجرة: قد يؤدي تشديد سياسات الهجرة من قبل ترامب إلى تقليل عدد العمالة المهاجرة من الشرق الأوسط إلى الولايات المتحدة. سينتج عن ذلك انخفاض في التحويلات المالية التي تعتبر مصدراً مهماً للعملات الأجنبية لبعض دول المنطقة.
 
6. التوجه نحو السياسات الحمائية:
 • تأثير على الاقتصاد العالمي: إذا اعتمد ترامب سياسات تجارية حمائية، فقد يتباطأ النمو الاقتصادي العالمي، مما سيؤثر سلباً على اقتصادات الشرق الأوسط التي تعتمد على الصادرات، وخاصة النفط والغاز.
 
من المتوقع أن تؤدي سياسات ترامب الاقتصادية إلى تحديات كبيرة لاقتصادات دول الشرق الأوسط، خاصة في مجالات الطاقة والتجارة والاستثمارات. ومع ذلك، قد تستفيد بعض الدول من تعزيز العلاقات التجارية والأمنية مع الولايات المتحدة.