ديڤيد ويصا
مش هدّعي اني اعرف ظروف كل الناس ..
بس بردو من خلال شغلي وخدمتي وعلاقاتي بدواير مختلفة ..
أقدر اقول ان عندي معرفة مش بطّالة بظروف ناس كتير ..
وبستغرب جدًّا لما الاقي واعظ واقف بكل أريحيّة ..
وبيقول ان الفلوس مش كل حاجة!
أنا فاهم كويس ان القصد غالبًا ان فيه حاجات كتير أهم من الفلوس ..
زي سلام البيت والمحبّة والتفاهم بين الناس، والصحّة والطمأنينة وغيرهم ..
بس عمليًّا فيه حاجات بتوقّف الحياة ومش بتتحل غير بالفلوس ..
حتى لو فيه مشاكل تانية حوالينا ملهاش علاقة مباشرة بالفلوس ..
بس فعليًّا هتلاقي نفسيّات كتير متدمّرة وده مأثَّر على معاملاتهم وعلاقاتهم ..
لا لشيء غير انهم مش لاقيين فلوس، أو مش لاقيين فلوس كفاية!
--
الظروف صعبة، وصعبة جدًّا، وعلى ناس كتير وفئات كتير جدًّا ..
حاول كده تفكّر للحظة قبل ما توعظ، في مشاكلك ..
كام مشكلة منهم تتحل بالفلوس؟
وكام مشكلة تتحل لو انت ارتحت نفسيًّا واتعاملت صح مع الناس؟
وليه إنت مش مرتاح نفسيًّا؟
مش يمكن بسبب انك مش عارف تكفّي بيتك، بردو بسبب الفلوس؟
النَّهرده مئات من "أخوة الرب" بيموتوا من المرض، لأن مش معاهم فلوس ..
قسوس مش بتركّز في خدمة كنيستها ..
وبتحاول تروح هنا وهنا لأنهم مش لاقيين فلوس ..
موظّفين مش مكفّيين بيتهم بسبب الغلا، لأن مش مكفّيهم الفلوس!
--
أرجوك قبل ما تقف وتوعظنا بإن الفلوس مش كل حاجة ..
ركّز وشوف فعلًا الكلام ده عملي ولا لأ، عشان نصدّقك ..
حِس بينا وبمعاناتنا وبمعاناة الناس قبل ما تكلّمنا، عشان نسمعك ..
وإيّاك حد يفهم اني بقول ان الفلوس هي كل حاجة!
أنا كل اللي بحاول اقوله ان الفلوس بتحل حاجات كتير ..
أيوه فيه احتياجات عميقة عندنا كلنا، ملهاش دعوة بالفلوس ..
زي الاحتياج للحب والتقدير والقيمة والعلاقات السويّة ..
وزي احتياجنا للخلاص من عبوديّة الخطيّة!
لكن تسديد احتياجاتنا الأساسيّة من أكل وشرب وعلاج ..
هيساعدنا نركّز في احتياجاتنا العميقة ونسعى ليها بطريقة صح ..
وافتقادنا لتسديد احتياجاتنا الأساسيّة، هيموّتنا من الحزن والحسرة ..
ويمكن ميخلّيش معظمنا يركّز في احتياجاته العميقة!
الرب يسوع أمرنا اننا منعولش هم أكلنا وشربنا ولبسنا ..
بس ده مش معناه أبدًا اننا مش محتاجين ناكل ونشرب ونلبس!
--
الرسول يوحنّا كان منّنا وكان حاسس بينا وبناس كتير، وقال:
"وأما من كان له معيشة العالم ..
ونظر أخاه محتاجًا وأغلق أحشاءه عنه ..
فكيف تثبت محبّة الله فيه؟" (١يو١٧:٣)
والرسول بولس بردو كان منّنا وكان حاسس بينا، وقال:
"لا يسرق السّارق في ما بعد ..
بل بالحري يتعب عاملًا الصالح بيديه ..
ليكون له أن يُعطي من له احتياج." (في٢٨:٤)
ديڤيد ويصا